أكد وزير العمل الدكتور جميل بن حميدان أن قطاع توطين الوظائف يواجه معوقات عديدة في الوقت الحالي منها الطفرة في التعليم الجامعي التي أوجدت فجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، والعمالة الرخيصة غير الماهرة التي تؤثر على فرص المواطنين في إيجاد الوظائف، مشيرا إلى أن معدل البطالة في العالم يبلغ 13%، وأنه سيرتفع في منطقة الشرق الأوسط إلى 27% في 2017.
وقال حميدان في كلمة خلال افتتاح المؤتمر والمعرض الإقليمي الخامس للتنمية البشرية اليوم الإثنين بعنوان "تحديات توطين الوظائف في دول مجلس التعاون الخليجي" الذي أقيم في فندق الخليج للمؤتمرات ويستمر حتى الأربعاء المقبل، إن التحديات التي تواجه قطاع توطين الوظائف مستمرة منذ أكثر من عقدين، وأن مملكة البحرين قدمت خطوات عديدة في هذا الجانب منها ضبط معدلات البطالة، واعتماد برنامج التأمين ضد التعطل، والتوجه لدعم القطاع الخاص لمساعدته على توظيف الشباب، مشيرا إلى أن "ما يواجهنا في المرحلة المقبلة أكبر من الفترة الحالية".
وأوضح حميدان أن قطاع العمل أصبح أكثر تشابكا اليوم، نتيجة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي أثرت على النمو الاقتصادي وبالتالي قلصت فرص إيجاد الوظائف.
وبين وزير العمل أن الوزارة اعتمدت خلال السنتين الماضيتين برنامجا لتوظيف الخريجين الجامعيين، وأنها تسعى دائما لتشجيع العمل الحر والابتكاري في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
من جهته، لفت محمد محمود نائب رئيس جمعية البحرين للتدريب إلى أهمية الاستفادة من التجارب الخارجية في مجال التدريب العملي، مستشهدا بتجربة ماليزيا في هذا الجانب.
تجربة سعودية ناجحة في توطين الوظائف
من جانبه، قال نائب المحافظ للتخطيط والتطوير من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالمملكة العربية السعودية الدكتور فهد التويجري عن التجربة السعودية في مجال التدريب لتوطين الوظائف، إن دول المنطقة تمر بمرحلة مهمة في الجوانب الإقتصادية والتنموية وخاصة دول الربيع العربي، وأن المملكة العربية السعودية تواجه 8 ونصف مليون من العمالة الوافدة، إلا أنها خصصت 200 مليون دولار لتطوير الموارد البشرية التي يعد 60% منها من الشباب.
وعدد التويجري المعايير المهنية لتوطين الوظائف وهي توفير التدريب للقطاع الخاص، وتجهيز المعامل والورش بما يناسب التخصصات، ورفع كفاءة المدربين، مشيرا إلى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني شجعت الشركات الخاصة على استقطاب الشباب السعودي من خلال المساهمة في دفع جزء من رواتبهم في مرحلة أولى.
وأضاف التويجري أن المملكة العربية السعودية دربت من خلال المؤسسة 250 ألف شاب، وأنها تسعى لمضاعفة العدد إلى 500 ألف شخص خلال خمس سنوات، وأنها توفر حاليا 15 ألف مدرب وتسعى لزيادة العدد إلى 40 ألفا، كما تسعى المؤسسة إلى تشجيع القطاع الخاص على تجربة التمويل الذاتي لبرامج التدريب التي تقدمها بعيدا عن الاعتماد على دعم القطاع الحكومي.

حضر المؤتمر أكثر من 300 مشارك وحوالي 30 متحدثا و35 عارضا متخصصا في التدريب والتوظيف.