قال الكاتب الصحافي المخضرم جهاد الخازن إن "في البحرين معارضين وطنيين وإن للمعارضة طلبات محقة، وإن الإصلاح مطلوب والمجال واسع، إلا أن عيسى قاسم وعلي سلمان وأنصارهما ليسوا معارضة وطنية، وهم لا يطالبون بالديموقراطية أو الحرية لأنهم أبعد الناس عنهما، ومصادر دعمهم معروفة".
وفي مقال نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها اليوم تحت عنوان " عصابة إيران في البحرين"، استغرب الخازن من وصف الأمين العام لجمعية "الوفاق" علي سلمان الإعلام البحريني الرسمي بـ"الأعور"، مؤكدا أنه إذا كان الإعلام البحريني "أعورا" فإن الإعلام الإيراني الذي زور كلمة الرئيس المصري محمد مرسي "أعمى".
ورد الإعلامي المخضرم على ادعاء علي سلمان عن "فساد الحكومة البحرينية"، بالقول إنه إنه "لا يوجد في العالم أفسد من حكومة محمود أحمدي نجاد (سوى إسرائيل)، إلا أن علي سلمان يريد أن يقيم نظاماً يشبه نظام الفساد الإيراني، وكل كلام آخر كذب إسرائيلي المستوى".
وشدد الخازن على أن علي سلمان "صاحب ولاء إيراني يقدمه على كل ولاء آخر، بما في ذلك الولاء للبحرين، ولو أنه والمرشد الشيخ عيسى قاسم وأنصارهما نجحوا في محاولتهم الانقلابية لكانت البحرين اليوم تتبع نظام ولاية الفقيه".
وحول ردود فعل بعص الصحف والمنظمات الغربية على الأحكام الصادرة بحق متهمي "التنظيم الإرهابي"، أدان الخازن " الصحافة الليبرالية الغربية ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان، ومعها جماعة أطباء من أجل حقوق الإنسان"، واتهمها جميعا بـ" الجهل والسذاجة والانفصال عن الواقع في التعامل مع ملف البحرين". وشدد على أن المتهمين في هذه القضية "ليسوا سجناء رأي".

النص الكامل لمقال جهاد الخازن في صحيفة "الحياة":

عيون وآذان (عصابة إيران في البحرين)
الخميس 6 سبتمبر 2012
الشيخ علي سلمان، رئيس جماعة الوفاق في البحرين، دعا أنصاره إلى الابتعاد عن متابعة الإعلام الرسمي في البحرين ووصفه بأنه «أعور».
طلب رئيس الوفاق تزامن مع خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز في طهران وترجمة الإعلام الإيراني الخطاب واستبدال البحرين بسورية في فضيحة إعلامية تضاف إلى الفضائح السياسية للنظام الإيراني.
إذا كان الإعلام الرسمي البحريني «أعور»، وأنا لا أدافع عنه فكل إعلام عربي يعاني من قصر نظر، فان الإعلام الرسمي الإيراني أعمى، غير أن الشيخ علي سلمان لا يشير إليه منتقداً، وقد يمتدحه إذا فعل، فهو صاحب ولاء إيراني يقدمه على كل ولاء آخر، بما في ذلك الولاء للبحرين، ولو أنه والمرشد الشيخ عيسى قاسم وأنصارهما نجحوا في محاولتهم الانقلابية لكانت البحرين اليوم تتبع نظام ولاية الفقيه، أي النظام الذي يكاد يدمر إيران، وهذه بلد كبير له تاريخ عريق، وإنتاجه النفطي يكفي ليجعل مواطنيه يعيشون في بحبوحة، بدل شظف العقوبات والحصار.
رئيس الوفاق زعم أن الحكومة البحرينية فاسدة وطلب تغييرها، وأقول له إنه لا يوجد في العالم أفسد من حكومة محمود أحمدي نجاد (سوى إسرائيل)، إلا أن علي سلمان يريد أن يقيم نظاماً يشبه نظام الفساد الإيراني، وكل كلام آخر كذب إسرائيلي المستوى.
هو تحدث أيضاً عن أن الإعلام الرسمي وشبه الرسمي وظيفته شتيمة المواطنين المطالبين بالحرية والديموقراطية، والرد أن أنصار إيران شتيمة بحق البحرين.
مرة أخرى، أنا هنا لا أدافع عن الإعلام الرسمي البحريني أو الحكومة، بل أقول إن في البحرين معارضين وطنيين وإن للمعارضة طلبات محقة، وإن الإصلاح مطلوب والمجال واسع، إلا أن عيسى قاسم وعلي سلمان وأنصارهما ليسوا معارضة وطنية، وهم لا يطالبون بالديموقراطية أو الحرية لأنهم أبعد الناس عنهما، ومصادر دعمهم معروفة.
محكمة الاستئناف في البحرين أيدت الأحكام بالسجن على قادة المعارضة الإيرانية المنشأ في البحرين، وهناك محكمة التمييز كخطوة أخيرة. وكانت القضية نقلت من المحاكم العسكرية إلى المدنية، وتكررت أحكام السجن المؤبد على متهمين بينهم حسن علي مشيمع، زعيم جماعة حق، الذي عاد من لندن إلى البحرين بهدف وحيد هو قلب النظام، وعلي عبد الهادي الخواجة الذي أضرب عن الطعام فقط بعد أن ثارت ضجة عالمية إثر إضراب فلسطينيين في سجون إسرائيل عن الطعام.
إذا برأت محكمة التمييز المتهمين فهم أبرياء، وإذا دانتهم مرة أخرى فهم مجرمون بحق البحرين.
في غضون ذلك أدين الصحافة الليبرالية الغربية ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان، ومعها جماعة أطباء من أجل حقوق الإنسان. أنا ليبرالي قبل هؤلاء جميعاً، قضيت العمر كله إلى يسار الوسط، إلا أنني ليبرالي مفتوح العينين والشك طبيعة ثانية عندي، لذلك أحاول أن أتحرّى الحقيقة، ولا أصدق ما أسمع لمجرد أنه يصيب وتراً في نفسي كطالب حرية وديموقراطية.
بريان دولي، وهو مدير في مراقبة حقوق الإنسان، قال إن حكم محكمة الاستئناف «مزحة» أو «خدعة»، يعني هذا الأميركي في نيويورك يعرف أكثر من محكمة في موقع الحدث. ومنظمة العفو الدولية طالبت بالإفراج عن «سجناء الرأي» وهم ليسوا كذلك أبداً. وهي انتقدت تأخير صدور الأحكام، ولم تقدر أن القضاة بحاجة إلى تأكيد ما سمعوا قبل الإدانة أو العفو. وجاء الأطباء المدافعون عن حقوق الإنسان ليقولوا إن استخدام شرطة البحرين الغاز المسيل للدموع من نوع التعذيب. كل دولة في العالم تستعمل الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرات، إلا أن البحرين وحدها تتهم بالتعذيب لاستعماله.
الميديا الليبرالية والمنظمات العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان ليست شريرة مثل عصابة إيران في البحرين، ولا أتهمها بأكثر من الجهل والسذاجة والانفصال عن الواقع في التعامل مع ملف البحرين.