أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن تهج التدخل الخارجي في شؤون البحرين الداخلية لا يزال مستمرا ، مشيرا إلى أن مصادر هذه التدخلات متعددة.

وقال الوزير في خطابه أمام ممثلي جمعيات الجاليات الأجنبية المقيمة في البحرين الذين استقبلهم اليوم الخميس : "قرأت موضوعاً صحفياً يذكر أن اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق لم تجد تدخلاً أيرانياً، وهذا ما لم يذكر في تقرير اللجنة، فقد ذكر التقرير أن لدى الحكومة معلومات عن التدخل الأجنبي، ولكن لا يمكن الإعلان عنها لأسباب تتعلق بالأمن الوطني". 

وأضاف : "للأسف نحن لا نتعامل فقط مع إيران، إنما مع عدد من مصادر التدخلات، وهذا النهج مستمر (..) وكنا نتمنى أيضا لو كان الأشخاص الذين يتصرفون باسم الدين لا يقولون أشياء تدفع للكراهية و العنف، وهذا لم يحصل".

وتمنى على الجاليات المقيمة في البحرين إيصال صوتها للخارج ونقل حقيقة ما دار هنا إلى الذين "لا يعيشون هنا، ولا يعرفون الوضع الذي نواجهه" ، مخاطبا إياهم  بالقول : "أنتم تعلمون أن الوضع غير بسيط .. فهو لا يوصف بأبيض أو أسود كما كان يعتقد بعض أصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية و غرب أوروبا، الذي عرفوا الآن أن الوضع ليس كما كانوا يعتقدون".

 المواطن والمقيم سواسية في حق الحماية والأمن

وخاطب الوزير كلا من جون هيوز وبيتسي ماثيوسن رئيس اتحاد جمعيات الجاليات الأجنبية المقيمة في البحرين والأمينة العامة له وممثلي عدد من الجمعيات الأعضاء بالاتحاد بالقول : أنا هنا من أجل الجميع، فلو كنتم تمثلون 1% أو 51% من السكان في البحرين، فمسؤوليتي خدمتكم جميعا (..) نحن نحترم ونحافظ على القيم الديمقراطية، وأنتم على حق عند قولكم بأن الحقوق تأتي مع المسؤوليات، و حقوق الجميع مترابطة، وحقوقكم كجاليات على نفس الدرجة من الأهمية (..) وأنا سعيد لتشكيل اتحادكم الذي يعد إيجابياً للبحرين". 

وتطمينا لهم على اهتمام الوزارة بأمنهم وحل مشاكلهم أكد الوزير لضيوفه اطلاعه على الصعوبات التي تواجه الجاليات في هذا الوقت ، مشيرا إلى أنها "صعوبات تواجه الجميع، بحرينيين أو غير بحرينيين على حدٍ سواء، مضيفا أن "هذا النوع من العنف الذي نراه لا يعرف عقيدة أو لونا.. وأن فريق المستشارين لديه يضم أشخاصاً من مختلف الدول التي لديها جاليات في البحرين.

وإشارة إلى التاريخ التسامحي للبحرين أضاف الوزير أن البحرين موطن ومقصد من مئات السنين للجاليات من الشرق والغرب واحتضنت في تاريخها ثقافات عديدة بالقرب من بعضها البعض كما استقبلت أشخاصاً مختلفي الثقافات من دول الخليج العربي و جنوب أسيا و أوروبا و أمريكا.

معارضة بأصوات وأهداف مختلفة

وعن ما تقوم به المعارضة وما قامت به من تغيير لمطالبها وتنويع في مطالبها وأصواتها والتفافها على دعوات الحوار والتصالح ، قال وزير الداخلية : كنا نتمنى أن يكون الوضع بسيطا لا يتعدى صوت واحدا ضد الحكومة، ولكن الأمر مخالف، ففي قمة الأزمة عرض صاحب السمو الملكي ولي العهد الحوار بشكل جدي و ناشد الجميع المشاركة، واستجابت الحكومة لبعض الشروط منها العفو عن 308 سجناء ولكن واصل الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم اسم المعارضة بتغيير مطالبهم، وحتى الآن ما نزال نواجه مجموعات وأصوات وأهداف مختلفة.

وكنا نتمنى بأن يكون الوضع يخص البحرين فقط ، ولكن الأمر ليس كذلك.

ويضيف الوزير : لكن الأخبار الجيدة أننا نجحنا باحتواء الوضع في العام الماضي، بالرغم من أن التحديات كانت غير سهله، وهذا يرجع لحكمة القيادة الرشيدة لجلالة الملك، و هي نفس  القيادة التي تؤمن بأن أي خطأ حدث يجب أن يحدد و يصحح. لذا شكّلت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، وجاري العمل للتأكد من تطبيق جميع توصياتها.

جهود مضاعفة لفرض الأمن والسلام

وأضاف الوزير من وجهة نظري، أن حق أي فرد بالأمان و السلامة هو حق أساسي، ليس هناك شك في أننا جميعا سواء كنا مواطنين أو مقيمين، أكثرية أو أقلية بحاجة للأمن والسلام. جميعنا ننشد أن تستمر حياتنا بهدف بناء مجتمع أفضل لأبنائنا 

وتابع أؤكد لكم أن هذه الوزارة تقوم بعمل كل ما في وسعها لحفظ القانون والنظام  وسوف تواصل العمل ليلا ونهارا للقيام بذلك، وسوف تقرؤون  في الأسابيع والأشهر المقبلة عن نتائج جهودنا لجعل البحرين مكانا أفضل، وهذا يشمل أمور مثل زيادة تدريب الشرطة ، وضمان قرارات مستقلة لشكاوى الشرطة، والاعتماد على أدلة  علمية  في محاكمات المتهمين. وستخدم تلك الإصلاحات الجاليات أيضا.

وجرى اللقاء بحضور اللواء خالد سالم العبسي وكيل وزارة الداخلية، واللواء طارق حسن الحسن رئيس الأمن العام بالإضافة إلى مدير عام مديرية شرطة محافظة العاصمة ، ومدير إدارة الإعلام الأمني.