كتب - عادل محسن:كشف مربو ماشية عن وقف وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني إجراءات إشهار جمعية خاصة بهم تُعنى بقضاياهم رغم موافقة وزارة التنمية الاجتماعية وباقي الجهات المعنية في الدولة، مؤكدين ما نشرته “الوطن” حول نقص الأدوية في صيدلية وزارة وأثبتوها بفواتير الأدوية من الصيدليات الخاصة ووصفات طبية معتمدة من الوزارة مختومة بعدم توفر الدواء بصيدلية البديع التابعة للوزارة.وطالب المربون، في تصريحات لـ«الوطن”، وزارة البلديات بوضع حلول حاسمة للمشاكل التي يمرون بها من نقص الأعلاف وتصديرها للخارج وتأخر الأدوية وعدم الانتظام بتقديم التحصينات لمواشيهم مما أدى إلى نفوق ومرض مواشيهم خاصة مع موجة مرض “بورمح” الالتهاب الرئوي الذي أدى إلى خسارتهم عدداً من رؤوس المواشي في ظل عدم وجود الدواء في صيدلية الوزارة وتسلمت “الوطن” وصفات طبية حصل عليها أحد المربين ومختومة بعدم توافر الأدوية وموثقة من الصيدلية التابعة للوزارة.وناشد المربون للقاء صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء للنظر في مشكلاتهم واللقاء به ضمن وفد يضم قدامى المربين يمثلهم الشيخ خالد بن راشد آل خليفة الذي بدوره أشاد بخطوات سموه في حل القضايا خاصة المتعلقة بالأمن الغذائي ومنها مشاكل الصيادين التي كانت تنتهي دائماً بتوجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.وأكد الشيخ خالد بن راشد آل خليفة ما نشرته “الوطن” حول نقص الأدوية ودعا الصحيفة لاجتماع مع عدد من المربين الذين حاولوا إشهار جمعية تعنى بهم، إلا أن الوزارة أوقفت الإجراءات في حين وافقت عليها وزارة التنمية الاجتماعية وباقي الجهات المعنية، مشيراً إلى أهمية أن تكون هناك جمعية تمثل المربين وتعبر عن مطالبهم واحتياجاتهم لتنمية القطاع بعد عزوف بعضهم عن هذه المهنة والهواية بسبب المعوقات، وعزوف البعض عن هذه المهنة بسببها.وأضاف الشيخ خالد بن راشد “نقص الأدوية وتأخر التطعيمات أدت إلى نفوق 28 رأس غنم من حظيرتي 20 منها بسبب الحمى القلاعية و8 من الالتهاب الرئوي وإن كانت التطعيمات تعطى في أوقاتها لما أدى ذلك إلى نفوق الخراف بسبب الحمى القلاعية، وإن قالت الوزارة إنها تقدم التطعيمات بأوقاتها فكيف أصيبت الخراف بهذا المرض وهي محصنة؟ مما يؤكد أن عدم الالتزام بالتطعيم يؤدي إلى خسارة المربين لماشيتهم، ونتمنى أن لا ينصب اهتمام الوزارة وميزانياتها على مرض رعام الخيل وتجاهل أدوية المواشي والتحصينات والالتفات لمشكلات المربين، وحسم مشكلة تخزين الأعلاف في مخازن الهملة وفقدانها لقيمتها الغذائية دون توزيعها”.عزوف عن المهنةوقال المربي أحمد القرينية إنه اعتزل العمل في قطاع المواشي وباع أبقاره بعد نفوق عدد منها بسبب ارتفاع درجة حرارة شريحة كبيرة منها ومحاولات الأطباء المستمرة لعلاجها لكن دون فائدة تذكر، مضيفاً “باتت المهنة مكلفة جداً ويتحمل إيجار الحظيرة في منطقة الصالحية بالمنامة إضافة لرواتب العمال الآسيويين وغذاء الأبقار، ففي السابق كان الحليب الذي يباع من الأبقار كافياً لشراء بقرة أما الآن فالأبقار أسعارها مرتفعة جداً”. تأخر الطبيب البيطريأما حبيب رضي وهو مربي مواشي بمنطقة سترة فقد شكا من تأخر الأطباء البيطريين عند طلبهم في حالة الطوارئ ولا يلتزمون بحضور دوري للحظيرة، مشيراً إلى أن الطبيب البيطري يرسل السائق أو الفني ليقوم بدوره في الكشف الطبي أو إعطاء الدواء. مرض بياض العينوقال الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة إن مواشيه بمزرعته بالجسرة تعاني من بياض في العين ولم يعط سوى 4 حبات دواء فقط وغير كافية لحجم المشكلة التي يعاني منها، لافتاً إلى أن أبسط أنواع الأدوية غير متوفرة في صيدلية البديع وما يقال عن توفرها هو غير واقعي فحتى مطهر الجروح غير متوفر (الآيدين).وزاد الشيخ إبراهيم قائلاً: “طوال السنة لا أجد الأدوية التي أحتاجها وما يؤسف بأننا نسمع بانتهاء صلاحيتها مما يثير تساؤلاً لمن تشتري الوزارة هذه الأدوية إن كان المربي لا يستفيد منها؟ ولماذا يتم إطلاق خدمة 24 ساعة للطوارئ؟ وعندما نطلب خدمات الطبيب البيطري التي تقوم بها الوزارة مجانية لا نحصل عليها إلا بعد إلحاح، ونجد أن الفنيين يزورونا أكثر من الأطباء رغم أن الحاجة الأكبر لهم وخدمة الطوارئ غير مفعلة تماماً كما هو واضح لنا، مطالباتنا ليست صعبة بل هي ميزانيات متوفرة للوزارة ويجب إدارتها بشكل صحيح ويجب تقديم التسهيلات لنا، ونطالب بحل مشكلة بعض أنواع الأعلاف غير المتوفرة سوى في السعودية، ولا يمكن للمربي أن يجلبها في حين يتم تصدير الأعلاف للسعودية والمربي لا يحصل عليها في المملكة إلا بعد شقاء، أصبحنا أطباء وخبراء في مجال المواشي بعد عملنا به لأكثر من 30 سنة ونعلم ما يدور في هذا المجال من تجاوزات وتجاهل لمشاكلنا ونستطيع أن نقدمها لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي نأمل بلقائه لطرح قضيتنا أمامه”.سيارات الوزارة بدون بنزينأما تاجر المواشي علي حسن محمد فلم يحصل على تطهير لحظيرته بمشروع الهملة للمواشي وذلك للقضاء على القراد، مشيراً إلى أنه طالب الطبيب البيطري للحضور لبقرته المريضة واعتذر عن الحضور بسبب عدم توافر البنزين في سيارات الوزارة!.وقال إنه يرى العجب من الطب البيطري فحين يتم تطعيم ماشيته من مرض الحمى القلاعية تصاب بعدها بنفس المرض المحصنة منه، مطالباً بتقديم تسهيلات أكبر للتجار في اختصار وقت الحجر الصحي للماشية والحاصلة على شهادات من المحجر الصحي بالسعودية، مضيفاً “هناك من يسعى لخدمة المربين في الطب البيطري ولابد من الثناء على الفني سيد محمد عيسى الذي يسعى بشهادة كل المربين لخدمتنا”.غياب الإرشاد الحيوانيوأيده في ذلك عادل فرساني الذي أشار إلى أن بعض العاملين في الوزارة يسعون لخدمة المربين، مؤكداً أن المربين استفادوا من بعض الخدمات في سبتمبر الماضي وتوقفت مع بداية السنة الحالية، مشيداً بدور مدير إدارة الثروة الحيوانية شوقي المناعي وما قدمه للمربين من تسهيلات في فترته المؤقتة من أياد تسهيلات بالطب البيطري، وتوفير حصص من الأعلاف لكل مربٍ شهرياً كي لا تنقص على المربين الآخرين وزراعة هكتارات إضافية في الهملة، ووجه لترقيم وحصر المواشي لكل مربٍ لعدم وجود قاعدة بيانات واضحة لإعدادها في البحرين، ومساهمة في إقامة مشروع الهملة للحظائر الذي يعتبر متنفساً لأكثر من 36 مربي ماشية بالتعاون مع “تمكين” التي موّلت المشروع بعشرة آلاف دينار لكل مربٍ إضافة لما يتحمله المربي من مبالغ للبناء. وزاد قائلاً “يجب على الوزارة تفعيل قسم الإرشاد الحيواني، ويتفق معي كل المربين بأنهم لا يقدمون التوعية تماماً لأي مربٍ، والقسم موجود بالاسم فقط كما هو حال الصيدلية الخالية من الأدوية”.تقاذف المسؤوليةأما تاجر المواشي أحمد سلطان فقد أشار إلى أن الإهمال الطبي يؤدي إلى موت المواشي، مؤكداً أن خدمة البيطري بطيئة جداً وقد تموت البقرة المريضة بسبب التأخر في تقديم الخدمات البيطرية.وذكر أنه طلب من أحد الأطباء الحضور والذي طلب بدوره من طبيب آخر التواجد لعلاج بقرة مريضة وكل طبيب اعتمد على الآخر إلى أن توفت البقرة خلال 12 ساعة بعد ولادتها عجلاً صغيراً وعدم نزول المشيمة مما أدى إلى تسممها ووفاتها، أما البقرة الثانية وبنفس المشكلة لم يحضر لها الطبيب إلى اليوم، مشدداً على ضرورة توفير خدمات طبية أفضل وتفعيل ما يدعى بخدمة 24 ساعة.ضعف التحسينات المربي علي حسن يعمل منذ 20 سنة في تربية المواشي وذكر أن أسلوب العمل لدى الوزارة قديم ويجب تطويره، مطالباً بتفعيل مكتب الإرشاد الحيواني وإطلاع المربين أولاً بأول بما وصل إليه المجال الحيواني من تطور علمي.وشدد على ضرورة توفير تطعيمات ذات فاعلية أفضل من الموجودة الآن مع أهمية توفير المضاد الحيوي نوفلجي (مخفض الحرارة) الذي لا يتوافر في أغلب الأحيان إضافة إلى دواء سكروبان لمعالجة الإسهال لدى الأبقار ولم يتوفر منذ سنة ونصف، إضافة إلى “تيوب الضرع” غير متوفر كذلك منذ سنة وهو مهم لمعالجة الالتهابات لدى الأبقار ويتعلق بشكل مباشر في إنتاج الحليب”.ولفت إلى أن التحصينات ضعيفة وغير نافعة وخاصة المتعلقة بمرض الحمى القلاعية وهو من الفيروسات المستوطنة في المملكة، وأما الكوفاكسين والمحصن لعشرة أمراض مختلفة فلا يتم الانتظام في تقديمه وفي أحيان كثيرة غير متوافر مما أدى إلى نفوق أحد أبقاري بسبب ذلك.