أكدت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن “البحرين لم تواجه أي صعوبات في عملية التحضير لربيع الثقافة الحالي ولم تؤثر الأحداث على أي من تلك التحضيرات”، لافتة إلى أن “الوزارة بدأت الاستعداد لصيف البحرين انتصاراً للفرح في أبريل، وأن قدرة الوزارة على استقطاب الفرق الموسيقية والمسرحية بعد الأزمة بشهرين لتقديم عروض، وأن يأتي الجمهور، كل هذا معناه أننا أطفأنا الأزمة، وفي مركز الشيخ إبراهيم منذ أكتوبر 2011 استكمل البرنامج، بعنوان “في الشدائد الثقافة تنصرنا”، وإعداد ربيع الثقافة لهذا العام لم يختلف عن الأعوام الماضية أبدا، وعندما يأتي أندريه بوتشلي وخوليو إغليسياس معناه أننا تجاوزت الأزمة”. وأوضحت الوزيرة، في حوار نشرته جريدة الشرق الأوسط أمس، أن “مستقبل الحركة الثقافية في الدول العربية يجب أن يكون جميلا ومشرقا ويجب أن نزرع أملاً، ويجب أن لا نكتفي بالتمني، وعلينا أن نحاول بأدواتنا البسيطة تعزيز دور الثقافة، وهو الدور الأقوى لجمع الأضداد بالحفلات والمعارض، فالسياسة تفرق والثقافة تجمع”. وفيما يتعلق بدور البحرين في النشاط الثقافي العربي، أكدت الشيخة مي أن “المنامة اليوم عاصمة الثقافة العربية 2012، وبحكم استقطابها مركزاً إقليمياً للتراث العالمي، يمكن القول إن دورها فعال، لافتة إلى “المملكة تجاوزت التقليدية، خاصة عندما روجنا للمنامة عاصمة للثقافة، فلم نذهب للالتقاء بالمسؤولين، إذ إن مشكلة الكثير من مسؤولي الثقافة بل ورؤوس أهرامات الثقافة أنهم لا يعرفون أبجدياتها، وقد سئلت في المغرب عن الرابط بيننا وبين وزارة الثقافة هناك، فقلت إننا لم نأتِ للوزارة وإنما للاستماع لطرح المثقفين وقد خرجنا من ذلك بورشتي عمل حول الموسيقى والمسرح، بعيداً عن التنظير وبعيداً عن أقنعة السياسيين”. وأشارت الشيخة مي، رداً على ما حققته الوزارة بعد عامين من تخصيصها، إلى أنه “من الصعب على إنسان واحد أن يقوم بكل المهام، فيغطي إعلام وثقافة وسياحة، والثقافة خصوصا بحاجة إلى تفرغ وجدية وإحساس بالمسؤولية، فالعمل لها ليس منصباً رسمياً في تقديري، بل هي علاقة حب معها، ويستحيل أن يستطيع الذي يعمل في الإعلام أن يغطي الثقافة، فقبل استقلال الثقافة في وزارة كان جهدي كله موجهاً للجهاز الإعلامي الذي كان ولا يزال يعاني ركوداً، كما أننا كنا بحاجة ماسة لجهاز حكومي يدافع عن الهوية البحرينية، فنحن في البحرين ثروتنا الحقيقية في المواقع الأثرية، وملامح التراث والبشر، ومن دون عنصر يمثلها في الحكومة ستضيع، ودائماً أقول إنه إذا كان وزير الدفاع يحمي الحدود، فإن وزير الثقافة يحمي الهوية، التي إن لم يوجد من يدافع عنها فإنها تذوب، لذا فهي عملية غير سهلة، ونحن لا نتحدث عن بلد لا دور له في هذا المجال، بل هو بلد يعتمد تماماً على تراثه، ثم إننا إذا لم نراع تلك المقومات فإننا سنكون بعيدين عن الاقتصاد الذكي الذي يتم الحديث عنه، وللأسف لا يزال ينظر إلى الثقافة على أنها ترف، أو شيء ثانوي بينما الطرح الاقتصادي الجديد وحلول المشكلات السياسية والاجتماعية تأتي من الثقافة”. وكشفت الشيخة مي أن “منظمة “اليونيسكو” مسيسة في كل دهاليزها، وتحكمها السياسة وتتجاوز الشأن الثقافي، وفي التصويت على المرشحين خير مثال”، لافتة إلى أن “موقف المنظمة من تقدم البحرين لدخول عضوية لجنة التراث، فقد كنا الوحيدين الذين قدمنا خطة لما سنعمل عليه، ذكرنا فيها أننا ندعو العالم لزيارتنا وأننا سنؤسس مركزاً إقليميا للتراث، وسنخرج كتاباً عن التراث العالمي وقد فعلنا، وعندما أتينا على تأسيس المركز الإقليمي، أعلنت مدير عام “اليونيسكو” امتناعها عن الحضور، وقد كان مقرراً أن يكون هناك مؤتمر قبل ذلك بالشراكة مع “اليونيسكو”، وطالبت المدير العام بتأجيله، لكننا لن نفعل، لأننا ملتزمون بالمشروع، فاقتصرنا الآن على خبراء يمثلون أنفسهم لا “اليونيسكو”، وفي الوقت نفسه سنمضي في إنشاء مركز التراث خدمة للدول العربية، ولذا اعتمدنا على الخبرات العربية”. وفي سؤال حول ضعف النشر الإعلامي لفعاليات الموسم السابع لربيع الثقافة، أجابت الشيخة مي، قائلة “هذه غلطتنا ودائماً أكرر أنه قد تم إنجاز الكثير من الأنشطة في البحرين دون التعريف بها، ففي العام الماضي مثلاً كنا أول بلد خليجي يترأس لجنة التراث، فمن غطى ذلك إعلامياً؟ إعلامنا مقصر ولم يغطِ ما عندنا، فكيف نريد أن يعرفنا العالم ونحن لا نتحدث عما نقدم، لذا، أنا لم أتعجب عندما قال خوليو إغليسياس المغني الإسباني في حفلته هنا في البحرين “أنا سعيد بالغناء في هذه البلدان الجديدة أبوظبي ودبي والبحرين”، لأن البحرين لم تعرف الناس بامتلاكها حضارة عمرها 5 آلاف سنة وميناء أثريا موغلا، وذات مرة بعد ربيع الثقافة الثاني استضفت في دبي بأحد البرامج الصباحية، فقال المقدم “جميل أن تلحق البحرين بركب الثقافة وتجاري دبي وأبوظبي”، فلم أقبل أن يوصف بلد بدأ التعليم النظامي للفتيات منذ 1899، وقام ببناء أول نادٍ أدبي عام 1920، بأنه يلحق بركب الثقافة”. وشددت الشيخة مي على أنه “لم يعتذر أحد قط لحضور الفعاليات، وأن العام الماضي مارسيل خليفة قال إنه لا يغني فشكرناه، وألغي ذلك الربيع كاملاً بالأصل، ذلك رغم أنه قال سلفاً إن البحرين بها مساحة من الحرية، لكنه أراد المتاجرة بثورات “الربيع العربي”، أما على صعيد المركز الأهلي فلم يرجع أي ضيف، وأحدهم باترك بلان عالم النبات الفرنسي الذي جاء رغم أن بلده يحظر السفر إلى البحرين، وأتى داعماً وعمل هنا مشروع “الحديقة العمودية”. وبينت وزير الثقافة أن “الذي يسمع من هنا وهناك لن يعمل، في رأيي أن أي إنسان جاد لديه مشروع يؤمن به فإنه لو راعى وجهات النظر المختلفة حول أدائه فإنه سيتوقف، ونحن في النهاية لا نستفز أحداً، فلدينا في الثقافة رؤية نوصلها للمتلقي بالشكل السليم، أما الالتفات لكل نقد فسيعني التوقف”.