كتب - محرر الشؤون المحلية: قال نواب إن إصدار جمعية الوفاق بياناً خصصته لإدانة مقتل أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال يهود يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية أمام مدرسة في مدينة تولوز جنوبي غرب فرنسا قبل يومين، يعتبر محاولة براغماتية مفضوحة لإظهار تعاطفها مع الغرب، مدللين على رؤيتهم بأن الوفاق لم تدن مقتل نحو 700 طفل من بين أكثر من 10 آلاف سوري، لارتهانها للأجندة الإيرانية ولأنها تعاني من التخبط وازدواجية المعايير. وأوضح النواب أن مواقف “الوفاق” تجاه سوريا تعدت التجاهل التام لتلك المجازر للانحياز الكامل للنظام الوحشي، رغم أن كل العالم اعتبر ما يحدث بسوريا جريمة بحق الإنسانية، لانها تسير وفق الأوامر المعلبة التي تتلقاها من الولي الفقيه بطهران وتحركها أذرع السياسة الإيرانية، مشيرين إلى وجود ائتلاف خفي بين “الوفاق” وإيران وحزب الله ضد سوريا والبحرين. وأضافوا “نحن لسنا مع قتل أي طفل مهما ما كانت ديانته أو جنسيته لكن أليسوا الأطفال أطفالاً مهما كانت جنسياتهم أو دياناتهم؟. ازدواجية معايير وفي هذا الصدد، قال أمين عام جمعية المنبر الوطني الإسلامي النائب د.علي أحمد: “إن بيان الجمعية يعد أحد مظاهر ازدواج المعايير عند الوفاق وإيران وأتباع ولاية الفقيه الذين لا يفكرون في المبادئ إنما يهتمون بما يحقق مصالحهم الطائفية، حيث إن من مصلحتهم في هذه الفترة أن يظهروا تعاطفهم مع دول الغرب”. وأكد أحمد أن أي أعمال قتل للأبرياء تخالف الإسلام، كما إنها تخالف المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، إلا أن ما يحدث في سوريا اتفقت كل دول العالم أنه يعد جريمة بحق الإنسانية، مضيفاً أن هذه الحقيقة الناصعة لم تغب عن الوفاق بل تعمدت إغفالها لمصلحة في أنفسهم، حيث إن النظام النصيري البعثي في سوريا والدولة الصفوية في إيران التي تقف وراءه يتفقون على مصلحتهم أولاً ولو مات من مات”. وأضاف أمين عام جمعية المنبر: “أحداث سوريا أثبتت بوضوح الائتلاف الخفي بين الوفاق وإيران وحزب الله ضد سوريا والبحرين، وذلك الحلف الطائفي لا يفكر في غير مصالحه الطائفية”، فبعد أن كنا نجد صعوبة في شرح أخطار المد الصفوي لبعض الأشقاء في الدول العربية، صار الأمر جلياً بعد اندلاع الثورة في سوريا. وذكر أحمد أن مواقف الوفاق تجاه أحداث سوريا لم تقف عند حد التجاهل لكل تلك الجرائم البشعة، بل تعدت ذلك إلى الانحياز الواضح للنظام الوحشي في سوريا، والسخرية أحياناً مما يتعرض له المدنيون هناك، حيث أعلنت تلك الجمعية في فبراير الماضي على لسان رئيس شورى الجمعية تأييدها الفيتو الروسي - الصيني ضد قرار لمجلس الأمن حول إدانة المذابح الحاصلة في سوريا، وسخر رئيس شورى الوفاق جميل كاظم وقتها من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي بسبب مواقفه المنددة بأعمال القتل في سوريا وكال له الشتائم ونعته بأقذع الصفات. ومعلوم أن جمعية الوفاق تتبنى فكر ولاية الفقيه، الذي لا يقف عند كونه منهجاً فقهياً أو مذهباً دينياً، حيث تعد ولاية الفقيه منظومة سياسية ترتكز على مرجعية سياسية مركزها إيران، وينوب عنه وكيل في كل قطر تصل إليه اليد الإيرانية، وهو ما عبر عنه أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله في تسجيل موثق يرجع تاريخه إلى سنوات عديدة، وحاول نصرالله التنصل من تلك التصريحات التي أكد فيها تبعيته الدينية والسياسية للولي الفقيه في طهران، زاعماً أنه يؤمن بالدولة المدنية في لبنان، وهو الزعم نفسه الذي تطلقه جمعية الوفاق البحرينية من آن لآخر لتستر به الوجه الطائفي لأطماعها السياسية، وهو ما يثبت أيضاً أنها تتعامل مع المذاهب والأديان الأخرى كما تحب وتشتهي إيران. تخبط ونفاق وبدوره، قال النائب علي زايد إن من المستحيل أن تصدر الوفاق بياناً تدين فيه قتل الأنفس البريئة في سوريا، حيث إنها تسير وفق الأوامر المعلبة التي تتلقاها من الولي الفقيه، مضيفاً: “لذلك فإن الوفاق تعاني التخبط والنفاق السياسي ولا تقدر عواقب الأمور”. وأوضح أن الوفاق ليس لديها معيار معروف تعتمد عليه في عملها السياسي، وإذا طلبت طهران منها الإدانة فإنها تصدر بيانات إدانة، وتمتنع إذا طلب منها ذلك. وقال زايد إن مثل البيان الذي أدانت فيه قتل أطفال يهود في فرنسا ما هو إلا حركات إعلامية مقصود بها استعطاف الإعلام الخارجي لإثبات أنها تتحلى بالمصداقية والإنصاف ولمجاراة الأحداث العالمية. ودعا الوفاق للرجوع للعقل وأن تتبنى نهج المعارضة الحقيقية التي لا تسعى للتأزيم، والتي تقترح الحلول للمشاكل، مشيراً إلى أن عاماً كاملاً مضى لم تتخذ فيه الوفاق موقفاً واحداً صحيحاً يؤدي لانفراج الأمور في حين تعمل على تأزيم الوضع المحلي وترفض دعوات المصالحة والعيش المشترك. 85 كنيساً يهودياً بإيران ولا مسجد للسنة الجدير بالذكر أن الكاتب الصهيوني عاموس عوز والذي تم اختياره ضمن وفد يهودي يضم أفراداً من منظمات يهودية مختلفة حول العالم لتوثيق حال الأقلية اليهودية في إيران، عبر عن دهشته من النتيجة التي توصل إليها بعد زيارته إيران، وأعلن عنها في مقال له بعنوان “اليهودي الفارسي يعتبر أحسن حالاً من وضع المسلم السني في إيران”. ورغم أن مهمة الكاتب الأساسية كانت الاطلاع على أية مظالم أو أوضاع سيئة تعيشها الجالية اليهودية في طهران، في ظل ما دأبت وسائل الإعلام والتصريحات الرسمية الإيرانية على إعلان العداء الكبير لأمريكا وإسرائيل، فوجئ الكاتب عوز بأن المعابد اليهودية التي يصل عددها 12 معبداً في طهران وحدها تتسم بأعلى مقاييس الفخامة والزخارف المعمارية ذات الطابع الفارسي، فضلاً عن أكثر من 85 كنيساً في مختلف المدن الإيرانية الأخرى لليهود الذين لا يزيد عددهم عن 30 ألفاً في إيران كلها، بينما لا يوجد في طهران مسجد واحد لأهل السنة الذين يزيد عددهم عن مليون في طهران وحدها. وكانت جمعية الوفاق أعلنت في بيانها المشار إليه، الذي يتزامن مع مرور عام على اندلاع ثورة الحرية في سوريا، عن “تضامنها مع الشعب الفرنسي وحكومته في هذا الحادث المؤلم، مؤكدة أن لغة العنف والقتل هي لغة لا تنتمي للدين ولا للإنسانية”. ورغم ألا أحد يقر بقتل أطفال أبرياء سواء كانوا يهوداً أو مسلمين، إلا أن تخصيص الوفاق بياناً صحافياً بتقديم المواساة وتأكيد إدانة قتل الأطفال اليهود بأقوى العبارات، يثير أكثر من علامة استفهام حول الأسباب التي تحمل تلك الجمعية على تجاهل جميع الانتهاكات الصارخة في حق الأبرياء العزل في سوريا، والمستمرة حتى الآن، والتي أدانتها جميع شعوب الأرض، إضافة إلى تساؤلات عن التناغم الذي يبدو في المواقف بين إيران والوفاق ومثيلاتها من أذرع ما يطلق عليه “حزب الله” في مختلف الدول، تجاه العديد من القضايا. وكانت وكالات الأنباء العالمية ذكرت أن جثث القتلى اليهود الأربعة في فرنسا نقلت أمس الأول إلى الكيان الصهيوني لدفنها، وسط استمرار التحقيقات لكشف منفذ الهجوم الذي يعتقد أنه سفاح، وجندت الشرطة إمكانات استثنائية للقبض عليه. وبدوره ندد الكيان الصهيوني بما أسماه “الجريمة الدنيئة”، وكذلك نددت عدة دول بالهجوم. ويشار إلى أن جثامين القتلى حملت على متن طائرة عسكرية إلى مطار روسي في باريس ونقلت بعدها إلى إسرائيل على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية (إلعال)، كما إن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه رافق العائلات إلى “إسرائيل” حيث تم دفن الضحايا طبقاً لرغبة أقربائهم.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}