كتب - عبدالله إلهامي:
فيما يؤكد مواطنون أن وجود عيادة نفسية بكل وزارة لمعالجة ضغوط العمل، لن يشعر بأهميتها الموظفون في الوقت الحالي، لكنها ستصبح مع مرور الزمن أمراً اعتيادياً للتخفيف من التوتر النفسي ومساعدة الموظفين على الرفع من كفاءتهم. يتندر آخرون بأن مراجعي الجهات الرسمية أولى بهذه العيادات من الموظفين أنفسهم، نظراً لتحملهم ضغوط الانتظار وعدم مبالاة الموظفين بهم في بعض الأحيان وتعطيل مصالحهم، “خصوصاً وأن كثيراً من الموظفين لا يؤدون أعمالهم بشكل منتظم، إذ ينشغل البعض منهم بالعبث في الهاتف أو متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر ذلك بشكل كبير على سير العمل، ويترك انطباعاً سيئاً لدى المراجعين”.
وقال محمد شويطر إن إيجاد عيادة نفسية بكل وزارة يعد بمثابة وضع صندوق للإسعافات الأولية أو قسم للجودة، فذلك لا يعني رداءة عمل الموظفين أو خطورة منطقة العمل إنما الإرشاد والسلامة المهنية، ومع ذلك نجد الكثيرين يتناولونها في البداية بسلبية، ولكنها مع الوقت ستصبح أمراً اعتيادياً وتتحول بعد ذلك إلى ضرورة.
ونوه إلى أن الأفراد يختلفون فيما بينهم حول الاستجابة للضغوط من النواحي النفسية والاجتماعية، مبيناً أن الشخصية والإمكانات الشخصية كأساليب التكيف والسمات الشخصية والذكاء والمهارات الخاصة، بالإضافه إلى المعتقدات والاتجاهات والخبرات السابقة وأيضاً العوامل الاجتماعية المتمثلة في مكان الإقامة، المناخ الاجتماعي، كل ذلك له تأثير على الاستجابة لضغوط العمل.
وعلق محمد المحرقي: أن الضغط النفسي أمر طبيعي، لكنه يتفاوت بين من يعالج ذاته أولاً بأول أو يهملها لتتراكم تلك الضغوط وتسبب له أمراضاً مزمنة، لذلك فإن الاحتياج الفعلي لن يشعر به في الوقت الراهن، لكن مع مرور الوقت لمدة 3 سنوات سيشعر الموظفون بالفارق، موضحاً أن المدير عادة ما يستدعي الموظفين المقصرين في أداء عملهم ليعالج ذلك بطرق قانونية، لذلك فإن وجود اختصاصي نفسي يتعامل مع تلك الحالات بشكل إرشادي علمي سيسهل كثيراً على سير العمل.
ورأى الموظف بوزارة التربية والتعليم مصطفى المرباطي أن الموظفين المسؤولين عن متابعة المراجعين بحاجة إلى تلك العيادات أكثر من الاعتياديين، إذ إنهم يعكسون صورة الجهة التي يعملون بها، لذلك يجب أن يكونوا هادئين، ليتركوا انطباعاً جيداً لدى المراجعين، بالإضافة إلى أن الاهتمام بهم ورفع كفاءتهم يزيد من كفاءة العمل.
ونوّهت الموظفة بالمجلس البلدي صبا المحمود إلى أن وجود ما يخفف التوتر النفسي بات أمراً ضرورياً في ظل تزايد الضغوطات النفسية والاهتمامات والمسؤوليات سواء في الحياة بأكملها، مما يقلل من جودة إنتاج الموظف وطاقته التي يبذلها في عمله، نظراً لأنها تفقد في شتات ذهنه المتعلق بمشاكله أو همومه المتعددة.
ولفتت إلى أن بيئة العمل بات يسودها كثير من المثيرات والمنبهات المتنوعة بغض النظر عن أسبابها، ولم يقتصر هذا التأثير على الفرد في البيت أو المدرسة، وإنما تجاوز ذلك بيئة العمل، ومن هنا برزت الضغوط الإنسانية نتيجة التأثر بالمثيرات والمنبهات البيئية المختلفة، وهذه الضغوط جعلت الفرد في حالة قلق وتوتر وانفعال، مما أثر على مهمات واجباته الوظيفية، وعلى علاقته بالعاملين في المنظمة، وكذلك على صحته وجسده.
يشار إلى أن لضغوط العمل كما ذكر الباحثون أنواعاً عديدة، منها من حيث الضرورة: الضروري الحميد، غير الضروري، والضار، ومنها من حيث المرحلة التي بلغها الضغط وفقاً لدورة حياته: مرحلة النشوء، مرحلة الاكتمال والنضوج، مرحلة الانحسار والانكماش، مرحلة الاختفاء أو الانتهاء، ومن حيث الشمول والاتساع: هناك مرحلة الضغط الكلي الشامل، والضغط الجزئي، ومن حيث عنف الضغط: هناك ضغط شديد قوي، وضغط متوسط القوى، وضغط هادئ، ومن حيث موضوع الضغط هناك ضغط مادي، معنوي، سلوكي، ووظيفي، وأخيراً من حيث مصدر الضغط فهناك: مصدر داخلي، خارجي، وذاتي.