غادر مدرس الفائز بجائزة نوبل للطب، جون غوردون، الحياة قبل أن يعرف أن الطالب الذي كان يدرس عنده في الصغر وكان يصفه بأنه "غير مكترث" و"تدريسه مضيعة للوقت"، قد نال أقوى جائزة عالمية عام 2012.
ففي تقرير كتبه أستاذ جون غوردون في أربعينيات القرن الماضي، كتقييم للطالب "جون غوردون"، جاءت النتيجة غير مرضية على الإطلاق. ورغم أن الأستاذ تحدث عن "مظاهر نبوغ" لدى الطالب غوردون، إلا أنه اشتكى من أعماله السيئة ومن عدم اهتمامه بتعليمات المدرسين.
وكتب مدرس غوردون، في نسخة قديمة نشرتها صحيفة "البيان"، قال فيها: "كان هذا الفصل الدراسي كارثيا لغوردون، فقد كانت أعماله غير مرضية، وأوراقه التحضيرية بالكاد تعكس ما تعلمه، إضافة إلى أنه قد تغاضى عن حل بعض أسئلته الاختبارية، التي كانت إحدى نتائج الاختبارات 2 من 50 علامة؟"
أما أعماله الأخرى فقد تساوت في السوء مع ما سبق ذكره، وكثيرا ما كان يتعرض لمواقف سيئة لأنه يصر على تطبيق العمل بطريقته الخاصة، غير آبه لتعليمات المدرس.
وذيل الأستاذ تقريره بتعليق وتوصية أخيرة قال فيها: "أعتقد بأن لدى غوردون أفكاراً بأن يصبح "عالماً"، لكن الواقع يضفي أن أفكاره تلك مجرد ترهات مادام لا يستطيع التعلم والإلمام بالحقائق الحيوية، مما سيمنعه من ممارسة وظيفة عالم متخصص، وسيكون وجوده بمثابة مضيعة كاملة للوقت من جانبه ومن جانب معلميه".
وفي وقت لاحق، اكتشف غوردون العام 1962، وهو في سن الثلاثين، أن رمز الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) في خلية ضفدع بالغ يحوي كل المعلومات الضرورية لتحويل الخلية إلى أي نوع آخر من الخلايا. وهذا يعني أنه بالإمكان إعادة برمجة أي خلية.
وأعرب غوردون عن دهشته لتكريمه على أبحاث أجراها قبل أكثر من 40 عاماً. وأضاف "أنا مندهش وممتن وسعيد جداً لمكافأتي مع شينيا ياماناكا الذي قام بعمل رائع".
ويعمل غوردون البالغ من العمر 79 عاماً حالياً في معهد غوردون بجامعة كمبريدج البريطانية، ولم يلتفت لكلام معلمه وواصل شغفه بالعلوم وتخرج من جامعة إكسفورد بقسم علم الحيوان.