وجّه نادي برشلونة الإسباني دعوة للأسير الفلسطيني المحرر محمود السرسك لحضور مباراته المقبلة أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في "كلاسيكو" الكرة الإسبانية، والمقرر إقامتها في السابع من شهر أكتوبر المقبل على ملعب "كامب نو".
وذكر الموقع الرسمي للنادي الكاتالوني على شبكة الإنترنت أن النادي وجّه الدعوة لكل من اللاعب محمود السرسك، الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية في الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 2009، قبل أن تفرج عنه في العاشر من يوليو بموجب اتفاق أبرمه مع السلطات الإسرائيلية يقضي بالإفراج عنه، مقابل إنهاء إضرابه المفتوح عن الطعام، إضافة إلى رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، والسفير الفلسطيني موسى عامر عودة لحضور مباراة الكلاسيكو.
وأشار النادي الإسباني في بيان رسمي إلى أن النادي لم يدعُ الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط كما تناقلت العديد من الصحف الإسبانية والعالمية، بل وافق على حضوره المباراة من المدرجات بمناسبة الزيارة التي يقوم بها لمدينة برشلونة.
وقال الموقع الرسمي لبرشلونة إن النادي يسعى للمساهمة في عملية تعزيز السلام والوئام بين إسرائيل وفلسطين، حيث جمع بين أطفال فلسطين وإسرائيل على أمل نثر بذور السلام في المنطقة العربية عندما دعا مجموعة تتكون 31 طفلاً منهم 16 فلسطينياً و15 اسرائيلياً، في نشاطهم المشترك الأول وتدربوا في أكاديمية لاماسيا.
كما تابع الموقع حديثه مشيراً إلى الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته لنادي برشلونة العام الماضي عندما بجولة رياضية حلّ خلالها ضيفاً على قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، وذلك في إطار سعيه لحشد الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في شهر سبتمبر المقبل.
وتمثل هذه الخطوة محاولة من النادي الكاتالوني لتهدئة الشارع الرياضي في شتى بقاع العالم العربي الذي استشاط غضباً من قرار برشلونة استضافة الجندي شاليط الذي شارك في قتل أفراد الشعب الفلسطيني.
كما تأتي هذه الخطوة في ظل تخوّف الصحف العبرية الشديد من تعرض شاليط إلى مضايقات من الجماهير العربية المتواجدة في "كامب نو"، حيث استذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الأحداث التي شهدتها مباراة برشلونة وفريق "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي ضمن إطار دورى الأبطال الأوروبي لكرة السلة خلال حرب غزة، حينما رفعت الجماهير الإسبانية خلال المباراة لافتات مكتوباً عليها "أوقفوا المذابح في غزة" (أمتان وبلدان)، وإلى جوار هذه اللافتات علما فلسطين وإقليم كاتالونيا، حيث اضطرت الشرطة الإسبانية آنذاك إلى إخلاء الصالة من الجماهير بعد نزول بعضهم إلى أرض الملعب رافعين الأعلام الفلسطينية في وجه لاعبي الفريق الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة أيضاً تصريحاً للسيد موسى عامر عودة، السفير الفلسطيني في إسبانيا، الذي تساءل: كيف يمكن لبرشلونة أن يظهر هذا التعاطف والرغبة في تكريم جندي محتل لمجرد أسره، وتغض الطرف عن 4660 أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية بينهم أطفال وسيدات وكبار في السن.