أصدر علماء ودعاة مملكة البحرين بياناً يستنكر الأعمال التخريبية التي يتعرض لها المواطنون والمقيمون في الشوارع والأماكن العامة والخاصة، حيث توافد جمع غفير من العلماء والدعاة من الطائفتين الكريمتين إلى مقر الشؤون الإسلامية بالجفير للمشاركة في صياغة البيان والتوقيع على مضمونه استنكاراً منهم لما يحدث من عنف وتخريب من قِبل قلة مأجورة اتخذت من الإرهاب والتعدي على الأموال العامة والخاصة سبيلاً لتنفيذ مخططات دنيئة تستهدف أمن واستقرار الوطن والمواطنين.
وكان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جلسته المنعقدة بتاريخ 4 أغسطس الماضي قد دعا إلى مواصلة العمل لجمع الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف والتصدي لدعاة الفتنة والتخريب، مندداً بأعمال العنف وقطع الطرقات وتعطيل مصالح الناس، داعياً عقلاء المجتمع وعلماءه ومثقفيه ورجال الدين والخطباء إلى التكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من صور الاعتداءات الآثمة على الأنفس والأموال والممتلكات العامة والخاصة.
من جانبهم، عبر العلماء والدعاة عن شجبهم الشديد واستنكارهم للممارسات التخريبية والأعمال الإرهابية التي تؤثر سلباً على أمن واستقرار المجتمع، وتعرقل مسيرة التنمية وتربك الساحة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، بما يعود بالضرر البالغ على المجتمع بأسره.
ونص البيان على “وحيث إن الرحمة العامة بالخلق؛ هي جوهر رسالة الإسلام، فقد جاء الشرع الحنيف بنبذ كل ما يخدش هذا الأصل العظيم أو ينتقص منه، لذا حرَّمت الشريعة جميع صور الاعتداء على الآخرين بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالتحريض.. وتحقيقاً لمبدأ السلام وتأمين الخلق على أرواحهم وما يملكون؛ فقد حرَّم الإسلام الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، ونهى نهياً قاطعاً عن الاعتداء على الآخرين جسدياً أو نفسياً أو فكرياً”.
وأضاف “وتعاظم نهيه عن مجرد ترويع الآمنين وتعكير صفو المواطنين والمقيمين، وتأسيساً على مقاصد الإسلام وضروراته الخمس بوجوب حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وتأكيداً على دعوة الإسلام إلى تحقيق الحياة الآمنة لكل الخلق؛ فقد حرَّمت الشريعة الغراء تحريماً قاطعاً كل سبيل يؤدي إلى التعدي على الآخرين في أنفسهم وأموالهم، كما يستنكر الإسلام استنكاراً شديداً على دعاة العنف ومثيري القلاقل والفوضى ومؤججي الفتن، ممن يتخذون العنف والتخريب وشق الصف سبيلاً لتحقيق أهداف فئوية أو شخصية أو طائفية ضاربين في سبيل ذلك المصلحة العليا للدين والوطن”.
وقال البيان إنه لمن الواجب بيان حرمة ما يُمَارَسُ من مخالفات شرعية جسيمة في حق الوطن والمواطنين بما يتم تَبَنِّيْهِ أو استخدامه من سياسة العنف والتخريب وإثارة الفوضى، وتعطيل حياة الناس، والإضرار بالمصالح العليا للوطن، ومع الإقرار التام بأن ما يتم اقترافه من جرائم، هو من الكبائر والمحرَّمات العظام؛ فإننا جميعاً مطالبون بالوقوف صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه الإخلال بأمن الوطن والتعدي على حرمة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة، وإذ لا تكفي عبارات التنديد والإدانة لأشكال العنف والفوضى والشغب، والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وإذ ندين في الوقت ذاته التجاوز في المواجهة وما يترتب عليه من مساس بالكرامة الإنسانية أو الحقوق والحريات من أي طرف كان.
وأكد أن ما يقترف من تجاوزات في حق الوطن وغيرها من صور الاعتداءات ينعكس سلباً على معيشة المواطنين، ويعطل مصالحهم، ويضر بالحقوق والحريات العامة والخاصة، داعياً من يمارس ذلك الكف فوراً عنه، كما دعا جميع العقلاء والمخلصين للتكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة؛ بل والمحرَّمة شرعاً وعرفاً وقانوناً.
وأكد العلماء والدعاة، في بيانهم، الحرص على الاستمرار في نهج النصح الذي تبناه علماء البحرين من خلال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وتواصله مع الخطباء والدعاة، وإصدار أمانته العامة كتيب طريق المسلمين، عازمين على مواصلة العمل لجمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والخلاف، والاعتصام بحبل الله المتين في وجه التخريب والاعتداء لقطع طريق إفساد ذات البين وشق الصف الذي يتخذ سبيلاً للفتنة من خلال تعكير صفو العلاقة الحميمة بين أبناء هذا الوطن.
وأضاف أن “وحدة الكلمة ورص الصف أعظم سلاح يواجه به أولئك كل الداعين للخلاف والفرقة وإثارة الفتن، قال تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) الأنفال 46.. فإننا ندعو بكل صدق إلى مواجهة فكرية وثقافية واجتماعية للتخريب والاعتداء لنحقق معاً أمناً وأماناً، وسلماً وسلاماً ينعم به كل من يعيش على أرض مملكتنا الحبيبة”. ونظراً للإقبال الكثيف من قِبل خطباء ودعاة المملكة للمشاركة في التوقيع على البيان فقد قررت الشؤون الإسلامية تمديد فترة المشاركة إلى يوم غدٍ الخميس.