أعلنت شركة كاسبرسكي المتخصصة بالحلول الأمنية يوم الثلاثاء الماضي أنها تعمل على تطوير نظام تشغيل جديد بالكامل يركّز بشكل أساسي على موضوع الحماية من الهجمات الإلكترونية بمختلف أنواعها. وذكر الرئيس التنفيذي للشركة “يوجين كاسبرسكي” أن الشركة تقوم حالياً بتطوير نظام تشغيل يكفل حماية أنظمة التحكم الصناعي المعتمدة في مختلف الصناعات والبنى التحتية.
وذكر كاسبرسكي أن الشركات النموذجية تولي سلامة وسرية البيانات الخاصة بها اهتماماً بالغاً, بينما يبدو أن الشركات الصناعية كمحطات الطاقة النووية ومرافق النقل وغيرها تركز على أمور أخرى مختلفة، حيث أن أولويتهم القصوى تتمثل في الحفاظ على استمرارية العمل.
وبشكل عام يبدو أن اهتمام الشركات الصناعية في الدرجة الأولى باستمرارية الإنتاج دون انقطاع يشكل سبباً رئيسياً في قلة اهتمامها بحماية بياناتها وضمان سلامتها، وقد لا تلقي بالاً لمتابعة التحديثات الخاصة بالبرمجيات التي تستخدمها في عملها.
وأضاف كاسبرسكي أنه من المفترض إعادة بناء جميع البرمجيات المستخدمة في كافة المجالات من أجل تحري واكتشاف الأجيال الجديدة من البرمجيات الخبيثة لتوفير الحماية منها بكافة الوسائل الممكنة، وحتى لو اقتضى الأمر مضاعفة الجهود وزيادة في التكاليف، ولكن مع ذلك لا يمكن ضمان استقرار عمل الأنظمة المختلفة بشكل كامل.
ويُعتبر الهدف الأساسي لشركة كاسبرسكي هو بناء نظام تشغيل آمن ويمكنه تشغيل البرمجيات المختلفة التي تهم المستخدمين، والذي يمكن بناؤه ضمن بنية تحكم موجودة مسبقاً في الأنظمة السليمة المستخدمة بما يضمن الحفاظ على البيانات في عمل تلك الأنظمة.
ويذكر أن نظام التشغيل الجديد الذي تقوم بتطويره كاسبرسكي سيركزعلى فئة معينة ولن يكون بالإمكان تشغيل أي برمجيات طرف ثالث من خلاله، حيث أنه لن يعتمد في بنائه على أية تعليمات برمجية موجودة مسبقأ وإنما سيتم إنشاؤه بالكامل من الصفر.
ولم تدل الشركة بتفاصيل أكثر حول الميزات التي سيقدمها نظام التشغيل الجديد، ويبدو أنها ستعتمد على الغموض من أجل الحفاظ على سرية خططها المستقبلية. ومن الصعب تقييم خطة كهذه قبل الإفصاح عن أية تفاصيل حتى لو كانت ميزات بسيطة.
وعلى أي حال يبدو مما سبق ذكره أن كاسبرسكي لا تركز فقط في نظام التشغيل الجديد على العاملين في القطاع الصناعي, وإنما تستهدف أيضاً فئة المستخدمين الآخرين الراغبين بالحصول على حماية أكبر من خلال نظام تشغيل آخر غير ويندوز.
ويأتي نظام كاسبرسكي الجديد كنوع من الحماية المضاعفة بعد أن ظهرت في الفترة الأخيرة مجموعة جديدة من البرمجيات الخبيثة شديدة الخطورة أقلقت الكثيرين، لا سيما الدودة البرمجية التي تدعى Stuxnet والتي تم اكتشافها في وقت سابق من عام 2010. وتلاحقت بعدها الكثير من البرمجيات الخبيثة مثل Duqu و Flame و Wiper والكثير غيرها من الفيروسات التي يبدو أن معظمها كان يستهدف المؤسسات الكبيرة والمنشآت الصناعية والعلمية بشكل خاص.