كتبت - عائشة طارق، وسارة البدري: دعا سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، بمناسبة تدشين المقر الرئيس لمبادرة “ابتسامة”، لإنشاء المزيد من مراكز الفحص المبكر ومراكز علاج سرطان الأطفال بمختلف مدن المملكة والعمل على امتداد الرعاية المقدمة للمرضى وذويهم. وأكد سموه في تصريح عقب تدشين مقر مبادرة “ابتسامة” للدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين بالسرطان وأولياء أمورهم والذي تشرف عليه جمعية المستقبل الشبابية خلال حفل أقيم بفندق الموفنبيك برعايته، الحرص الشديد على تنفيذ توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى والرامية إلى تحقيق الرعاية الكاملة للأطفال المصابين بمرض السرطان وتوفير البيئة المناسبة لهم من أجل مواصلة العلاج بشكل المطلوب وصولاً إلى شفائهم من هذا المرض بأذن الله. كما أعرب عن تقديره لمبادرة جمعية المستقبل الشبابية والتي جاءت لتؤكد الحس الإنساني والواجب الأخلاقي الذي تتمتع به مؤسسات المجتمع المدني تجاه مختلف القضايا وخاصة الجانب الصحي، معتبرا أنها تعد من المبادرات الوطنية الصادقة التي ستكون لها انعكاسات إيجابية على الأطفال المصابين بمرض السرطان وعلى أولياء أمورهم الذين يتحملون عناءً كبيراً في رعاية هذه الفئة الغالية على الجميع. وكشف رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة أنه تقع على كاهل الجميع مسؤوليات مضاعفة تجاه الأطفال المصابين بهذا المرض وأولياء أمورهم من خلال العمل على توفير مختلف أشكال الرعاية والاهتمام بهم حتى يتمكنوا من تجاوز هذا المرض الذي باتت المؤشرات العلمية والتجارب الميدانية تؤكد تماثل الكثير من المصابين به للشفاء فيما تعايش معه آخرون عادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد فترة من الالتزام بالعلاج، وهذا مبعث أمل وارتياح ويساهم في إزاحة الهواجس التي نجمت عن مرض السرطان. وأضاف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن هذه المبادرة تعد نموذجاً يحتذى به في المجتمع البحريني والخليج العربي لما لها من دور فاعل في إعادة الابتسامة والروح لكثير ممن تعرضوا لهذا المرض أو لأحد أقاربهم، وتأتي المبادرة كأحد الروافد التي تساهم في دعم المصابين بهذا المرض وأولياء أمورهم، مؤكداً أهمية تفعيل الشراكة بين كل مـن الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والقطاع الخاص لتقديم الخدمات بشكل مخطط ومنظم وفقــا لواقع الاحتياجات الفعلية للأطفال المرضى بالسرطان ولأولياء أمورهم. وأوضح أهمية تكثيف الجهود لإنشاء المزيد من مراكز الفحص المبكر، ومراكز علاج سرطان الأطفال بمختلف مدن المملكة والعمل على امتداد الرعاية المقدمة للمرضى وذويهم وتقديم ما يلزم لهم من عناية طبية وتأهيلية واجتماعية، وتسهيلات إدارية لهم ولذويهم، مشددا على ضرورة تكثيف برامج الإعلام الصحي للتوعية بأمراض سرطان الأطفـال وأهميـة الكشف المبكر ودعم أولياء أمورهم وحفز الأفراد والمنشآت للمساهمة في رعاية المرضى لما في ذلك من تأثير إيجابي على نفسية المريض وذويه. الزياني: تحسين وحدة عبدالله كانو ومن جانبه، قال رئيس جمعية المستقبل الشبابية صباح الزياني: “نفخر بأن نقدم هذه المبادرة الإنسانية لخدمة فئة مهمة من المجتمع خصوصاً أنها جاءت برغبة صادقة من الشباب والذين يعملون ومنذ انطلاق المبادرة بكل جد من أجل تقدم أفضل الخدمات لهؤلاء الأطفال وأولياء أمورهم”. وأشار إلى أن الشباب قام خلال الفترة الماضية بجهود جبارة لحشد الدعم من القطاع الحكومي والخاص وأيضاً تقديم عدد من الفعاليات الترفيهية والتعليمية، كما عملوا على تجهيز مقر المبادرة بحيث يتم من خلاله توفير جميع التسهيلات للأطفال وأولياء أمورهم، ويحتوي المقر على غرفة للكمبيوتر وزاوية لمشاهدة البرامج التلفزيونية وقسم خاص بالرسم والأعمال اليدوية وأيضاً مكتبة متخصصة، كما تم تخصيص قسم خاص لتقديم الاستشارات المجانية لأولياء الأمور بالإضافة إلى تخصيص مواصلات مجانية للأطفال وذلك لتسهيل عملية استفادتهم من المقر وخدماته. وأضاف الزياني: “لقد قمنا بتوظيف الكوادر التي تم تأهيلها لإدارة هذا المقر وذلك بالاستفادة من تجارب الدول المجاورة حيث زرنا عددا من المراكز المتخصصة في المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال، ونعمل في الوقت الحالي على تدشين المرحلة الثانية من المبادرة وذلك بالتعاون مع مجمع السلمانية الطبي لتحسين البيئة بوحدة عبدالله كانو لأورام سرطان الأطفال، إذ سنعمل بالتعاون مع المجمع على إعادة تأهيل غرفة الألعاب بالوحدة بالإضافة إلى إعادة تصميم غرف الأطفال بحيث تكون أكثر راحة لهم خلال فترة العلاج”. وأعرب رئيس جمعية المستقبل عن شكره لناصر بن حمد على دعمه ورعايته لهذا الحفل وهو أمر ليس بغريب على سموه حيث يحرص دائماً على دعم الشباب وتشجيعهم على استثمار طاقاتهم لخدمة المجتمع، كما شكر الزياني جميع الداعمين للمبادرة والذين تم تكريمهم خلال الحفل. 15-20 إصابة سنوياً ومن جهتها، أشارت استشارية الأطفال لأمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي خلود السعد إلى أن متوسط عدد الأطفال المصابين بمرض السرطان في البحرين يتراوح بين 15- 20 حالة سنوياً، حيث تستقبل وحدة الأطفال المرضى منذ العام 2005 . وذكرت أن أكثر الإصابات تكون بمرض سرطان الدم حيث يشكل الأطفال المصابين به حوالي 25 في المئة من الأطفال المصابين بالسرطان بعد ذلك تأتي أمراض السرطان الأخرى. كما أكدت السعد أن سرطان الأطفال يختلف عن سرطان الكبار من حيث طبيعة المرض والاستجابة للعلاج، مشيرة إلى أن نسبة انتشار المرض عند الأطفال أقل من الكبار، فهناك حالة واحدة تحدث بين الصغار مقابل 100 حالة سرطان بين الكبار. وأوضحت أن نسبة الشفاء من سرطان الأطفال بشكل عام وفقاً للرقم المتفق عليه عالمياً هي 75 في المئة والتي قد تتغير من نوع لآخر، مضيفةً أن هذه النسبة ارتفعت عن السابق حيث كانت لا تتجاوز الـ 40 في المئة.