قبل أن أغوص في مضمون عمود اليوم، فمن الواجب أن نرفع القبعة ونُشيد بعدد من المسؤولين الرياضيين الذين نجد من جانبهم كل التعاون والترحيب، والذين يدركون أهمية العمل الإعلامي بشكل عام والصحافي بشكل خاص، ولا أجد حرجاً في ذكر البعض منهم ولعل الحديث عن الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية البحرينية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة والأمين العام الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة ينطبق عليهما تحديداً، فعلى الرغم من مسؤولياتهما في اللجنة الأولمبية البحرينية إلا أن الاتصال والتواصل معهما سهل للغاية، فليست هي كثيرة تلك المرات التي حاولت شخصياً الاتصال بهما ولم يتم الاستجابة لمكالمتي وحتى لو لم تتم الاستجابة أجدهما يبادران بالاتصال لاحقاً، وكذلك التحدث معهما ممتع لأنك ستجد الشفافية عنوانهما في النقاش. على الجانب الآخر أخي القارئ وأختي القارئة هناك مسؤولون يحملون أحدث الهواتف “الموبايلات” ولكنهم يضعون إشارة (×) أمام الصحافي الذي لا يجدون من ورائه مردوداً إيجابياً، وللتوضيح أكثر لا يجدون ما سيسيل لعابهم بعد مكالمته، لأنه لن يستعرض عضلاتهم بل يسعى للبحث عن معلومات تفيد من هم جمهوره وأقصد قراء صحيفته فتراهم لا يجيبون إطلاقاً، بل هناك مسؤولون لا يكترثون برسائل الــ(sms) التي تمهد (الدرب) لمحادثة قصيرة “ويا ماكثرهم هاذيلة”. كل أمور الحياة تجد خلالها ما هو إيجابي ولكن السلبيات تبدو أكبر وأكثر، وأؤكد لكم أيها القراء الأعزاء أن ذلك هو حال الأغبية من مسؤولي الرياضة لدينا والذين أصبحوا يعتبرون وسائل الإعلام مرآة يريدون استخدامها للتفاخر بأعمالهم وإنجازاتهم ويريدونها أداة تقوم بمديحهم فقط وتنشر صورهم بشكل شبه يومي وبشكل بارز أيضاً، وحينما يجدون في تلك الوسائل الإعلامية النقيض وأقصد النقد الذي يساهم في إصلاح (اعوجاج) بعملهم “يكشون” ويصبحون عدائيين إلى آخر درجة!!. أمضي في السنة السادسة من عمري الصحافي القصير جداً، ولكنني على الرغم من هذه السنوات البسيطة استطعت أن أُحدد هؤلاء المسؤولين الذين ينتظرون المديح اليومي و(المكياج) الإعلامي، بل إنهم مستعدون للإنفاق من جيوبهم الخاصة أو جيوب جهاتهم الرياضية من أجل أن يحصلوا على مكياج يتفاخرون به أمام الجميع، ولو مسحت ذلك “المكياج” لوجدت العجب العجاب!!. هنا أود الإشارة إلى مداخلة قام بها رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل أشهر مع برنامج المجلس على قناة الدوري والكأس القطرية، وتحدث لقرابة 20 دقيقة، ولكن عندما تستمع لحديثه تدرك بأنه مسؤول بالفعل، فأبرز صفات حديثه كانت “الوضوح والشفافية والاحترام” ناهيك عن الوقت الذي كان يتحدث فيه وكان يتجاوز الثانية عشرة ليلاً، وبعدها سبقني أستاذي الإعلامي المخضرم ماجد سلطان وامتدح هذا الموقف في أحد أعمدته الصحافية. حاولت البدء بمقارنة بسيطة بين الأمير عبدالرحمن بن مساعد وللأسف بأنها مقارنة ظالمة عندما وضعت إلى جانبه بعض المسؤولين الرياضيين لدينا الذين نضطر وللأسف للتعامل معهم بشكل يومي، فوجدت بوناً شاسعاً، وأدركت بأن كلمة المسؤول ليست بالضرورة تطلق على الشخص المسؤول بالفعل، بل إن المسؤول قد يكون بــ«الاسم فقط”!، ففضلت إيقاف المقارنة على الفور. في الحقيقة أن الرياضة باتت القضية المُسلية اليوم من بين القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي “تعكر” المزاج، ومع ذلك نجد بعض المسؤولين الرياضيين يرتعشون “وينتفضون” حينما يبادر صحافي بتوجيه سؤال لهم أو يحاول الحديث معهم، وإنني على قناعة بأن كل شخص واثق من نفسه وقدراته لا يتردد بالحديث مع أي شخصية كانت ومن بينهم الصحافي بالتحديد. أختم عمودي بــ«طرفة” وأقول للفتيات والسيدات، بأنكن ستجدن رجالاً يزاحمونكن في محلات المكياج، ليس بحثاً عن مكياج حقيقي وإنما مكياج إعلامي، أتعلمون من هم هؤلاء، هؤلاء بعض المسؤولين في رياضتنا البحرينية!!!.

[email protected]