كتب ـ حذيفة يوسف:
قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب، إنه لا توجد استراتيجية إعلامية واضحة في المملكة”، مضيفة أن «التلفزيون الرسمي دون رؤية ولا مراسلين لـ«بنا” بالخارج”.
ووجهت سميرة رجب نقداً للإعلام الحكومي الرسمي، وبيّنت “تلفزيون البحرين يفتقر للمعرفة وعمله ليس من صلاحيات وزير شؤون الإعلام”.
ونبّهت خلال حديثها بمجلس الدوي بالمحرق السبت الماضي، إلى أن الإعلام البحريني بحاجة لعقلية جديدة، وقالت “لو تسلمت التلفزيون لغيرته جذرياً”.
واتهمت رجب وسائل الإعلام البحرينية بعدم امتلاكها قدرة تشكيل رأي عام يوازي متطلبات الدولة، وأضافت “لدى الوزارة خطة لتطوير الإعلام تحتاج لـ«عقليات” تتقبلها لترى النور”.
وقالت إن البحرين تفتقد لاستراتيجية وسياسة إعلامية، لافتة إلى أن معظم دول العالم تعتمد على سياسة إعلامية واضحة داخلية وخارجية.
وأضافت أن العرب ما زالوا دون تصور حقيقي عن ماهية الإعلام، مشيرة إلى أن “من يملك المعلومة يملك العالم” وهو ما يجب أن يدركه العرب والبحرينيون.
ونبهت إلى أن البحرين تفتقر لمؤسسات صلبة لتكوين الصحافيين، إضافة إلى عدم وجود معاهد أو كليات إعلام أو مؤسسات أكاديمية وتدريبية حقيقية تُخرّج كوادر صحافية رائدة ومتخصصة.
وأوضحت أن المملكة لا تملك أي “سلاح” إعلامي خارجي، ووكالة الأنباء الرسمية ليس لديها مكاتب أو مراسلين في الخارج تنقل من خلالهم المعلومات.
وأكدت أن سفارات البحرين في الخارج تكاد لا يوجد فيها ملحق إعلامي واحد يمثلها لدى وسائل الإعلام على عكس جميع السفارات والممثليات الدبلوماسية في العالم بشكل عام، داعية إلى ضرورة عدم إلقاء اللوم على وسائل الإعلام في الهجمات الإعلامية على المملكة نظراً لعدم وجود صوت مدافع عنها في الخارج.
وبينت أن تلفزيون البحرين لا يملك استراتيجية أو عقلية أو حساً إعلامياً، مشيرة إلى أن الإعلام تخصُّص وكتلة معرفة يفتقدها التلفزيون، موضحة أن عمله ليس من صلاحيات وزير الدولة لشؤون الإعلام.
وأضافت أن تلفزيون البحرين لا يملك الرؤية حتى من خلال برامجه المقدمة، وأن المتابع لبرامجه لا يعرف الهدف منها أو من ورائها، وقالت إن الإعلام بحاجة لعقلية جديدة، و«لو تسلمت التلفزيون لغيرته جذرياً”.
ونبهت إلى أن خطورة الإعلام تكمن في تأثيره على المجتمع بشكل عام، مبينة أنه “ليست لدى وسائل الإعلام البحرينية قدرة تشكيل رأي عام يوازي متطلبات كل دولة”.
ولفتت رجب إلى وجود خطة إعلامية موضوعة على الورق من قبل فريق مختص في وزارة شؤون الإعلام، آملة أن ترى الخطة النور قريباً، ما يحتاج إلى “عقليات” تتقبل الخطة حسب تعبيرها.
وبينت الوزيرة أن السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية لا يمارسون الإعلام العصري، وهم بحاجة إليه ليكون سلاحاً يعطيهم القوة.
وقالت “منذ تعييني عملت على الأخذ بمرئيات جميع الأطراف المعنية بقانون الإعلام والاتصال الجديد من مجلسي الشورى والنواب، وجمعية الصحافيين ومختلف الأسانيد الدولية لقوانين الإعلام، وتم اقتراح مشروع قانون عصري يوفق بين جميع الحريات والضمانات الكافية للصحافين والإعلاميين لممارسة مهنتهم، ويضمن للدولة تنظيم المحتوى الإعلامي بما يتماشى والمصلحة الوطنية العليا، وسيطرح على مجلس النواب قريباً”.
وأكدت أن النصوص التشريعية الناظمة للإعلام في البحرين “قديمة” في مجال الصحافة والإعلام، وأنه لم يصدر حتى الآن قانون يتحدث عن الاتصال والوسائل الحديثة حيث لازال يتكلم عن الصحافة، مشيرة إلى أن القانون لا يتماشى مع العهد الإصلاحي لجلالة الملك المفدى والتطورات التكنولجية الحديثة.
وكشفت رجب عن وجود مشكلة في التواصل بين الوزارات والأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام، داعية كل المسؤولين إلى التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ضمن خطاب إعلامي موحد يضمن للدولة وصول صوتها خارجياً.
ودعت إلى أن يكون لكل جهاز في الدولة متحدث رسمي يلم بالملفات الخاصة بدائرته، يضمن التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة مهما كان شكلها، مشيرة إلى أن تلك الوسائل “تلهث” وراء المعلومة حتى وإن كانت غير دقيقة، ما بدا جلياً خلال الأزمة الماضية.
وأوضحت أن المتحدث الرسمي باسم الوزارات هو جهاز متكامل يرصد جميع المعلومات الواردة والصادرة من الوزارة، ويتفاعل يومياً معهم و«البيانات الخشبية المتعارف عليها ليست ذات جدوى”.
ودللت على الفروقات بين العلاقات العامة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، مبينة أن “التخلف الفكري الإعلامي” أدى إلى المزج بين مهمة الجهازين.
ولفتت إلى أن الشارع البحريني هو من يملك قدرة تقييم كتاب الأعمدة والرأي، ورفعهم إلى مستويات عالية أو إنزالهم، من خلال القراءات والانتقادات، وقالت “الخسارة الكبيرة هي في عدم وجود إعلام شعبي حقيقي، والجميع يهب للدفاع عن البحرين ولكن إنجازاته بسيطة كونهم لا يملكون الكادر المؤهل فعلياً”.
وأوضحت أن وزارة شؤون الإعلام لديها صلاحيات محددة وهي تأخذ المزيد من الصلاحيات “شيئاً فشئياً”، في سبيل تطوير الإعلام بشكل أكثر فاعلية.
وأضافت أن وسائل الإعلام لم تعد مقتصرة على التلفاز والراديو وإنما تشمل وسائل الاتصال، وجميعها تدخل في منظومة إعلامية تعتبر المحرك الأساس لتطور الشعوب ومن خلالها يتم الاتصال بباقي العالم.
وأوضحت أن وسائل الإعلام تصنع الأخبار وتبثها في المجتمع، وتساهم بشكل كبير في تشكيل الرأي العام، حيث “تجدول الاهتمامات لدى الشارع، مبينة أن الإعلام إما حكومي أو شبه حكومي أو خاص.
وأشارت إلى أن 3 وكالات عالمية هي من تهيمن على نشر الأخبار، بالإضافة إلى كون منظومة الإنترنت مسجلة رسمياً لدى وزارة التجارة الأمريكية، ما يحدد جهات نقل المعلومات.
وشددت على أن المواطن ينشر من خلال وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي ما يحلو له من أخبار سواء كانت صحيحة أو زائفة أو حتى مغرضة، مؤكدة أن اهتمام الشارع أصبح بأصداء الخبر أو المقال والتعليقات عليه أكثر من الموضوع نفسه.
ونبهت رجب إلى أن قطاع الصحافة المطبوعة في المملكة شهد خلال السنوات الـ10 الأخيرة تراجعاً كبيراً من الناحية الاقتصادية، كنتيجة بديهية لتوفر الإعلام والأخبار بصورة مجانية على الإنترنت، داعية الدولة للتفكير جدياً في دعم المؤسسات الإعلامية.
وقالت إن تدمير البلدان في الوقت الحالي أصبح سهلاً في حال توفر منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والاتصال، حيث لا تنطلق الطائرات الحربية إلا بعد الهجمات الإعلامية.
وأوضحت أن التجارب بينت أن لا فوز في أي حرب أو انتصار لقضية دون وجود الإعلام القوي، مشيرة إلى أنه في عهد هتلر كان لـ«وزير الدعاية” الألماني غوبلز مكانة أهم من وزير الحرب، إضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع تمرير غزو العراق الأول والثاني دون تغطية إعلامية لـ«السي إن إن”، وانهيار الاتحاد السوفيتي جاء نتيجة لهجمات إعلامية.
وأضافت أن الـ«بي بي سي” وغيرها من القنوات التلفزيونية لا تريد الخطاب التلقيني وهو ما يفتقده البحرينيون في خطاباتهم ومداخلاتهم عبر تلك القنوات، مبينة أن هناك مشكلة في إعلام الدولة الخارجي وفي المتواصلين معه.
وقالت إن دعم الكوادر الإعلامية أمر مهم للحفاظ على استقلاليتهم في أداء مهامهم، مشيرة إلى أن دور الصحافي محوري للمساعدة في حفظ أمان المجتمع.
ولفتت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبق وسائل الإعلام المعروفة والتقليدية، محذرة أنها تسهم في تسهيل نشر المعلومات إلا أنها قد تكون سلاحاً خطيراً لدى “بعض النفوس البغيضة” أو من يعمل لحساب أجندات سياسية معينة لنشر الادعاءات والبلبلة.
وأكدت أن البحرين “أمانة” في رقبة جميع البحرينيين مهما اختلفوا في الرأي، ويجب حمايتها بجميع الوسائل، مبينة أن “التاريخ لن يرحم من قصر بأداء واجبه”.