كتب - حذيفة يوسف:
شيع آلاف المواطنين والمقيمين يتقدمهم وزير الداخلية ورئيس الأمن العام ومحافظ الجنوبية وكبار المسؤولين بوزارة الداخلية شهيد الواجب عمران أحمد الذي راح ضحية انفجار إرهابي في قرية العكر في موكب جنائزي مهيب عصر يوم أمس في مقبرة الحنينية بالرفاع. وأعرب المشيعون عن اعتزازهم وفخرهم بالشهيد الذي جسد التضحية والبطولة في سبيل أداء الواجب في تصديه لعناصر الإرهاب داعين الله عزل وجل أن يتغمد روحه بواسع رحمته وينزله منزلة الصديقين والأبرار، ويلهم أهله الصبر والسلوان. وأكد المشيعون، دور رجال الأمن وجهودهم في تحقيق الأمن والأمان لجميع الأهالي والمواطنين، رافعين شعارات “يسقط عيسى قاسم” ومودعيه بالتكبير والتهليل.
وحمل وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة نعش الشهيد إلى جانب جموع المشيعين، ليكون الأول بعدها في وضع التراب على قبر عمران، وذلك إلى جانب رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن.
التحريض هو السبب
وقال رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن إن: “مقتل عمران أحمد جاء نتيجة التحريض والتحشيد الذي ينتهجه البعض، مشيراً إلى أنه ليس شهيد الواجب الأول الذي يذهب ضحية لذلك”.
وأكد في تصريح لـ«الوطن” بعد مشاركته في تشييع عمران إلى مثواه الأخير، أن “البحرين يجب أن تهدأ، ونتيجة التحريض سيئة على المملكة، مشدداً على أن رجال الأمن لن “يهدأ لهم بال” أو يرتاحوا حتى تسليم القتلة إلى العدالة”.
وأضاف أن “مسؤولية رجال الأمن، حفظ الأمن وهم في سبيل ذلك يواجهون الكثير من المخاطر التي لن تثبط عزمهم، مؤكداً الاستمرار في أداء الواجب على أكمل وجه في سبيل الله والوطن، وطالب المواطنين عدم الاستماع إلى الإشاعات الكثيرة عن مقتل عمران، نافياً علمه بمحتويات الجسم الغريب الذي أدى إلى مقتل عمران حتى الآن”.
وكان رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن قال إن أحد رجال الأمن استشهد صباح أمس متأثراً بإصابة تعرض لها أول أمس إثر عمل إرهابي مدبر استهدف دورية أمنية على أحد مداخل منطقة العكر الشرقي بالمحافظة الوسطى.
وأوضح اللواء طارق الحسن، في بيان له أمس، أنه أثناء قيام رجال الأمن بواجبهم بتأمين الطرقات وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة المذكورة مساء أول أمس قامت مجموعة من الإرهابيين بقذف الأسياخ الحديدية والقنابل الحارقة مع حدوث انفجار لقنبلة محلية الصنع أدت إلى تعرض 2 من رجال الأمن لإصابات بليغة نقلوا على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، إلا أن أحدهما توفي لاحقاً متأثراً بإصابته ومازالت حالة الآخر حرجة.
وأشار رئيس أمن العام إلى أن الأجهزة المختصة انتقلت على الفور إلى موقع الحادث لمعاينة مسرح الجريمة، وبدأت بمباشرة عمليات البحث والتحري للكشف عن مرتكبي هذا العمل الإرهابي للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة.
دموع والدته
وبدموع غزيرة ودعت أم عمران ابنها آخر العنقود في مأساتها الثانية بعد 3 أشهر على دفنها لأبنها الأكبر “إظهار” الذي توفي إثر حادث مروري بعد عودته من الواجب إثر انقلاب مركبة للشرطة بالقرب من دوار سافرة.
ولم تتحمل أم عمران منظر فلذة كبدها الذي انتقل إلى رحمة الباري شهيداً بإذن الله وفداء لوطنه، حيث راحت تناجي ربها بصوت عال على من كان السبب وراء مقتله، ومتمتمة بكلمات منها “يا رب قدمته إليك فتقبله” و«يا رب ارحمه يا أرحم الراحمين” محتسبة الأجر عند الله بابنها الذي ذهب ضحية الأعمال الإرهابية. أما والده، فلم يتمالك نفسه، واستطاع المشي على قدميه بمساعدة بعض أهله وأصدقائه، حيث هول الحدث جعله لايزال مندهشاً ولم يصدق أن ابنه الآخر قد انتقل إلى ربه شهيداً خلال أدائه للواجب المقدس. والمشهد ذاته تكرر بعد إلقاء أخواته وبقية ذويه النظرة الأخيرة على شهيد الواجب قبل تشييعه إلى مثواه الأخير، حيث لم تفارق الدموع محياهم في فقدانهم لأصغر إخوتهم، ولم تستطع جميع الكلمات التي تمتموا بها أن تعبر عن مشاعرهم الحزينة، وآلام الفراق الأخير.
في عمر الزهور
وعلى الرغم من حزن أصدقائه العميق والدموع المنهمرة بفقدانهم لشهيد الواجب، إلا أن صديق طفولته وجاره الشاب أحمد استطاع تمالك نفسه ليحدث “الوطن” عن عمران والذي قال: “إنه كان المميز بين أصدقائه وأقرانه”، مضيفاً أن عمران صديقه منذ الطفولة، حيث درسا سوياً في المدرسة الباكستانية حتى بلوغهم المرحلة الثانوية، لينتقل عمران إلى صفوف القوات الخاصة بعد إنهائه دراسة الأول ثانوي، وأشار إلى أنه كان سيتم عامه الـ20 في الـ19 من نوفمبر المقبل إلا أن القدر أخذه قبل شهر من ذلك”. وأشار أحمد إلى أن “عمران كان معهم منذ يومين قبل خروجه إلى الواجب، حيث أعد مفاجأة لأحد أصدقائه بمناسبة “عيد ميلاده”، مؤكداً أن تلك هي عادة الشهيد قبل وفاته حيث يحب إدخال الفرح والسرور على أهله وجيرانه”.
وأكد أن “عمران، الذي يعتبر آخر العنقود لدى أهله يمتلك 4 أخوات، وأخاً توفي في حادث مروري أثناء عودته هو الآخر من الواجب، وذلك إثر انقلاب مركبتهم بالقرب من دوار سافرة”.
وشدد على أن “عمران لم يترك صلاته يوماً، وكان باراً بوالديه، لطيفاً بين أصدقائه وجيرانه، ولم يؤذ أحداً منهم على الإطلاق، ولم يكن يحب “المشاكل” أو “الهوشات”، موضحاً أنه على قدر عال من الثقافة والوعي والإدراك”.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}