كتب - وليد عبدالله:
أكد عدد من المدربين الوطنيين ومن لاعبين دوليين سابقين ومتابعين لـ»الوطن الرياضي» أن مسألة إقالة مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الإنجليزي بيتر جون تايلور أصبحت مطلباً رئيساً في هذه الفترة الحالية التي يستعد من خلالها الأحمر لخوض منافسات دورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم المقررة إقامتها في المملكة في الفترة 5-18 يناير 2013.
وشددوا على ضرورة اتخاذ الاتحاد البحريني لكرة القدم قراراً رسمياً في إقالة المدرب الإنجليزي تايلور الذي أفقد المنتخب هيبته بدلاً من أن يضيف في مسيرة المنتخب رغم ما أشاروا إلى تحقيقه لإنجازين للكرة البحرينية تمثلا في الميدالية الذهبية في لعبة كرة القدم في أولمبياد الخليج الأولى في البحرين أكتوبــــــر 2011 وذهبيـــــة لعبة كرة القدم في دورة الألعاب العربية الـ12، موضحين أن هذين الإنجازين المسجلين لم يكونا بالإنجازين الكبيرين على اعتبار أن المنتخب لم يلاقِ منتخبات بحجمه بل واجه منتخبات رديفة عن المنتخب الأول وأخرى منتخبات أولمبية ومن فئة الشباب! وبيّن المدربون واللاعبون الدوليون والمتابعون أن المدرب تايلور فقد سيطرته على المنتخب وأصبح يتخبط في اختياراته وتشكيلاته وعدم توظيف الأدوات واللاعبين بالصورة المطلوبة، وهذا ما تسبب في ظهور المنتخب بالمستوى الباهت تماماً في بطولة كأس العرب والمباريات الودية لاسيما المباراتين الأخيرتين أمام الفلبين والإمارات، مطالبين اتحاد الكرة بسرعة العمل على جلب مدرب يعرف المنتخب وسبق له التدريب في منطقة الخليج من أجل الإمساك بزمام الأمور قبل أن «يقع الفأس في الرأس»، ويضيع الحلم الخليجي للمرة الرابعة على أرض مملكة البحرين وللمرة 21 في تاريخ دورات كأس الخليج، خصوصاً أنهم وجميع الرياضيين البحرينيين ومحبي وعشاق الكرة البحرينية يمنون النفس بمعانقة الكأس الخليجية التي ستستضيفها المملكة مطلع العام المقبل!
وقال المدرب الوطني القدير خليفة الزياني: «يعتبر قرار إقالته قراراً موفقاً إذا اتخذه اتحاد الكرة بصورة رسمية، رغم المرحلة الحرجة التي يمر بها المنتخب والذي يعيش حالياً مرحلة الإعداد الأخيرة لمنافسات دورة كـــــــأس الخليـــــــج 21 المقــــــــررة إقامتها في البحرين يناير 2013. فالمدرب تايلور كان متخبطاً وقد كان ذلك واضحاً في أكثر من مناسبة، ومباراة الإمارات الأخيرة كشفت لنا المستور والمعاناة الفنية التي يعاني منها منتخبنا جراء مواصلة هذا المدرب لعمله مع المنتخب في المرحلة الماضية. فلايزال المدرب تايلور وللأسف الشديد لم يستقر على التشكيلة الرئيسة، والتي تعتبر في هذه المرحلة من الإعداد مهمة جداً، خصوصاً وأن هذه الفترة تحتاج لتحديد التشكيلة التي يجب أن يعمل معها بدلاً من تجربة اللاعبين». وأضاف: «وفي هذا المقام أحمل الاتحاد البحريني لكرة القدم المسؤولية في تراجع مستوى منتخبنا بهذه الصورة، الذي يشترك مع المدرب تايلور في الحال الذي وصل إليه منتخبنا الكروي المقبل على المشاركة في خليجي 21. فيجب أن تقدم إدارة الاتحاد استقالتها لعجزها التام اليوم عن اتخاذ القرار المناسب في مسألة تايلور، وعدم تحقيقها في فترة توليها النتائج المطلوبة للكرة البحرينية».
وواصل الزياني حديثه قائلاً: «وأفضل أن يكون المدرب البديل مدرباً وطنياً، وأن يعطى المساحة كالمدرب الأجنبي، بدلاً من جلب مدرب أجنبي لديه العذر الجاهز عندما يعجز عن تحقيق الحلم الخليجي. فالمدرب الوطني لا يقل شأناً عن المدرب تايلور ولا غيره، ومستعد أن يعمل بـ»بلاش» خدمة للبحرين والكرة البحرينية في خليجي 21. ومقولة إن المدرب البحريني «عاطفي» فهي في غير محلها، والمدرب الوطني لديه الإمكانية أن يحقق مع المنتخب الوطني الكأس الخليجية إذا ما تهيأت له الظروف المناسبة».
فوساتي حل مثالي
من جانبه قال المدرب الوطني والمحلل الرياضي خالد تاج: «لقد أخذ المدرب تايلور فرصته وأعتقد أنه استنفد جميع إمكاناته بسرعة على عكس أي من المدربين الآخرين. فعلى الرغم من تحقيقه مع المنتخب الميدالية الذهبية في لعبة كرة القدم في أولمبياد الخليج الأولى في البحرين أكتوبر 2011 وذهبية لعبة كرة القدم في دورة الألعاب العربية الـ12، إلا أن هذين الإنجازين لا يقارنان بكأس الخليج أو تصفيات كأس العالم أو كأس آسيا. فقد كان يواجه منتخبنا في تلك المسابقتين منتخبات أولمبية ومن فئة الشباب وأخرى رديفة». وأضاف: «وإذا ما تحدثنا عن الأمور الفنية، فعلى مـــــــــدار 6 شهــــــــور ماضيـــــــة كـــــان منتخبنا يعاني من الانحدار في المستوى على الرغم من أنه في طور التجديد الذي لا يتعدى 30% مع وجود العناصر السابقة في المنتخب، وكان المستوى الذي قدمه منتخبنا في بطولة كأس العرب مستوى كارثياً وبخاصة في مباراة اليمن.
وقد عانى منتخبنا من تخبطات تايلور في مسألة التوظيف الخاطئ للاعبين داخل أرضية الملعب وعدم استقراره على التشكيلة المناسبة، ناهيك عن غياب الأمور الفنية والتكتيكية، الأمر الذي أفقد المنتخب هيبته المعهودة والتي كان يعرفها الجميع ليس على مستوى المنطقة فحسب، وإنما على المستوى الآسيوي. فمنتخبنا اليوم أصبح لا يمكنه مجاراة أي منتخب في هذه الفترة، والدليل الوضع الفني المأساوي الذي وصل إليه الفريق».
وأوضح قائلاً: «وأرى أن إقالته المدرب تايلور أصبحت اليوم مطلباً مهماً، رغم الفترة الحرجة التي يعيشها المنتخب في مرحلة الإعداد لمشاركته المهمة في خليجي 21.
وأعتقد أن المدرب الأروغواياني جورج فوساتي حل مثالي في وضع المنتخب، لما يمتلكه المدرب من فكر كروي كبير. وإذا لم تخدم الميزانية اتحاد الكرة في جلب هذا المدرب فإن الخيارين المناسبين من وجهة نظري سيكونان البوسني كريسو والكرواتي ستريشكو لما يتمتع به كلا المدربين من فكر تكتيكي جيد يخدم الأحمر في للمرحلة المقبلة».
الإقالة مطلوبة
وقال المدرب الوطني محمد فهد الدوسري: «يعتبر حل الإقالة مطلوباً في هذه المرحلة، خصوصاً وأن مرحلة الإعداد للمنتخب تتطلب وجود مدرب يستطيع انتشال الأحمر من وضعه الفني السيئ لوضع يمكنه من تقديم الأفضل في مشاركته المهمة في خليجي 21. المدرب تايلور عجز اليوم في وضع التشكيلة المناسبة التي تساهم في استقرار المنتخب، كما إن التخبطات التي يقوم بها المدرب تايلور في اختيار العناصر واستغلال اللاعبين في غير مواقعهم الصحيحة داخل أرضية الملعب، كانت نتائجها عكسية على المنتخب في ظهور المنتخب بمستوى باهت، مما أدى لتراجع أسهمه وانحدار مستواه الفني». وأضاف: «وكما تابعنا في وسائل الإعلام المحلية أمس في أن اتحاد الكرة يقوم بتحركات لتغير المدرب وإسناد مهمة التدريب لأحد المدربين الأوروبيين بينهم الكرواتي ستريشكو فهي خطوة جيدة للتغير، ولكن هنا يجب أن نشدد على ضرورة التعاقد مع مدرب قد درب في منطقة الخليج أو إسناد المهمة لأحد المدربين الوطنيين ذوي الكفاءة، وذلك من أجل العمل على التغير في هذه الفترة القصيرة والوصول بالمنتخب لمرحلة جيدة من الاستعداد لخليجي 21».
أفضل الألماني شتيلكه
وأوضح المدرب الوطني صديق زويد أن المدرب تايلور يجب أن يرحل في هذه الفترة، بعد أن فقد توازنه وسيطرته على الفريق، وبالتالي فقد كذلك السيطرة على اللاعبين الذين افتقدوا للقدرة على تطبيق توصياته الفنية التي دائماً ما يلبث أن يغيرها، الأمر الذي تسبب بالضعف الدفاعي والهجومي للأحمر والذي تسبب في الظهور السيئ للفريق.
وقال زويد: «يجب أن يتخذ اتحاد الكرة قراره الرسمي بإقالة المدرب تايلور والبحث عن مدرب يجيد الأمور الفنية والتكتيكية، بدلاً من مدرب مغمور. ويجب أن يكون المدرب قد سبق له وأن عمل في منطقة الخليج.
وأرى أن يقوم اتحاد الكرة بالتعاقد مع المدرب الألماني شتيلكه الذي سبق وأن درب العربي والسيليه القطريي، فهذا المدرب يعتبر من المدربين الذين يمتلكون الفكر الكروي الحديث، ولديه الإمكانية والقدرة الفنية في العمل مع المنتخب وانتشاله من وضعه الحالي في هذه الفترة والدخول به في أجواء خليجي 21 بجاهزية أفضل من هذه الجاهزية التي عليها المنتخب في هذه الآونة». وأضاف: «وأعتقد أن تفكير اتحاد الكرة في التعاقد مع المدرب الكرواتي ستريشكو لن يخدم المنتخب في هذه المرحلة، على الرغم من أن المدرب ستريشكو يملك سيرة ذاتية جيدة، إلا أنه سيقع في نفس المشكلة التي وقع فيها المدرب التشيكي ميلان ماتشالا في الاعتماد على عناصر الخبرة، وعدم التجديد في المنتخب، خصوصا وأن المدرب ستريشكو سيعتمد على القناعات في عمله، والذي سيدله على اختيار عناصر الخبرة والاعتماد عليها بصورة كلية في البطولة الخليجية، وهذا ما لا نتطلع إليه، خصوصاً وأن المنتخبات الخليجية الأخرى ستكون خليطاً بين الشباب وعنصر الخبرة.
وأرى أيضاً أن اتحاد الكرة لو يفكر في التعاقد مع المدرب الأروغواياني فوساتي، سيكون موفقاً في هذا الاختيار لما يتمتع به هذا المدرب من إمكانات تدريبية عالية، ولديه الفن والتكتيك في التعامل مع المنتخبات والفرق الآسيوية».
هذه النتيجة
التي وصلنا لها
من جهته قال اللاعب الدولي السابق محمد جمعة بشير الملقب بـ»بولمعة الصغير»: «تأخر اتحاد الكرة في إقالة المدرب تايلور، خصوصاً وأن المنتخب الآن في موقف حرج، ففترة الإعداد الحالية جداً قصيرة لبطولة مهمة كدورة كأس الخليج. وعلى اتحاد الكرة أن يتحمل جزءاً من المسؤولية في هذا الأمر وفي هذا التقصير، عندما أعطى الصلاحية الكاملة للمدرب تايلور والذي بدوره نسيّ المهمة التي أتى من أجلها وهي تدريب المنتخب، وأصبح يهتم بالإعلام والصحافة وتجهيز الملاعب والأمور الإدارية».
وأضاف: «وبعد ما أصبح عليه المنتخب من وضع مأساوي يحسد عليه، بعد الهيبة التي كان يعيشها المنتخب في الفترة السابقة، فإن الشارع الرياضي البحريني وبالأخص الكروي غير متفائل بالمنتخب في مشاركته في خليجي 21.
وعلى اتحاد الكرة أن يضع في حسبانه أن أي مدرب سواء مدرباً وطنياً أو أجنبياً سيشرف على تدريب المنتخب لن تكون له الفرصة الكبيرة في تهيئة المنتخب بالصورة المطلوبة وفق الظروف الحالية التي يعيشها من تراجع العامل النفسي، البدني والفني. وأن الفترة ما بين 3-4 شهور لتهيئة المنتخب لن تكون كافية، في ظل عدم وجود دوري قوي وغياب المواهب الكروية وضعف في توفير المباريات الودية الدولية».
وواصل بشير حديثه قائلاً: «والمنتخب اليوم يغيب عنه الروح والقتالية والسبب هو افتقاد المنتخب للاعبين يكونون على قلب واحد، ناهيك عن المشاكل بين عدد من اللاعبين، والترسبات في المشاكل التي أحدثها بعض اللاعبين مع الجهاز الإداري والاختلافات الكثيرة التي أحدثها الجهاز الفني مع الجهاز الإداري، نتيجة غياب الحزم واتخاذ القرار من قبل اتحاد الكرة، كلها نتائج سلبية على المنتخب، يجب على اتحاد الكرة الالتفات لها وعلاجها في هذه الفترة مع الجهاز الفني الجديد قبل فوات الأوان».