كتب - محرر الشؤون المحلية:
أكد علماء دين تغليظ النهي من الناحية الشرعية عن التشهير والإساءة للوطن وولي الأمر، خاصة عن طريق الاستقواء بالخارج والجهات الأجنبية لتحقيق أغراض خاصة بوصفها من أعظم الآثام، مشيرين إلى أن بعض رجال الدين اعتبروا مرتكب مثل تلك الأفعال خارجا عن دائرة الإسلام لإتيانهم أفعال فئة الخوارج.
وأوضحوا أن استعانة بعض الجمعيات والأفراد على الدولة بقوى خارجية هو خيانة للوطن والأمة وأمر مناف لمعاني الوطنية مهما تستر هؤلاء خلف شعارات حقوقية براقة نظرا للضرر البالغ الذي ألحقته تصرفاتهم بكافة المواطنين بمختلف طوائفهم، حيث لم يقتصر ضررهم على الحكومة وإنما عم الوطن بأسره.
الخيانة تسبب الفتنة
وقال الشيخ عبدالرحمن عبدالسلام “إنه لا يوجد إنسان سوي الوطنية يقوم بالتشهير ببلده في الخارج إلا من له أهداف مرتبطة بأجندة خارجية”، مشيراً إلى أن أمثال هؤلاء سبق وصفهم من قديم الزمان بأنهم عملاء وأعداء للوطن وهو الوصف الذي يطلق على من يتعاون مع دولة أجنبية ضد وطنه.
وأضاف أن “من يشهر بوطنه لا يستحق أن يسمى مواطناً لأنه إذا كان الشرع لا يجيز التشهير بمرتكب الكبائر، فكيف يشهر شخص ما بوطنه الذي ضمه وأبويه وأهله وعياله”، موضحاً أن هذه القضية عدوانية ولم نعهد من قبل أن يصر شخص في التمادي بكذبه على الوطن والمواطنين إلى هذا الحد.
ودعا عبدالسلام جميع أفراد الشعب البحريني، وليس فقط الحكومة، أن يقفوا ضد هؤلاء حتى يندحروا لأن هذه الممارسات تعد بمثابة خيانة للأمة والإسلام الذي أمر أن نصلح بالتي هي أحسن، مشيرا إلى أن هذا إفساد في الأرض وافتراء حرمه الله وهو ما يتسبب في إحداث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، وأوضح أن أفعالهم تضررت منها الدولة بأكملها وليس الحكومة وحدها وكذلك جميع الطوائف دون استثناء، ولذلك اصبحوا مكروهين ومبغوضين.
حب الوطن من الإيمان
من جهته، قال الشيخ محسن العصفور “إن البحرين تواجه معضلة أسمها قوى تأزيم معارضة تحاول أن تسيء إلى وطنها بكل ما أوتيت من قوة وتتسبب في خلق مظاهر مصطنعة للإيقاع بضحايا أبرياء مغرر بهم ثم التباكي عليهم واصطناع صدامات وهمية تروج لها في الخارج من أجل الإساءة بأساليب وضيعة للوطن وسمعته في المحافل الدولية”.
وأضاف العصفور “أنه مما لا شك فيه أن هذا لا يعكس أي حب للوطن ولا إيمانا بقضاياه العادلة أو نهجا إصلاحيا ينشده أي غيور على انتمائه الوطني، مشيرا إلى أن ذلك المعنى يوافق الحديث الشريف القائل (بأن حب الوطن من الإيمان)... حيث إن الإيمان بالوطن وبالمواطن وما يمثله هذا المفهوم المقدس من الغيرة والحمية للذود عنهما يبرأ من كل ما تصطنعه قوى التأزيم المعارضة من أحداث تخريب وفتن تستهدف الإضرار بصميم حق المواطن في الاستقرار والعيش الكريم”. وأكد رجل الدين أن الاستقواء بالخارج لإنجاح أجندات تلك القوى التأزيمية وسائل أصبحت مفضوحة ومكشوفة، حيث لا يمكن تحقيق أهداف مقدسة عبر الأساليب الملتوية التي تتوسل بها تلك القوى من أجل ضرب الوطن ومصالح أبنائه، موضحا أن المعارضة الشريفة والغيورة على وطنها وشعبها يجب أن تنأى بنفسها عن كل هذه الأساليب التي تفتح شهية القوى الاستعمارية الحديثة والمنظمات الانتهازية التي تتسمى بالحقوقية تارة والإنسانية تارة أخرى من أجل ابتزاز الشعوب والضحك عليها وسلب أمنها واستقرارها لإشباع مطامعها من خلال التدخل في شؤونها ونهب الشعوب ومقدراتها.
عدم جواز التشهير بولي الأمر
بدوره، أكد الشيخ جاسم السعيدي أن الشريعة نهت عن التعدي على ولي الأمر وعلى مصالح الدولة بأي شكل سواء سياسياً أو حقوقياً أو اجتماعياً، موضحاً أنه إذا كان هناك مناصحة أو بيان فيجب أن يكون مع ولي الأمر، وليس بالتآمر مع الخارج.
وقال السعيدي إن “ما تقوم به بعض الجمعيات السياسية أو الحقوقية من التشهير بالوطن وولي الأمر والاستعانة بدول أجنبية يعد خروجا عن الإسلام جملة وتفصيلاً وبعض العلماء يعتبره خروجاً عن الإسلام طبقا للأصول الستة”، مضيفاً أنهم في نهاية الطريق قد يخسرون الدنيا والآخرة وأن أفعالاً مماثلة في دول أخرى مثل العراق كان حصادها تقتيل المسلمين بالملايين. وأوضح أن الذين ذهبوا للاستقواء بالخارج منهجهم منهج الخوارج ويجب على الجميع توضيح هذا الأمر وبيانه، كما إن التشهير منهي عنه كما ذكره علماء مثل الطحاوي الذي قال “بعدم جواز التشهير بولي الأمر أو مصالح الوطن لا على المنابر ولا خارج الدولة” وذكره مفصلاً ، وكذلك ذكره أبن تيمية.