تنطلق أعمال المشروع الوطني من أجل مساعدة الطفل البحريني على قبول الآخر، وتعزيز التفكير الإيجابي، والتعامل مع الآثار النفسية للأزمة، واستخدام بدائل إيجابية للعنف تحت مظلة مشروع «التكيف مع الأزمات» ضمن فعاليات حملة المصالحة الوطنية «وُحدة وَحده» في مرحلتها الثانية اعتباراً من 26 مارس الحالي حتى 22 مايو المقبل في المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية، تحت رعاية وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الإجتماعية د. فاطمة البلوشي. وقالت وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي إن هذا المشروع سينطلق بالتعاون مع اللجنة الوطنية للطفولة ومؤسسات حكومية وخاصة ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بالطفولة من أجل مساعدة الجيل الجديد على التعامل مع آثار الأزمات، وتربيته على أسس تربوية جديدة تقوم على غرس المواطنة الصالحة، والتسامح. وأوضحت أن المشروع يستهدف بشكل رئيسي المرشدين النفسيين والأسريين والاجتماعيين والتربويين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وممثلين عن بعض الجمعيات التي تعنى بالطفولة من المدن والقرى ليكونوا روادا محليين بحيث يقومون بتطبيق ما تدربوا عليه على الأطفال في معسكرات صيفية للأطفال، ثم تعميمه على سلوكهم في البيت والمدرسة والمجتمع. وذكرت د.فاطمة البلوشي أن منظمو حملة «وحدة وحده» أقرّت محددات المشروع الوطني لتكيف الطفل مع الأزمات من خلال تدريب 30 من رواد التغيير من المرشدين الأسريين والنفسيين والاجتماعيين والاختصاصيين النفسيين لمدة 12 أسبوع، وفي جولة أخرى من المشروع يجري تنظيم معسكرات صيفية للأطفال بالتعاون مع بعض الاختصاصيين والفنانين لتطبيق ما تم التدرب عليه في ورش العمل وتدريب «فرسان سلام» من الأطفال يقوم خلالها الأطفال بالقيام بنشاطات على أساليب حل الخلاف، والتعامل مع الغضب، وتنمية المهارات الاجتماعية، والقيام بنتاج شعري وفني ومسرحي للتعبير عن موضوع التعايش والتسامح ونبذ العنف. وذكرت الوزيرة البلوشي أنه وفي فترة لاحقاً سيجري إصدار سلسلة نشرات وكتيبات إرشادية مصورة للمربين لمساعدة الأطفال على التكيف مع الأزمات النفسية واستخدام بدائل إيجابية للعنف. وقالت الوزيرة إنه سيجري ضمن فعاليات المشروع الوطني مساعدة الأطفال واليافعين على التعامل مع الآثار النفسية للأزمة التي مرت بها البحرين عن طريق تشجيع أساليب التعبير المختلفة للتخلص من المشاعر السلبية عن طريق اللعب والرسم والتعبير الشفوي و الكتابي والسيكودراما، وبث روح التفاؤل والتفكير الإيجابي في نفوس الأطفال والشباب عن طريق محاربة الأفكار اللاعقلانية وتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الأزمات، والتدريب على استخدام بدائل إيجابية للعنف كأساليب توكيد الذات، والتأمل، والاسترخاء العضلي والذهني إضافة إلى التدريب على مهارات حل الصراع والخلاف لمساعدة الأطفال على حل مشكلاتهم بأنفسهم، بتعزيز مهارات الحوار والإقناع، والتعبير عن المشاعر، وفهم العواقب المترتبة على سوء السلوك، حتى يتحلوا بصفة تحمل المسؤولية، وتعزيز سلوك الاستقلالية من أجل الوصول إلى حل للمشكلات دون اللجوء إلى العنف. وأوضحت أن هذا المشروع يأتي كخطوة مساندة للإسهام في علاج ما خلفته الأحداث المؤسفة الماضية من تداعيات نفسية خطيرة تركت أثرا بالغا في نفوس الأطفال واليافعين، ولما كان لهذه الفئة العديد من الخصائص النفسية التي تجعلها أكثر تعرضاً للخطر كونها الحلقة الأضعف في المنظومة المجتمعية استدعى ذلك التدخل السريع من أجل مساعدتهم على التوافق النفسي مع آثار الأزمة بشكل يحقق التوافق النفسي والوطني.