حقّق برنامج "الثامنة مع داود"، الذي يبث على قناة "أم بي سي"، ويناقش القضايا السعودية معدلات مشاهدة عالية، لم تصل إليها برامج من قبل سوى برنامجي "آرب آيدل" و"آرب غوت تالنت"، فالبرنامج الذي يذاع خمسة أيام في الأسبوع تميز بجرأة ما يطرح، ويستند على الأدلة المثبتة لما يناقش.
"برنامج الثامنة" مع داود وصل لشرائح اجتماعية لم تسطع البرامج التلفزيونية المماثلة الوصول إليها من قبل، ولعل السر في ذلك هو الأسلوب البسيط والتلقائي المتجدد لمقدمه داود الشريان، إضافة إلى القضايا التي يتناولها البرنامج والتي تمس حياة المواطن السعودي.
وأصبح بعض المصطلحات التي أطلقها البرنامج حديث الناس، إضافة لكسر مقدمه روتين البرامج الحوارية المعتادة، والتي كان منها وضع كراسي فارغة، احتجاجاً على الجهات التي ترفض المشاركة، كما أصبح البرنامج حديث الناس لاهتمامه بجميع أفراد الأسرة من خلال بساطة في الحوار وفي التناول.
هذا.. ولن ينسى المشاهدون بعض اللقطات التي ظهرت خلال هذا البرنامج المباشر، والتي كان منها تقبيل داود لرأس أحد مجهولي الأبوين، معتذراً له باسم المجتمع عن ما أصابه، إضافة لرفع عقاله تحية لبعض زملائه، حركات تلقائية تمثل الطريقة السعودية عند التقدير والاعتذار.
ومن مفارقات البرنامج أيضاً، أن مقدم البرنامج الإعلامي داود الشريان لم يتوانَ عن تناول الأكل على طاولة الثامنة، وذلك حين تذوق الطعام الذي تقدمه بعض الجمعيات الخيرية في حلقة بنك الطعام.
ويشار إلى أن برنامج الثامنة في بعض حلقاته حقق معدلات مشاهدة لم تصل إليها برامج من قبل سوى برنامجي "آرب آيدل" و"آرب غوت تالنت"، وهذه سابقة في تاريخ البرامج الحوارية على مستوى العالم العربي.
ومن جهته، صرح الإعلامي داود الشريان، في حديث لنشرة الرابعة على "قناة العربية" بأن سبب نجاح البرنامج هو جمهوره، ولكونه يبث على قنوات الـ"أم بي سي"، وعزا ذلك بقوله: أصبحنا نعيش مع العالم من خلال البرنامج، كما أن البرنامج لم يقدم نسقاً مقلداً، حيث إنه تطرق لمناقشة قضايا تهم المجتمع السعودي ودول الخليج، بل لدينا مشاهدات ومعجبون من دول المغرب العربي، لاسيما من المغرب وتونس، ومرد ذلك لتشابه القضايا التي نتطرق إليها.
وأشار إلى أن البرنامج يعيش في السقف الصحافي الذي تعيشه المملكة، كما أنه معدل سقف الحرية في العالم العربي.
ونفى الإعلامي داود، أن يكون متجاوزاً للحرية في برنامجه، لكون تلك الحرية في عالمنا العربي منقسمة إلى قسمين، القسم الأول متعلق بطبيعة الأنظمة الحاكمة ووزارات الإعلام، والقسم الثاني يتعلق برقابة الصحافي على ذاته، وحاولنا كفريق عمل في البرنامج التخلص من هذا الرقيب.
ورداً على مقال صحافي نشر في الصحافة السعودية بعنوان "زعيق الثامنة" قال ليس "هناك زعيق"، وأضاف: "أنا أقدم البرنامج كأنني خارج التلفزيون، لافتاً إلى حدوث حالات من الاستفزاز من قبل الضيوف، خاصة إن كان لدينا أدلة تثبت تورط الضيف في القضية المطروحة، فلا يجب أن نتحدث معه كوزير خارجية".
وأضاف: "إن الإعلام سلطة رابعة، ومن مهامه نقل الحقائق للمسؤولين، مؤكداً أن حضور المسؤولين للبرنامج مفيد للغاية، وأن معظمهم يدرك ذلك".