^  يقول أهل البحرين “الأولين” مثلاً يكاد ينطبق على ما تفعل الوفاق اليوم؛ وهو أن يقول الأب لمن يريد أن يخطب ابنته (جيب لي لبن العصفور، وأنا أزوجك بنتي)، هو لم يفرض أن يزوجه ابنته، إنما أعطاه شرطاً تعجيزياً، هذا إذا كان للعصفور لبن أصلاً. رفض الحوار كان سيحرج الوفاق أمام (العمام) الأمريكان والإنجليز والمنظمات العالمية، لذلك لعبت هي وأقزام الجمعيات الأخرى، لعبة مثل (لبن العصفور) ووضعت شروطاً مسبقة سوف أوردها في هذا المقال، ومن ثم تقول للدولة أنت يا دولة لا تضعي شروطاً، نحن نضع شروطاً وأنت والمجتمع والقوى الكبيرة الأخرى تقبل، كل ذلك على خلفية لعب الوفاق بالشوارع والإرهاب واستباحة حرمات الناس والعامة. انظروا إلى قائمة شروط الوفاق التي تريد من الدولة الانصياع إليها: 1- إعادة قبول مبادرة سمو ولي العهد التي طرحت خلال الأزمة (وكأن الدولة وقادة البلد يلعبون مع الوفاق وأتباعها، هؤلاء حكام البلد وما تم رفضه والبحرين في أزمة لا يتم قبوله والوفاق في أزمة). 2- اعتماد ما يسمى بوثيقة المنامة كأساس للحوار. 3ـ تنفيذ جميع توصيات لجنة تقصي الحقائق (وهذه ورقة محروقة فالتوصيات تنفذ بعيداً عن إملاءات أحد). 4- أن تكون المحاور واضحة، وأن يكون هناك جدول زمني. 5ـ أن يخرج جميع المحكومين في قضايا الانقلاب الفاشل. 6ـ أن يجلس المحكومون بعد الإفراج عنهم مباشرة على طاولة الحوار. 7ـ أن تعرض نتائج الحوار لاستفتاء شعبي عام. 8ـ أن تنفرد الوفاق وأتباعها بلقاء خاص يجمعها حصرياً مع ممثل جلالة الملك في الحوار. 9ـ وهناك شرط خفي وهو أن الوفاق لا تريد الجلوس مع القوى السياسية الكبيرة. الوفاق وأتباعها الصغار يضعون كل هذه الشروط التسعة ومن ثم يقولون لك نريد حواراً غير مشروط، وكأن أبناء البحرين لا يفهمون سياسة، ولا يفهمون أكروبات الوفاق في السيرك، ولا يعرفون أن الوفاق تضع العربة أمام الحصان وتريد أن تدخل السباق. نوجه اليوم خطابنا للدولة ولقوى المجتمع الكبيرة؛ ليكن معلوماً أنه كلما ضاق الخناق على الوفاق بعد الفشل الكبير للانقلاب، والفشل في العودة لتقاطع الفاروق مرة أخرى، فإنهم سوف يهبطون بشروطهم إلى القاع، لكن الدولة يبدو أنها هي الأخرى تلاعب الوفاق، فالوقت ليس في صالح الوفاق أبداً، الوضع الإقليمي، قرب سقوط النظام الدموي الصفوي في سوريا، الحديث عن ضرب إيران، وأن ذلك قد يحدث في النصف الثاني من هذا العام، كل هذا المشهد ليس في صالح الوفاق، فهذا يعني أن الفشل المحلي بعده فشل إقليمي، سوريا وإيران، وتبقى العراق محاصرة. لا ينبغي التعامل مع من يريد الانقلاب على الشرعية بحسن نية، الوفاق رفضت الحوار بشروطها التسعة، نطالب الدولة اليوم بقطع دابر الإرهاب بالقانون، وشد الوثاق على من يرهب ويحرض، وأن تجفف منابع الإرهاب المالية، عندها سوف تأتي الوفاق تريد أن تتحاور مع الدولة، وتقول (دخيل الله رجعونا البرلمان بس)..! حين تتصرف الوفاق وكأنها هي الشعب، وتلغي الشارع الجماهيري الكبير الذي أذهل الوفاق وأتباعها بوقفاته وبحجمه، وبخطابه، وبثباته، فإننا نقول لهذه القوى أين دوركم أنتم بالمقابل؟ الوفاق تلغيكم وتقول إنها تريد الجلوس منفردة مع الحكم، وهذا يعني أنها لا تريد ولا تعترف بالقوى الأخرى، فهل أنتم ذاهبون للحوار مع طرف لا يعترف بكم، ويرهب في الشوارع ويسد الطرقات ويستهدف المارة بشكل عشوائي من أجل إجباركم وإجبار الدولة على أن تجلس إلى طاولة الحوار؟ الغريب هو صمت بقية القوى عن كل تبجحات الوفاق، ولا تجد تصريحاً قوياً يقابل مراهقة الوفاق السياسية. يضعون تسعة شروط ذات (مغزى) ويقولون للدولة وللمجتمع البحريني نريد حواراً غير مشروط من جانبكم، نحن نضع الشروط، وأنتم تقولون تم..!!