كتبت - زينب العكري:
بدأت أزمة اللحوم تؤثر على حركة المطاعم والمطابخ، حيث كبِّدتهم خسائر تتراوح بين 30-35% منذ بدء الأزمة قبل حوالي 3 أشهر، في وقت يتجه قصابون إلى مخاطبة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من أجل النظر في إيجاد حلول لتغطية النقص وخلال جولة قامت بها «الوطن»، في سوق المنامة المركزي أمس، لوحظ وجود نقص في المعروض، حيث بالكاد توجد بعض المحال بها عدد قليل من اللحوم الصومالية، في وقت أبدى تجَّار تخوفهم من أن يكون «عيد الأضحى بلا أضاحي».
والتقت «الوطن»، بعدد من القصابين - الذين بدت علامات الاستفهام والدهشة تُخيِّم على وجوههم - حيث تسابقوا لإيصال شكواهم جراء الوضع الذي يسيطر على السوق، والذي أدى إلى تخلي البعض عن عمالته، فيما قام بعضهم بتأجيرهم إلى تجَّار آخرين ميسوري الحال.
من جانب آخر، تخلى عددٌ من أصحاب المطاعم عن اللحوم، واستعاضوا عنها بالدواجن والأسماك، في حين اعتمدت بعضها على اللحوم الصومالية التي يحصلون عليها بكميات زهيدة جداً، ولا تكفي لطلبين أو 3 فقط.
وأكد أصحاب مطاعم تكبُّدهم خسائر تتراوح بين 30-35% منذ بدء أزمة نقص اللحوم بالسوق المحلي، موضحين في الوقت ذاته أنه لجؤوا إلى الدواجن والأسماك لتعويض ولو جزء يسير من الخسائر.
من جانب آخر، كشف القصَّاب في سوق المنامة المركزي، السيد مهدي الكامل عن توزيع 5 ذبائح من اللحوم الصومالية المذبوحة محلياً لكل قصاب من إجمالي 459 رأس، إضافة لتوزيع 4 ذبائح من «الصومالية» المبردة من إجمالي 240 رأساً.
وأكد الكامل أن وزن الذبيحة لا يتجاوز 10 كيلوغرامات كاللحوم الأسترالية التي تترواح بين 17-23 كيلو للرأس، متسائلاً: «كيف سيتم توفير لحوم في الأسواق وخصوصاً أن عيد الأضحى على الأبواب؟».
وأضاف أن القصابين يطالبون بإعادة استيراد اللحوم الأسترالية مُجدَّداً، حيث إن اللحوم الصومالية لا تغطي التزامات وخسائر القصابين خاصة أنها وزنها قليل مقارنة بالأغنام الأسترالية.
من ناحيته، قال القصاب في سوق المنامة المركزي، مجيد المشقاب - وهو يعمل بالمهنة منذ 45 عاماً، ويمتلك وإخوته 5 محال اثنان منها بالسوق والأخرى خارج السوق: «بات السوق يعاني أوضاعاً صعبة جراء نقص اللحوم».
وأضاف المشقاب: «يفترض أن أحصل على 25 رأساً من الأغنام، إلا أنني تفاجأت بالحصول على 10 ذبائح فقط وهي لا تكفي لاستهلاك شخصين فقط»، داعياً إلى إيجاد حلول جذرية لحل أزمة نقص اللحوم قبل عيد الأضحى. وأكد المشقاب أن القصابين الموجودين خارج السوق المركزي لديهم التزامات أكبر، خصوصاً أن الإيجارات في الخارج مرتفعة تصل إلى حوالي 400 دينار في بعض منها»، موضحاً أن المحال الخارجية أصبحت خالية تماماً من اللحوم ما أدى لإغلاقها. وأضاف المشقاب: «سنلجأ لمخاطبة شركة البحرين للمواشي ووزارة الصناعة والتجارة، وفي حال عدم التجاوب سنلجأ لمخاطبة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من أجل وضع حلول مناسبة».
بدوره، طالب القصاب، جاسم القبيطي شركة البحرين للمواشي بسرعة توفير اللحوم الأسترالية، موضحاً في الوقت ذاته أن هناك مناسبات كثيرة ولائمها تعتمد على اللحوم.
وتابع القبيطي: «كان يتم طرح ما بين 40 إلى 60 ألف رأس غنم أسترالي في السابق وهي لا تكفي احتياجات العيد .. فكيف لشحنة يبلغ قوامها 2200 رأساً فقط أن تفي باحتياجات الطلب المحلي»!؟.
من ناحيته، أكد القصاب سعيد المحروس أن الذبائح التي تم توزيعها على القصابين صغيرة، موضحاً انها مرفقة بها أوراق توضح عدم بيع أكثر من 5 كليوغرامات للمستهلكين.
وقال المحروس: «سيتم توفير أغناماً حية لعيد الأضحى المبارك عن طريق السعودية .. لكن لا نعلم بتوقيت وصول تلك الشحنة»، مطالباً بتوفير اللحوم بأسرع وقت لسد النقص.
وقال المحروس: «قمنا بتقليص بعض الالتزامات، كتأجير عاملين لأحد التجار الآخرين .. تم إغلاق محلاً خارج سوق المنامة المركزي بحكم أنه أصبح خالياً تماماً من اللحوم».
من جانبه، أكد القصاب في سوق المحرق المركزي علي الحاكور التوجه أن القصابين لا يتجهون إلى رفع سعر اللحوم، ولكنه يطالبون شركة البحرين لمواشي بتعويض خسائرهم.
من جانب آخر، قال صاحب مطابخ «بوعوض» للولائم والمناسبات، أحمد العوض: «أزمة اللحوم تسبَّبت في نقص الزبائن بالمطعم .. نطالب بتوعية المستهلكين بأن ليس كافة اللحوم موبوءة، خصوصاً بعد تزايد مخاوفهم من حدوث أمراض».
وتابع العوض: «تكبَّدنا خسائر تراوحت نسبتها ما بين 30-35% خصوصاً أن المطبخ يعتمد كثيراً على ولائم الأعراس .. عندما يقوم أحد الزبائن بطلب 10 ذبائح غير متوفرة فإنه يلغي الطلبية»، موضحاً أن أسعار الوجبات الغذائية ما زالت مستقرة.
بدوره، قال مدير مطعم المناسبات، سالم عبدالله: «المطعم عوَّض خسائره بتوفير وبيع الأسماك والدواجن»، موضحاً أنه تكبَّد بعضاً من الخسائر، إلا أنه جابهها بتوفير الدواجن والأسماك». وأضاف أن المطعم استبدل اللحوم الأسترالية بلحوم الأبقار الباكستانية المتوفرة في السوق المحلي، موضحاً أن هناك بعض المطاعم استغلت الأزمة لرفع أسعار منتجات الدجاج والأسماك لتعويض الخسائر.