كشف خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى فضيلة الشيخ جاسم السعيدي عن اجتماع سري تزعمه كبير المحرضين في البحرين طالب الحضور فيه بعريضة مضادة لبيان رفض وإدانة العنف وأعمال الشغب الذي وقع عليه عدد من الدعاة والعلماء، يتم التوقيع فيها على المطالب المزورة التي يدعونها كذباً وتلفيقاً.
وقال الشيخ جاسم السعيدي، في خطبة الجمعة أمس، إن هناك عدداً ممكن يدّعون حب الوطن والإخلاص له ولقيادته رفضوا التوقيع على بيان العلماء والدعاة لرفض وإدانة العنف وأعمال الشغب لأسباب طائفية وسياسية حتى متى مالت الكفة مع الآخرين انقلبوا معهم، «علماً أن من الرافضين للتوقيع قضاة ومستشارون ومحسوبين على الحكومة ممن نراهم في مجالس القيادة والوزراء ويستلمون العطايا والهدايا منهم».
وأضاف «لذلك فإننا نعيد الكرة للحكومة بأنه يجب عليها أن تعي ما يدور وأن تعلم أن مسألة شراء الولاءات من المجرمين والمحرضين هو خيار خطأ لا محالة ولا يتصوروا أن يكون أمثال هؤلاء ناصحين محبين لكم في يوم من الأيام».
وقال إن الحل هو بتطبيق القانون دون تراخٍ أو خضوع لأي تدخلات أجنبية لأن الشعب بات يرى التدخلات الأمريكية الواضحة في الشؤون البحرينية الداخلية، خصوصاً عندما صرح السفير الأمريكي في البحرين مطمئناً «الوفاق» وأتباعها بأن حل الجمعية أمر مستبعد الأمر الذي ترجمته «الوفاق» بالاستمرار في ضرب القانون بعرض الحائط وتنظيم مسيرة جديدة أمس بعدما كانوا قد خالفوا القانون بل القوانين في مسيرة المنامة الأسبوع الماضي، ومثل هذا السفير يجب ألا يجلس دقيقة واحدة في البلد بسبب تدخله الواضح في شؤوننا الداخلية.
وتحدث الشيخ جاسم السعيدي كذلك في خطبته عن الإساءات التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه من قبل المشركين واليهود والنصارى على مر التاريخ وكيف أن هناك من سبق اليهود والنصارى الذي أنتجوا الفلم المسيء مؤخراً في الإساءة إلى الله ورسوله وصحابته، مشيراً إلى أن صراع الحق والباطل دائم لا ينتهي ومعادة اليهود والنصارى والمشركين للمسلمين هي معاداة قائمة أزلية منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان المشركون يعذبون المسلمين ولا يملك لهم النبي إلا الدعاء والتصبير، ثم كان معاداة اليهود والنصارى للمسلمين في يثرب وكذلك اجتمع معهم المشركون والمنافقون ضد الرسول وأتباعه وهكذا استمرت العداوات بين الحق والباطل إلى يومنا هذا مروراً بمراحل تاريخية مختلفة اختلفت فيها الموازين وتغيرت الكفة مع كل فريق في أوقات عدة ولأسباب كثيرة.
وأضاف أن «الهبة المحمودة التي حدثت مؤخراً اعتراضاً وسخطاً على الفلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابه هي أمر محمود بلا شك طالما التزم فيها المسلمون بالضوابط الشرعية، من جانب آخر يجب أن نعرف أن القضية ليس فيلماً مسيئاً فحسب بل توقيت هذا الفيلم له أبعاد أخطر فهو جس نبض للأمة وهو في الوقت ذاته قد يكون مدعاة لمزيد من التدخلات الأجنبية في المنطقة عبر ردات الفعل إضافة إلى أنه إشغال للرأي العام عن قضايا الأمة في سوريا وفلسطين والعراق».