تقرير - فهد بوشعر: في قراءة تحليلية سابقة لكرة اليد البحرينية ونوعية المدربين الذين يتم اختيارهم لقيادة الفرق في البحرين فقد تبين بأن ساحة كرة اليد البحرينية ميالة إلى جنسيتين ثابتتين لتدريب فرق الرجال في اللعبة، حيث تبين بأن الجنسيتين التونسية والجزائرية هما الجنسيتان اللتان تمتلكان نصيب الأسد في تدريب الفرق البحرينية منذ سنين طويلة في لعبة كرة اليد البحرينية، وعلى الرغم من اختلاف المدارس التدريبية التي وفدت إلى مسابقاتنا المحلية فمع اتجاههم بكثرة نحو مدارس من دول المغرب العربي نراهم قليلاً مايتجهون نحو المدارس الأوروبية، وتارتة يكتفون بالمدرسة المحلية وذلك لقلة مشاكلها ولمعرفتها بخبايا اللعبة المحلية وأسرار اللاعبين، ففي الموسم السابق وعلى الرغم من كونه موسماً استثنائياً بكل ما تحمله كلمة استثنائي من معنى فقد اتجهت معظم الأندية إلى المدرسة المحلية نظراً للظروف التي أحاطت بالمسابقات من جراء الأحداث السياسية التي مرت على البلاد، حيث جاء المدرب الوطني في هذه الظروف كالقشة التي يتعلق بها الغرقان فأثبت وجوده وتفوق على المدربين الأجانب والعرب بشكل ملحوظ خصوصاً وبعد أن أحرز الدير بطولتي الدوري والكأس بأيادٍ وطنية خالصة بقيادة المدرب المحلي خليل مدن فقد أثبت هنا المدرب البحريني علو كعبه عن أقرانه من المدربين العرب الذين كانوا متواجدين في الموسم الماضي مثل الجزائري كمال الخرايفة مدرب فريق النجمة والتونسي المنذر السويسي مدرب سماهيج اللذين لم يستطيعا تحقيق إنجاز يذكر سوى لسماهيج الذي حقق المركز السابع لأول مرة بعد أن كان ينافس فرق المؤخرة في كل عام. كانت ومازالت مدرسة المغرب العربي متمثلة في المدرستين التونسية والجزائرية هما المدرستان المسيطرتان على تدريب فرق كرة اليد البحرينية منذ فترة ليست بالقصيرة ومازالوا يسيطرون عليها نظراً للمستويات التي تقدمها كرة اليد التونسية والجزائرية ومخرجاتها الممتازة في مجال التدريب والتطوير ولما يمتلكونه من باع طويل في مجال كرة اليد، بدأها الجباس ونور الدين بن عامر والأخضر عروش ومعاشو حتى وصلت إلى السويسي والدريدي والطاهر والبقية تأتي. أما في الموسم الحالي فقد اختفت المدرسة الجزائرية من الساحة لنرى بأن الأندية البحرينية توجهت نحو المدرسة التونسية في ثلاثة أندية فقد تعاقد الدير مع شهاب الدريدي وسماهيج مع محمد علي والاتفاق مع عبدالستار العرفاوي، فيما توجه النجمة والبحرين إلى المدرسة المصرية، فالنجمة قد تعاقد مع عادل الشرقاوي الذي يتواجد في البحرين لأول مرة في تاريخه التدريبي أما البحرين فقد عاد إلى الفخراني من جديد، أما فريق النادي الأهلي فقد استقر على الكرواتي تونسي كريسيمير دروسكوفيتش، حيث إن الأهلي خلال المواسم الأربعة الماضية كان مستقراً في المدارس الأوروبية حتى بداية الإعداد للموسم الماضي لكن الأحداث السياسية أجبرته على التخلي عن مدربه في العام الماضي واللجوء إلى الوطني إبراهيم عباس الذي لم تخدمه الظروف لتحقيق نتائج تذكر مع النادي الأهلي الذي خرج لأول مرة منذ ثلاثة عقود من الزمن وأكثر دون أي لقب أو بالأحرى لم يصل إلى أي مباراة نهائية منذ بداية تاريخه في كرة اليد، فيما عاد فريق باربار إلى المدرسة العراقية التي أوصلته إلى منصات التتويج وأحرزت معها أول ألقابها ضمن فرق الدرجة الأولى بعودة المدرب ضافر صاحب والذي استطاع أن يقود باربار إلى ثمانية انتصارات متتالية قبل أن يخسر لقاءه الأخير أمام النجمة في آخر جولة، أما الأندية الباقية وهي توبلي والاتحاد والتضامن والشباب وأم الحصم فقد فضلوا المدرسة الوطنية على الأجنبية ولم يتميز منها سوى فريق الشباب الساعي نحو الصدارة دون هزيمة حتى الآن بقيادة الخبير عصام عبدالله الذي يواصل العمل مع فريق الشباب للموسم الخامس على التوالي واستطاع أن يحقق مع الفريق نتائج مبهرة لكن للأسف دون ألقاب تذكر. وبعد انتهائنا من الجولة التاسعة اتضحت معالم المنافسة على الدور السداسي فقد تبينت المدارس التي ستتنافس على اللقب في هذا الموسم فقد تأكدت المنافسة في المدارس التالية التي ضمنت اللعب في الدور السداسي بنسبة 100% (البحرينية بقيادة عصام عبدالله للشباب، المصرية بقيادة عادل الشرقاوي للنجمة، العراقية بقيادة ضافر صاحب لباربار) فيما مازالت المدرسة التونسية تقاتل من أجل المنافسة عبر بوابة أندية سماهيج والدير والاتفاق، كما إن المدرسة الكرواتية تواصل سعيها للبقاء ضمن دائرة المنافسة عبر بوابة البطولات بوابة النادي الأهلي، فيا ترى لأي المدارس ستكون الغلبة في هذا الموسم؟ فهل ستكون للمدارس الأجنبية كالعادة أم أن المدرسة الوطنية ستفرض نفسها في هذا الموسم؟