كتب - محيي الدين أنور:
أكدت الأمين العام لاتحاد الجمعيات الأجنبية في البحرين بتسي ماثيسون أن جمعية الوفاق، وطبقاً لتقارير إعلامية محلية، قادت المسيرات غير المشروعة التي جرت مؤخراً وتحولت إلى هجمات عنيفة على المقيمين وقوات الأمن، مشيرة إلى أنه “بغض النظر عن الأشخاص المسؤولين في حركات المعارضة، فقد آن الأوان لهم أن يدركوا أنهم يخسرون بسرعة مصداقيتهم وكذلك أي دعم لقضيتهم جراء تلك التصرفات الخرقاء واللامسؤولة”. وقالت، في كلمة ألقتها أمام مؤتمر حقوق الإنسان في جنيف: “إن المعارضة تهرع إلى المطالبة بحقوقها الإنسانية وتتخذ منها حجة لأعمالها طوال الأشهر الثماني عشر في البحرين، لكن من المعروف أن العديد من أعضاء المعارضة يعيشون في الخارج، في دول مثل الدنمارك والسويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حيث يتمتعون بحقوقهم الإنسانية في إطار قوانين تلك الدول، متسائلة: “إذن لماذا تحرم الجماعات المعارضة في البحرين الجاليات الأجنبية والمواطنين الذين يلتزمون بالقانون من حقوقهم الإنسانية؟ ألا يدرك المعارضون أن ما يقومون به لا يحرم أفراد الجاليات الأجنبية في البحرين من حقوقها فحسب، بل كذلك يحرم البحرينيين الشرفاء الذين يحترمون القانون من حقوقهم كذلك؟”
وأضافت ماثيسون” إننا نعلم أن مثل هذه التصرفات العنيفة والطائفية غريبة على البحرينيين الذين يرحبون بالأجانب القادمين من الشرق والغرب منذ عقود طويلة، بل أن مجتمع الجاليات المتعدد الثقافات هذا ظل يتعايش مع المواطنين بروح السلام والتسامح والانسجام، مشيرة إلى “نحن ندرك أهمية أن تواجه الحكومة وجهات نظر المعارضة، ولا شك أنه من الايجابي أن تكون هناك معارضة نشطة في مواجهة أي حكومة، لكن يجب على المعارضة أن تتصرف بمسؤولية وتلتزم بقوانين البلاد وتكون مثالاً جيداً للمواطنين بدلاً من التحريض على العنف، العصيان المدني، الفتنة، الطائفية وتعريض سلامة الآخرين للخطر وإضعاف الاقتصاد”
وقالت: “آن الأوان كي يعرف الذين يطالبون بحقوقهم انه مع الحقوق تأتي المسؤوليات”، مشيرة إلى أن العديد من أفراد الجاليات ولدوا في مجتمعات ديمقراطية ويدركون قيمة حقوقهم وضرورة القيام بمسؤولياتهم على أفضل وجه.
ورأت ماثيسون أن المعارضة الايجابية يجب أن تقدم حلولاً للتحديات التي تواجهها البلاد بدلاً من خلق الفوضى والسعي إلى شل المجتمع وتقسيمه على أسس طائفية، مطالبة الإعلام الدولي والحكومات الأجنبية بـ«الاستماع إلى الحقيقة كاملة ليس من خلال سماع وجهة نظر المعارضة فحسب، وإنما كذلك من صوت 600 ألف أجنبي والعدد الكبير جدا من البحرينيين الملتزمين بالقانون الذين عاشوا الأشهر الثماني عشر الماضية منذ اندلاع الأحداث ولازالوا مجبرين على العيش وسط الكابوس يومياً”.
وأكدت: “إن صحتنا مهددة جراء الحرق اليومي لإطارات السيارات التي تطلق أدخنة سامة في الجو، مشيرة إلى أن زيارة سريعة لأي مستشفى في البحرين سوف تكشف عن أعداد صادمة من المقيمين الذين يعانون جراء هذا التلوث علاوة على القلق والتوتر الناجمين عن استمرار أعمال العنف”. وقالت: “إن أطفالنا يعانون من الكوابيس بسبب استمرار أعمال العنف التي تحيط بمنازلهم وتستخدم فيها زجاجات المولوتوف والإطارات المحترقة علاوة على إغلاق الشوارع وقيام العصابات بمهاجمتنا في سياراتنا.. إننا لا نستطيع السماح لأبنائنا بالخروج بعد حلول الظلام خوفاً على سلامتهم”.
وأشارت ماثيسون إلى أن الكنائس المسيحية أصبحت معرضة للهجمات بنحو يومي بزجاجات المولوتوف، إضافة إلى أن معابد الهندوس تتعرض من جديد للهجمات مما أثار في الكثيرين الخوف من الذهاب إلى المدرسة أو مكان العبادة، مشددة على أن عصابات تغلق الشوارع المؤدية إلى تلك الأماكن من دون وجه حق بالإطارات المحترقة او بمواد أخرى لكي تحول دون الوصول إليها. وقالت: “من المهم الإشارة إلى أن البحرين فريدة من نوعها ضمن دول مجلس التعاون الخليجي لكونها الوحيدة التي تضمن لنا حرية ممارسة شعائرنا الدينية حيث يمارس اليهود والمسلمون والمسيحيون والهندوس والبوذيون عباداتهم في الأماكن الخاصة بهم بكل حرية. أما عصابات المعارضة فانها تحرمنا من حقوقنا الإنسانية الأساسية بتصرفاتها المذكورة”.
وتساءلت ماثيسون: “هل كتب علينا جميعاً أن نعاني على يد الوفاق وغيرها من جماعات المعارضة التي لا تقتصر أفعالها على تهديد الأجانب، وإنما تشمل أصدقاءنا وجيراننا البحرينيين الخائفين من رفع أصواتهم خشية الانتقام؟”. وأضافت: “قد لا تكون البحرين كاملة في كل شيء، ولكن دعونا نتذكر أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بادر إلى تدشين إصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية منذ 11 عاماً، كما بادر من نفسه إلى قبول تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، علاوة على أن البحرين لاقت ترحيب العديد من الدول، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، نظير جديتها في الإصلاح والسرعة التي تمت بها الإصلاحات”. ونوهت إلى أنه ليس هناك نموذج كامل للديمقراطية وأنه يجب إتاحة الفرصة للبحرين كي تطور النموذج الخاص بها وكذلك السرعة التي تسير بها الإصلاحات الديمقراطية من دون تهديد أو تدخل. وطالب اتحاد الجمعيات الأجنبية في البحرين الأطراف كافة بالمشاركة في الحوار الهادف الى إعادة إرساء السلام والوحدة لجميع سكان البحرين، وإعادة أجواء الأمن والأمان التي تمتعت بها البلاد طوال القرون، داعياً الأطراف كافة إلى الالتزام بالقانون واحترام حقوق الإنسان لجميع سكان البحرين في جو من التسامح والاحترام المتبادل.