كتب- طارق مصباح:
أكد تربويون أن المدارس تُحصّن المجتمع ضد محاولات التأزيم المذهبي والفتنة الطائفية، داعين مع مطلع العام الدراسي إلى فتح صفحة جديدة بين المعلمين والطلبة على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
وقال التربويون إنَّ نار الطائفية لا تميّز أحداً وإخمادها مسؤولية يتشاركها الجميع وتبدأ بالأسرة، عادّين “المدرسة صورة مصغّرة للمجتمع وطبيعي ألا تخلو من سلوكيات سلبية”.
وأضافوا أنَّ التعليم ركيزة أساسية تسند البنية الثقافية للمجتمع والأطر الفكرية لأفراده، لافتين إلى أنَّ المدرسة مكان آمن للتعايش وزرع الحب والاحترام المتبادل بين الطلبة جميعهم.
ودعا التربويون إلى نبذ الانقسام المذهبي في المدارس، وقالوا إن تنامي الطائفية بالمدرسة ينعكس سلباً على حياة الطلبة وتحصيلهم العلمي، موضحين أنَّ “المعلم بأقواله وأفعاله قدوة يتمثلها الطالب ويُقلّدها سلباً كانت أم إيجاباً”.
المدارس حواضن مجتمعية
ودعت أخصائية الإرشاد الاجتماعي بمدرسة القدس الابتدائية للبنات فاطمة غريب، إلى ملء العام الدراسي الجديد بصفحات عطاء وإنجاز تُشكّل إضافة للوطن وأبنائه.
وقالت “لنبعد مدارسنا عن كل ما يعطل البناء والرؤية الجميلة، ولعل أخطر ما يواجهنا حالياً مشكلة الطائفية التي رفعت معدلات الحوادث السلوكية في المدارس، وهي أخطر ما يمكن ممارسته في المدرسة، لجهة تأثيرها على الكيان المدرسي الذي يستمد حيويته من كونه كيان أسري ويفقد قدرته على البناء الصحيح وتحقيق هدفه الأساس في السعي لتحقيق مصلحة وطنية تعود بالخير على الجميع”.
وأردفت غريب “إن لم تخمد نار الطائفية فإنها تحرق المجتمع بأكمله دون تمييز، ونفقد من معانٍ جميلة اعتدنا عليها في بيئتنا المحلية شيئاً فشيئاً، ولازال المعلم قادر على تجنيب مجتمعنا المشكلة الطائفية من خلال الابتعاد عن أشكال التمييز بين الطلبة، وتجنيبهم فتنة طائفية، وإعادة لمِّ شملهم مرة أخرى تعزيزاً للوحدة الوطنية”.
الأسرة أساس بناء المجتمع
من جانبه قال الأخصائي التربوي المتقاعد حسن بوحسين “التعليم موضوع ذو شجون تتحمّل الأسرة الجزء الأكبر منه”، مضيفاً “تقع مسؤولية تربية الأبناء علي الوالدين بالمرتبة الأولى، وهذه التربية تبدأ من الصغر حيث يقول الله سبحانه وتعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)”.
ولفت إلى أنَّ تربية الأبناء لا تشمل المأكل والمشرب واللباس والعلاج وغير ذلك من أمور فقط، بل تشمل ما يصلح دين الإنسان ليسعد في الدنيا والآخرة.
وأكد بوحسين دور المدرسة في نشر الوعي وحماية الطالب، موضحاً “المدرسة صورة مصغرة لمجتمع كبير بسلبياته وإيجابياته، وطبيعي ألا يخلو المجتمع الطلابي من سلوكيات سلبية مثل العنف والجنوح”.
وأضاف “في ظل تعقد الحياة وازدياد عدد سكان المدن أصبح ضبط السلوك والتحكم فيه عملية معقدة جداً، وتحتاج إلى تظافر جهود أفراد المجتمع كافة وفي مقدمتها الأسرة، حيث إن المدرسة لا تستطيع مواجهة المشكلة دون تضافر جهود المجتمع”.
وأكَّد بوحسين أن الطالب ثروة الوطن الحقيقية فإن صلح فهو في صلاح الوطن وإن أُهمل وتعطل فهو ارتداد الوطن للخلف، مبيناً “هنا يأتي الدور التوعوي للأسرة، ولابد أن يؤدي الوالدين رسالتهم نحو أولادهم، وعليهم الاهتمام بتوعية أولادهم ضد كل خطر في دينهم أو دنياهم توعية شاملة تجعلهم يعيشون في سعادة وأمن”.
لا للتمييز الطائفي
الأخصائي الاجتماعي محمد عبدالوهاب بمدرسة الإمام مالك بن أنس الابتدائية للبنين قال “مما لاشك فيه أن التعليم يعتبر ركيزة أساسية تستند إليها البنية الثقافية لأي مجتمع، باعتباره يسهم في تغذية وصقل الأطر الفكرية لأفراده، وكان لزاماً علينا أن نجعل المدرسة مكاناً آمناً للتعايش بين الطلبة وزرع الحب والود والاحترام المتبادل بينهم، وهو ماتسعى إليه وزارة التربية دوماً”.
وأضاف أن تسمى “البيت الثاني” للطالب “فيها يقضي نصف يومه ليتلقى العلم النافع ويكتسب المهارات الحياتية المختلفة ويتعرف على الإيديولوجيات والأفكار المختلفة أيضاً”.
ومن واقع التجربة فإنَّ الأستاذ محمد عبدالوهاب يعتبر الطائفية في المدارس أمراً خطيراً، وذهب بقوله إن “باطنها يخفي الكثير من الألم والحزن وهناك قصص تُشعر بعض الطلبة بالمهانة والذل والخوف، فقط لانتمائه إلى طائفة أو مذهب معين يختلف عن زملائه أو معلميه، وهذا الخوف ينعكس سلباً على الطلبة في حياتهم وتحصيلهم العلمي”.
مسؤولية تعزيز ميول الطالب
تتعدى وظيفة المعلم من شرح الكتاب والتعامل مع الطلبة، إلى الدعوة لتنمية مهارات واسعة لدى الطالب وتعزيز ميوله النافعة وبلورة شخصية مستقبلية لديه يفخر بها الوطن.
أخصائي أول إشراف تربية إسلامية فهيمة عبدالله حاجي أكدت هذا الجانب، وقالت “لا ينبغي أن تقتصر عملية التعليم على تزويد الطلبة بالمعلومات والمعارف، بل تتعدى ذلك إلى تنمية القيم والميول والاتجاهات لديهم”.
وحمّلت المعلم مسؤولية تقديم أنشطة تعليمية مختلفة تُنمّي ميول الطالب واتجاهاته، وتصوّبها نحو الاتجاه المرغوب بما يتوافق مع ذكاءاتهم المتنوعة ومراعاة الفروق الفردية بينهم، وتحقيق التمايز المطلوب بما يحقق للمتعلم تعليماً جيداً وحياة أفضل.
أما أخصائية مناهج التربية الإسلامية نادية أحمد محمد صقر فقالت “بما أن وظيفة المعلم تقديم الطالب لمجتمعه وتقديم المجتمع للطالب، فلابد من دمج الطالب بنشاطات تربوية منهجية ولا منهجية متنوعة، تسهم في بلورة مواهبه وتفجر طاقاته وتنمي قدراته وتعمل على تكامل شخصيته، ولن يتأتى ذلك إلا بسعة علم المعلم وسعة ثقافته، من خلال الإقبال على الدراسة والبحث بشغف وتوسع وتعمق ولا يكتفي بما يجده من معلومات في الكتاب المدرسي”.
حسن الظن بوابة للثقة
واتفقت أخصائية الإرشاد الاجتماعي بمدرسة القدس الابتدائية للبنات فاطمة حسن غريب مع طرح أن الأسرة لها دورها في تعزيز العلاقة بين المعلم والطالب، مبينة أن ولي الأمر الذي يقدر معلم ابنه ولا ينتقصه أمام الطالب لأي سبب من الأسباب، يشجع ابنه على احترام معلمه وتقديره.
وانتقلت الغريب إلى محور ذي صلة وهو وجوب احترام الطالب للمعلم والتأدب في الحديث معه، وأداء ما يكلفه به من أعمال وواجبات، وقالت “لاشك أنَّ العلاقة بين المعلم والطالب إن صلحت وقويت أدت إلى آثار إيجابية في العملية التربوية والتعليمية برمتها، وأعتقد أنَّ الاحترام المتبادل يجب أن يكون أساس هذه العلاقة، ولعل المدرس أشد تأثيراً من الطالب في إعطاء هذه العلاقة شكلها، فالمعلم الذي يتبع مع طلابه سياسة الباب المفتوح والقلب المفتوح وينزل عند مستواهم ويستخدم معهم أسلوب الحوار والاستماع والإنصات دون محاباة أو تمييز، غالباً تراه موضع احترام الطلبة ومحل تقديرهم”.
وأضافت “من خلال خبرتي في العمل المدرسي وجدت أن أفضل طريقة لتعديل سلوك الطالب هي حسن الظن به، والتعامل معه على أنه شخص ذا سمعة طيبة وقادر على تحقيق الإنجازات، ومدح أقل بادرة تحسن فذلك يجعله يسعى لأن يكون عند حسن ظنك، كما إن التكليفات المدرسية غالباً ما تكون ثقيلة، لذا يجب السعي إلى إثارة الرغبة في الطلبة لأداء بالعمل في جو من التسابق والمرح”.
حسن التعامل
لعل المعلم في مهنته يحتك مع جميع فئات المجتمع على اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم، ويسأل سائل “كيف السبيل للتأقلم مع هذه التيارات جميعها والأعمار على تنوعها؟”.
مدرس التربية الإسلامية بالمعهد الديني عبدالله الحسيني يجيب عن التساؤل بقوله إن “المعاملة الحسنة للطلبة، وتقديرهم واحترام آرائهم، وإشراكهم في القرارات، ومقابلتهم بطلاقة الوجه وحسن المودة وإضمار الشفقة، والاهتمام بشؤونهم ومصالحهم، وتوجيههم وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار، جميعها من الأمور اللازمة في العلاقات الاجتماعية ذات التأثير الكبير في الحياة المدرسية، ويكون المعلم طرفها الأول غالباً والطرف الثاني الطالب”.
وقال إنَّ على المعلم إثارة دافعية طلابه للتعلم، وحثهم على الابتكار والتميز والثناء عليهم وتشجيعهم ورفع معنوياتهم ومكافأتهم، ومراعاة الفروق الفردية بينهم، والوعي بطبيعتهم وخصائصهم العمرية، والاعتدال والحكمة في معالجة أخطائهم بما يحقق المصلحة، والتواضع لهم، والعناية الجادة بالطلبة الموهوبين، والمساهمة في رفع مستوى الطلبة.
المعلم القدوة
وحول الجوانب التي يجب أنْ تكون حاضرة في ذهن المعلم أثناء ممارسة مهنته، قال أخصائي مناهج التربية الإسلامية طه حسن القلداري، إن دور المعلم تجاه طلابه كبير وعظيم، وذكر جوانب كثيرة ينبغي على المعلم الاهتمام بها، وتشمل جانب “القدوة الحسنة”، وفصّل بذلك بقوله “إذ أنّ المعلم محل أنظار المتعلم، فالمعلم قدوة ومربٍ للأجيال، ويجب عليه أن يكون حريصاً على إفادتهم، شفيقاً عليهم، يوجههم الوجهة الصحيحة بحكمة ولين، يستميل قلوبهم وعقولهم، ليغذيها بما ينفعهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة”.
وأضاف القلداري “القدوة لها دور كبير في توجيه وإصلاح المتعلم، وتمثل جزءاً من المنهج الخفي، وليتنبه المعلم إلى أنّه يمارس المنهج الخفي في حياته التعليمية من خلال ارتباطه بطلابه ومن يخالطه في محيطه التعليمي، وما يصدر عنه من ممارسات سلوكية اعتادها، فهي رسائل خفية يوجهها المعلم نحو المتعلم تستقر في ذاكرته، يمكن أن يتمثلها الطالب ويتطبعها في سلوكه سلباً أو إيجاباً”.
وأردف “لو باشر المعلم عند دخول الصف على طلابه بإلقاء السلام بطلاقة وجه، والسؤال عن أحوالهم، وتفقد الغائب منهم والتواصل معهم، فإنه يمارس المنهج الخفي إيجاباً، ولو أخلت المعلمة بالمحافظة على ارتداء ملابسها الإسلامية الساترة، وظهرت على طالباتها بمظهر غير لائق فقد مارست المنهج الخفي سلباً”.
واختتم القلداري أن على المعلم أن يبدأ بإصلاح نفسه وتربيتها ليكون محل قدوة وتأثير، وهذا أمر يسير إن شاء الله تعالى، فبالاستعانة بالله ثم الإرادة القوية العازمة على التغيير يجد المعلم نفسه يدخل في مرحلة التعود، فتصبح هذه الأمور سهلة يسيرة عليه، ليجد ثمرتها عاجلة في الدنيا وآجلة في الآخرة.
الثقة والاحترام المتبادل
وفي ذات المحور استشهدت أخصائي أول إشراف تربية إسلامية فهيمة عبدالله حاجي بقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى حينما وصَّى مؤدب أولاد الخليفة الرشيد وقال”ليكن ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تكرهه”، وقول ابن مسعود رضي الله عنه “من كان كلامه لا يوافق فعله، فإنه يوبخ نفسه”.
وبدأت حديثها معنا في جانب القدوة بعد سنوات من الخبرة انتهت فيها إلى أن معظم الطلاب - إن لم يكن جميعهم ـ خاصة في مراحل التعليم المبكرة يرى في المعلم قدوته ومثله الأعلى، فالمعلم يؤدي دوراً مهماً في بناء شخصية طلابه، وبهذا يحتم عليه أن يكون نموذجاً ممتازاً في جميع المواقف. وقالت حاجي إن المعلم الذي يحث طلابه على الصلاة وهو لا يؤديها أو يتكاسل عنها، أو يُظهر مضار التدخين على الصحة وهـو يدخن، أو يقوم ببعض السلوكيات التي ينهى طلابه عنها، كل هذه الأفعال تجعل الطلاب ينظرون إلى معلمهم نظرة تعوزها الثقة والاحترام، ويسيء هذا المعلم إلى العملية التعليمية بشكل عام.
واختتمت قائلة “لذا يجب أن يكون المعلم قدوة صالحة وصادقة لطلابه في دينه وسلوكه وأخلاقه وجميع تصرفاته، وأن يكون مثالاً صادقاً للمواطن الصالح صادقاً مع طلابه في أقواله وأفعاله وعليه أن يكون أول من يطبق ما يأمر به طلابه ويبتعد عما ينهاهم عنه”.
الاهتمام بالمادة العلمية
ننتقل إلى محور آخر وهو الجانب العلمي والتحصيلي ودور المعلم في تنمية الجوانب العلمية وتوسعة المدارك التحصيلية لدى طلابه، وعن هذه النقطة يقول مدرس التربية الإسلامية بالمعهد الديني عبدالله الحسيني، إن غرس حب العلم وأهله في قلوب الطلاب يكون بترغيبهم في العلم وأهميته بشتى الأساليب المناسبة والبرامج الدعوية المشوقة، وتعويدهم على البحث العلمي والقراءة المثمرة، لاسيما سير العلماء والعظماء والمصلحين، والارتقاء بهم إلى التعلم الذاتي.
وأضاف الحسيني أن على المعلم ربط الجوانب العلمية بالجوانب التربوية من خلال تكثيف الأنشطة والبرامج والدورات والندوات والورشات الهادفة المختلفة، بما يعزز التكامل بين التربية والتعليم، ويحقق الأهداف السلوكية، وينمي الطالب تنمية متكاملة سليمة.
وأكد الحسيني أن المسلمين الأوائل إنما فاقوا الأمم وبلغوا القمم، لأنهم تخرجوا على يد معلمين عظماء ربانيين كانوا يدركون حقيقة الرسالة التعليمية والتربوية الملقاة على عواتقهم والتي أعلنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الملأ فقال (إنما بُعثتُ معلماً)، فقاموا بها خير قيام، ويأتي اليوم دور المعلمين والمربين المخلصين ليحملوا هذه الرسالة الخالدة، ويواصلوا مسيرة المجد والعزة والرفعة.
متابعة الثورة المعرفية
من جانبها أكدت أخصائية مناهج التربية الإسلامية نادية أحمد محمد صقر أن المعلم صاحب رسالة مقدسة وشريفة، وعنصراً أساسياً ومهماً في العملية التعليمية، مضيفة “لذا لابد له من كفايات علمية حتى يكون على مستوى المهنة التي يضطلع بها، ومن هذه الكفايات الحصيلة المعرفية والقدرات العقلية وأساليب التعليم التي يتبعها كلها تمثل عوامل مهمة في استثارة الطلبة وتوجههم نحو التعليم”.
وأردفت “لا بد أن يكون المعلم باحثاً ونامياً في مادته، يأبى أن يشرب طلابه من الماء الراكد أو يأكلوا طعاماً من اليوم الفائت، وإنما يحاول أن يأتيهم بالجديد في كل حصة، ولا يكون له ذلك إلا إذا كان دائم البحث والإطلاع، وطلب العلم والسهر عليه”.
وأكدت صقر أن العالم اليوم شديد التغير، ويعيش ثورة تكنولوجية هائلة، يتبعها ثورة معرفية موازية لها و«من لا يتابع كل جديد، يجد نفسه متأخراً فاته الركب، فإن جودة التعليم مرتبطة بجودة المعلم وشخصيته فلا يعمل على جفاف منابعه ولا تصحّر ثقافته”.
سبيل البناء والرقي
الخبرة الطويلة التي امتدت لسنوات جعلت الأستاذ حسن بوحسين يُقدم هذه الوصفة العلاجية لطالب الرقي والتنمية في مجال التربية والتعليم، وذكرها بقوله إن علينا “الانفتاح الفعال بين المؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع ذات الصلة، ومنها على سبيل المثال وزارات الإعلام، الداخلية، العمل، الثقافة، الجمعيات الاجتماعية، الرياضة والشباب، البلديات وغيرها ومناقشة المشاكل ووضع تصورات وخطط واستراتيجيات مشتركة لرفع مستوى طلابنا وهو المحور الرئيس”.
وأكد أنه “مع ربط المدرسة بمحيطها يكون دورها توعية أفراد المجتمع المحلي، وعقد اللقاءات والندوات لمناقشة مشاكل الحي ومحاولة التعاون الفاعل للقضاء عليها، وطرح حلول تسهم في تقليصها ورفع التوصيات لصانعي القرار لتفعيلها”.
وبشأن علاج ظواهر الطائفية في المدارس قال أخصائي الإرشاد الاجتماعي محمد عبدالوهاب “من خلال الوقوف بوجه من يحاول بث روح الطائفية ونشر سمومها بين أبنائنا الطلبة، وتطبيق أقسى العقوبات على كل من يروج لها، وعلينا نشر مبدأ التسامح واحترام الأديان واحترام الآخرين، وزرع روح المحبة وغرسها في نفوس أبنائنا الطلبة سيما بعد الأزمة، حيث إن بعض مظاهر الطائفية بدأت تظهر إبّان الأزمة، وعلى كل فرد في المجتمع أن يتقبل الآخر بغض النظر عن معتقداته”.
وأضاف “من المهم توجيه الإعلام بكافة أنواعه ليكون شريكاً أساسياً في القضاء على الطائفية، ورأب الصدع والشرخ الذي حصل، وإلا يستمر مسلسل الطائفية مقسماً الطلبة إلى مجموعات متصارعة متنافرة، كل مجموعة تكيل التهم وتروجها ضد الأخرى”.
==كيف يستغل الطالب الفرصة؟
المدرسة عالم واسع من العلاقات الإنسانية الجميلة، والجو المدرسي جو جميل لأنه جو أسري، والحياة المدرسية ليست جامدة أو روتينية، الأستاذة فاطمة اختتمت الجولة مؤكدة أن التواصل الفعال والعلاقات الاجتماعية الناجحة باعثة على النجاح الأكاديمي ومحفزة له، والبيئة المدرسية الجاذبة هي أنجح بيئة تعليمية وتربوية، والمدرسة هي مكان يكتشف فيه الطالب ميوله ومواهبه ويجد الفرصة لتنمية إبداعاته.