ردت وزارة الداخلية، على لسان الوكيل المساعد لشؤونها القانونية، على "جملة من المغالطات التي وردت في خطبة الجمعة اليوم" لعيسي قاسم بشأن عدد من القضايا الأمنية, بينها وفاة كل من حسام الحداد وعلي نعمة أثناء مشاركتهما في أعمال عنف استهدفت حياة رجال الأمن، ومحمد مشيمع الذي كان يقضي فترة عقوبة حبسية وتوفي في مستشفى السلمانية وهو يعاني من مرض السكلر.
وفي ما يتعلق بالمتوفي حسام الحداد أكد الوكيل المساعد في تصريح اليوم أن "رجال الأمن كانوا في حالة دفاع شرعي عن أنفسهم، أثناء تصديهم لمجموعة عمدت إلى مهاجمة قوات حفظ النظام بالقنابل الحارقة "المولوتوف" في استهداف لحياتهم بشكل مباشر وكان المتوفى واحدا من هذه المجموعة.
وأضاف أن "هذا الأمر موثق بالتصوير وشاهده الجميع".
ونبّه إلى أن حسام الحداد شارك على مدى عامين متتاليين في المعسكر الصيفي الذي تنظمه سنويا الأكاديمية الملكية للشرطة، و"كان شابا متميزا ما يعني أن اللوم يجب أن يوجه إلى من قام بتحريضه على ارتكاب الأعمال الإرهابية والتفاعل معها".
ولم تكن حالة المتوفي علي نعمة في صدد مختلفة كثيرا عن حالة الحداد ؛ فقد كان هو ايضا ضمن مجموعة إرهابية هاجمت رجال الشرطة بالمولوتوف بهدف إزهاق أرواحهم، حسب ما أكد الوكيل المساعد للشؤون القانونية بالوزارة.
وعن تفاصيل ما حدث حينها قال الوكيل المساعد إن الدوريات تعرضت لعمل إرهابي بينما كانت متجهة وبرفقتها آلية الدفاع المدني لإطفاء حريق في مستودع بمنطقة كرزكان، وأثناء تحرك عدد من الدوريات لتوفير الدعم والإسناد، قامت مجموعات من الإرهابيين بمهاجمتها بالقنابل الحارقة والأسياخ الحديدية من عدة جهات، ما استدعى التعامل معهم، حيث تعرض الشاب المذكور للإصابة وعند وصول سيارة الإسعاف أفاد الفريق الطبي أنه توفي.
ونفى الوكيل المساعد وجود أي مسيرة سلمية لحظة وفاة المذكور "كما يُدّعى إذ لا يعقل وجود مسيرة من هذا النوع قرب منتصف الليل".
أما المتوفي محمد مشيمع ، الذي كان محكوما عليه ويقضي عقوبته في إدارة الإصلاح والتأهيل، فقد توفي في مجمع السلمانية الطبي بعد إدخاله إليه قبل ما يزيد عن شهر من تاريخ وفاته وكان يعاني من مرض السكلر.
وأكدت الوزارة أن المتوفي تلقى رعاية صحية متكاملة بشهادة سجله الطبي الذي يكشف تلقيه للعلاج والرعاية الصحية وزياراته للمستشفى وآخرها زيارته التي دامت ما يزيد عن الشهر. وفي هذا الصدد دعا الوكيل المساعد للشؤون القانونية "من يتباكون على مرضى السكلر" إلى توجيه النصح المباشر لهم "بعدم المشاركة في هذه الأعمال الخطرة وغير القانونية، حفاظا على سلامتهم هم بالدرجة الأولى".
وأشار الوكيل المساعد في تصريحه إلى أن تغيير مواعيد مراسم الدفان وكسر الفاتحة وتسييسها واستغلالها في استهداف حياة رجال الأمن وسلامة المواطنين والمقيمين، كما حدث اليوم الجمعة ، أمر يخرج هذه المناسبات من طابعها الاجتماعي.
ونبّه إلى أن كل القضايا التي تضمنتها الخطبة المشار إليها أحيلت للنيابة العامة التي قامت بدورها بالتحقيق فيها وإصدار بيانات توضيحية بشأنها.
ودعا إلى "إعلاء المصالح الوطنية والحفاظ على النسيج المجتمعي المشترك، وتحمل المسؤولية الوطنية التي توجب الحرص على التهدئة بدلاً من الإثارة والتحريض".