كشف التقرير السنوي لجرائم الإنترنت الذي أصدرته اليوم “نورتون” من سيمانتك، عن تقديرات سقوط ما يزيد عن 3.6 مليون شخص في المملكة العربية السعودية كضحايا لجرائم الانترنت خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، ما أدى لتكبد خسائر مالية مباشرة بلغت 195 دولار أمريكي أو ما يعادل 730 ريال سعودي.
ويهدف التقرير الذي يعد إحدى أكبر الدراسات العالمية لجرائم الإنترنت الاستهلاكية، لفهم كيفية تأثير جرائم الإنترنت على المستهلكين، وكيف يؤثر تبني وتطور التقنيات الجديدة على أمن الأفراد. ووفقً لنتائج تجارب قدمها ما يزيد عن 13 ألف مستخدم بالغ في 24 دولة، قام إصدار 2012 من تقرير “نورتون” لجرائم الإنترنت بحساب التكاليف المباشرة1 المرتبطة بجرائم الإنترنت الاستهلاكية العالمية في الولايات المتحدة والتي بلغت نحو 110 مليار دولار أمريكي2 على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية.
وأكد التقرير سقوط 18 شخص بالغ كل ثانية كضحيةً لجرائم الإنترنت3، ما يؤدي لسقوط أكثر من مليون ونصف شخص ضحية لجرائم الإنترنت كل يوم على المستوى العالمي، حيث يبلغ متوسط الخسارة في التكاليف المالية4 المباشرة ما يعادل 197 دولار أمريكي لكل ضحية في جميع أنحاء العالم، وتبلغ تكلفة جرائم الإنترنت الاستهلاكية ما يعادل تكلفة أسبوع واحد من الاحتياجات الغذائية لأسرة مكونة من أربعة أشخاص في الولايات المتحدة5.
وفي الأشهر الاثني عشر الماضية، عانى حوالي 556 مليون6 بالغ حول العالم من جرائم الإنترنت، وهو عدد يفوق كامل سكان الاتحاد الأوروبي7. ويمثل هذا الرقم 46 بالمائة من عدد البالغين على الإنترنت ممن سقطوا ضحية لجرائم الإنترنت في الأشهر الاثني عشر الماضية، وتأتي هذه النتائج متساوية مع نتائج عام 2011 (45 بالمائة).
وفي المملكة العربية السعودية سقط ما نسبته 40 بالمائة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة ضحايا لجرائم الإنترنت على منصات شبكات التواصل الاجتماعي. ومن بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية، سقط 20 بالمائة من البالغين ضحايا لجرائم الإنترنت على الشبكات الاجتماعية وأجهزة الهاتف النقال في الأشهر الاثني عشر الماضية في المملكة مقارنةً بنسبة 21 بالمائة على المستوى العالمي.
تغير أشكال جرائم الإنترنت
يظهر مسح هذا العام زيادة في عدد الأشكال “الجديدة” لجرائم الإنترنت مقارنة بالعام الماضي، كتلك الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعي أو الأجهزة النقالة8، وهي إشارة على بدء مجرمي الإنترنت بتكثيف جهودهم على هذه المنصات ذات الشهرة المتزايدة. وقد سقط واحد من بين خمسة بالغين على الإنترنت (21 بالمائة) ضحايا لجرائم الإنترنت على شبكات التواصل الاجتماعي أو الأجهزة النقالة، وسقط ما نسبته 39 بالمائة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي ضحايا لجرائم الإنترنت، وبشكل خاص كالتالي:
• ذكر 15 بالمائة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أن شخصاً ما اخترق صفحتهم الشخصية وتصرف نيابة عنهم.
• ذكر واحد من بين 10 مستخدمين لشبكة التواصل الاجتماعي أنهم سقطوا ضحايا لرسائل احتيال أو روابط مزيفة على منصات شبكات التواصل الاجتماعي.
• بالرغم من أن 75 بالمائة يعتقدون أن مجرمي الإنترنت يركزون على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن أقل من النصف (44 بالمائة) يستخدمون حلول أمنية تحميهم من تهديدات شبكات التواصل الاجتماعية ويستخدم 49 بالمائة فقط إعدادات الخصوصية لضبط المعلومات التي يتبادلونها.
• يستلم نحو ثلث (31 بالمائة) من مستخدمي الأجهزة النقالة رسالة نصية من شخص ما لا يعرفونه يطلب منهم النقر على رابط مدمج أو طلب رقم غير معروف لاسترداد “البريد الصوتي”.
وقالت ماريان ميريت، المسؤولة عن سلامة الإنترنت في نورتون: “يقوم مجرمو الإنترنت بتغيير خططهم لاستهداف منصات الأجهزة النقالة وشبكات التواصل الاجتماعي المتنامية بسرعة حيث لا يملك المستهلك معرفة كافية بمخاطر الإنترنت. وهذا يعكس ما شهدناه في هذا العام في تقرير تهديدات أمن الإنترنت من سيمانتك9، والذي تحدث عن ارتفاع نقاط الضعف في الأجهزة النقالة مرتين في عام 2011 عن العام الفائت.”
ويكشف تقرير نورتون 2012 لجرائم الإنترنت أن معظم مستخدمي الإنترنت يتبعون الخطوات الأساسية لحماية أنفسهم ومعلوماتهم الشخصية، مثل حذف الرسائل الإلكترونية المشبوهة والتعامل بحذر مع معلوماتهم الشخصية على الإنترنت. ومع ذلك يتم تجاهل إجراءات احتياطية رئيسية أخرى: إذ إن 40 بالمائة لا يستخدمون كلمات مرور معقدة أو لا يقومون بتغيير كلمات المرور باستمرار، وأكثر من الثلث لا يتحققون من رمز قفل الأمان في المستعرض قبل إدخال معلومات شخصية مهمة، مثل تفاصيل الحسابات المصرفية، على الإنترنت.
ويشير التقرير إلى أن معظم البالغين على الإنترنت لا يعرفون كيف تطورت بعض أكثر الأشكال شيوعاً من جرائم الإنترنت على مدى سنوات، وبالتالي يواجهون صعوبة في التعرف على كيفية عمل البرمجيات الخبيثة، مثل الفيروسات على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. وفي الحقيقة فإن 40 بالمائة من البالغين لا يعرفون أن البرمجيات الخبيثة تستطيع العمل بهيئة مخفية، مما يجعل من الصعب معرفتها إذا تم اختراق بجهاز الكمبيوتر، وأشار أكثر من النصف (55 بالمائة) بأنهم غير متأكدين من أن أجهزتهم نظيفة وخالية من الفيروسات.
وأضافت ميريت: “تعمل البرمجيات الخبيثة والفيروسات على خلق فوضى واضحة في جهاز الكمبيوتر، حيث يحصل المستخدم على شاشة زرقاء، أو قد تسبب بتعطيل جهاز الكمبيوتر، في إشارة على وجود خطر ما. ولكننا شهدنا تطوراً في أساليب مجرمي الإنترنت، حيث يسعون لتجنب التعقب قدر الإمكان. وتظهر نتائج هذا العام أن نحو نصف مستخدمي الإنترنت يعتقدون أنه ما لم تتعطل أجهزتهم أو يسوء أدائها، فإنها بالتأكيد لم تسقط ضحية لمثل هذا الهجوم.”
كلمات المرور القوية للبريد الإلكتروني لا تزال أساسية
وقال آدم بالمر، استشاري جرائم الإنترنت لدى نورتون: “غالباً ما تحتوي حسابات البريد الإلكتروني الشخصية على مفاتيح لمملكتك الإلكترونية. ويستطيع المجرمون الوصول إلى كل شيء في بريد الوارد وإعادة ضبط كلمات المرور لمواقع إلكترونية أخرى قد تستخدمها من خلال النقر على رابط “نسيان كلمة المرور”، واعتراض تلك الرسائل الإلكترونية وإخراجك من حساباتك الخاصة. لذا لا بد من حماية بريدك الإلكتروني باستمرار عن طريق استخدام كلمات مرور معقدة وتغييرها بانتظام.”
وذكر ما يزيد عن ربع (27 بالمائة) مستخدمي الإنترنت البالغين أنه قد تم تبليغهم لتغيير كلمة المرور لحساب بريد إلكتروني مخترق. ومع قيام الأشخاص بإرسال واستلام وتخزين كل شيء بدءاً من الصور الشخصية (50 بالمائة) وحتى الوثائق والمراسلات المتعلقة بالعمل (42 بالمائة) وحتى البيانات المصرفية (22 بالمائة) وكلمات المرور لحسابات إلكترونية أخرى (17 بالمائة)، فإن هذه الحسابات الإلكترونية قد تكون ممراً محتملاً للمجرمين الذين يبحثون عن معلومات شخصية وتجارية.