كتب ـ المحرر الثقافي:
تزخر حياة الأمم والشعوب بمواقف وشخصيات يقف التاريخ أمامها مسجلاً بفخر واعتزاز إنجازاتها المحققة خلال مراحل كفاحها المستمر لرفعة الوطن وازدهاره، ومن هذه الشخصيات القليلة في العالم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.
يرسم الفنان البحريني محمد عبد الشافي البنا ابن الرفاع بالريشة والألوان لوحته الفنية الإبداعية التاريخية التراثية الجديدة لسمو رئيس الوزراء بمناسبة تكريمه مؤخراً بدرع الاتحاد الأفريقي.
البيانات العامة
يقول الفنان عبدالشافي عن فكرة العمل إنها “حديثة وفريدة لم يسبقني إليها أحد في البحرين بصفة عامة وفي القيادة الرشيدة بصفة خاصة، وأطلقت على العمل اسم خليفة مجد الوطن وأغلى الرجال، ثم خليفة قصة نجاح من مراحل كفاح”.
وأرجع أهمية العمل إلى أنها لوحة وثائقية تاريخية تسجل تاريخ الأمير المشرف ومناصب تولاها وأوسمة حازها، ولمحة عن أقواله وأولاده وصفاته.
ولفت إلى أن العمل نُفّذ من الخطوط العربية الكلاسيكية والتشكيلية فقط، دون وجود أي عنصر رسم في اللوحة، مضيفاً “استخدمت في العمل خط النسخ والرقعة والفارسي والديواني والثلث والحر، وكتبت اسم سموه في اللوحة 325 مرة، وأظهرت كتابة الاسم ملامح وجهه عبر الاستعانة بعدد من المراجع والكتب المتخصصة في تاريخ البحرين، وتصل عدد كلمات اللوحة إلى1250 كلمة تقريباً”.
مناصب وإنجازات
ويتحدث الفنان عبدالشافي عن الجزء الأول من اللوحة فيقول “يشمل الكتابة النصية: صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان بن حمد بن عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة آل خليفة، لشعب البحرين الوفي المحب لقيادته، ولد سموه في يوم الأحد الموافق الرابع والعشرين من شهر نوفمبر لعام ألف وتسعمائة وخمس وثلاثين ميلادية”.
وأضاف أن سموه تولى مناصب مهمة “نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مساعداً في ديوان والده الحاكم، ثم عضواً في لجنة بحث مشكلة الإيجارات، وعضواً في مجلس المعارف، ثم رئيساً لمجلس المعارف، وعضواً في لجنة الكهرباء، وعضواً في اللجنة المكلفة ببحث شؤون موظفي الحكومة، وقائماً بأعمال سكرتير حكومة البحرين ورئيساً لمالية الحكومة، ثم رئيساً لمجلس الري ورئيساً لبلدية المنامة ورئيساً لمجلس النقد ثم رئيساً لمجلس استئناف قضايا الهجرة والإقامة للأجانب ورئيساً للمجلس الإداري ورئيساً لمجلس الدولة ورئيساً لمجلس الدفاع الأعلى ورئيساً للمجلس الأعلى للنفط ورئيساً لمجلس الخدمة المدنية ورئيساً للمجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية ثم رئيساً لمجلس الوزراء”.
لمحة عن خطاباته
ويواصل الفنان عبدالشافي حديثه عن الجزء الثاني من اللوحة ويحتوي على أقوال سمو رئيس الوزراء ومنها “وطننا صغير بمساحته كبير بطموحاته، لا يمكن أن نركض من دون أن نتعلم المشي ولا يمكن أن نمشي قبل أن نقف، إن الدول لا يقاس ثراؤها بقدر ما تملك من إمكانات مادية، ولكن بقدر ما تملك من ثروة بشرية”.
ويضيف محدداً اللوحة نقلاً عن رئيس الوزراء “ابن البحرين أغلى وأثمن ثروة نعتز بها جميعاً، من هنا كان تركيزنا على الحفاظ عليها وحمايتها وإنمائها، ديمقراطيتنا مستقاة من قيمنا وحضارتنا وأصالة مجتمعنا ويجب ألا نستورد ثوباً لا يناسبنا، طموحاتي من أجل الوطن بلا حدود، والتحدي الذي أحبه هو مواجهة الصعاب في سبيل الوطن”.
ويقول رئيس الوزراء “ إن البحرين تتطلع إلى المستقبل بمزيد من الثقة والتفاؤل، لأننا أقمنا الأسس السليمة للدولة العصرية التي تواكب أنظمتها التطورات والتحديات الحضارية المتلاحقة، وأن أهم هذه الأسس هي الإنسان البحريني المتزود بعلمه ووعيه وقدرته على استيعاب الحضارة الحديثة، واحتفاظه في الوقت نفسه بقيمه وعاداته وتقاليده”. ويتابع “إن الإنسان البحريني الواعي والمثقف هو ثروتنا الحقيقية، وهو رأس المال الذي لا نفرط فيه ونعمل على تنميته، وعبر هذا الإنسان نواصل مسيرة بناء وطننا ونحافظ على كل منجزاتنا، البحرين غنية بإنسانها وشبابها، ولذلك لابد أن نعني أشد العناية بالشباب نعلمه تاريخه البعيد والحديث ونضالات رجاله وقادته من أجل الحفاظ على البحرين”.
ويردف “نحن نعتز اعتزازاً كبيراً بتكاتف ووعي أبناء البحرين الذين شرفوا وطنهم في مختلف المحافل الخليجية والعربية والدولية، واستطاعوا أن يحملوا اسم البحرين عالياً بحيث لم تستطع تلك الجماعات المغرضة أن تنال منه، يعكس ذلك حصول البحرين على المرتبة الأولى على جميع الدول العربية في برامج التطور الاجتماعي والاقتصادي والصحي والتنمية البشرية، التقدم الكبير والنهضة التنموية الشاملة التي تشهدها البحرين، والاهتمام المتزايد بالقضايا التنموية وبالمواطن البحريني يشكل الركيزة الأساسية لكل الأهداف والبرامج التنموية، المكانة الدولية المرموقة التي باتت تتمتع بها البحرين على صعيد المجالات التنموية، ومنها مجال التنمية البشرية وفق قياسات وتقديرات منظمة الأمم المتحدة، تعكس جهود أبناء الوطن، والاهتمام الذي توليه الدولة من أجل إقامة مجتمع حديث، يتمتع فيه المواطن بأرقى مستويات العيش الكريم”. ويقول “إن قوتنا وتفاؤلنا بالمستقبل نستمدهما من قوة شعبنا وحضارته ورقيه، وتلاحمنا جميعاً صفاً واحداً لبذل كل الجهد في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد، إننا نفخر بما تحقق على أرض الواقع من منجزات وأعمال، لكننا نؤمن أنه بالإمكان أن يكون الغد أفضل من اليوم بتوفيق من المولى سبحانه وتعالى، وبفضل إخلاص وعطاء أبناء هذا الوطن الأوفياء الذين أثبتت التجارب عمق انتمائهم لبلادهم وتفانيهم في العمل وأداء الواجب، وإيمانهم بأن الوطن مسؤولية الجميع، وأننا جميعاً شركاء في تحمل المسؤولية كل في موقعه لرفع اسم البحرين عالياً”. ويضيف “ينبغي العمل على تسجيل تاريخ البحرين وتوثيقه لكي يسهل الرجوع إليه، ولكي يتعرف شباب اليوم على ماضيهم، وكيف كانت حياة آبائهم وأجدادهم، وكيف كانت علاقات البحرين بجيرانها، البحرين واجهت على امتداد تاريخها الطويل مطالبات وادعاءات ظالمة على أراضيها، غير أنها تصدت لكل هذه الادعاءات الباطلة بالحزم والعزم ووحدة الشعب والتفافه حول قيادته، وهو ما كان له أثره في إزهاق الباطل، ودحض المزاعم الباطلة، فكان النصر في كل الأحوال حليف البحرين، وكان الحق معها دائماً، وكانت ثقتها وعدالة موقفها طريقاً إلى الفوز والنجاح في كل ما واجهته من أطماع توسعية”.
ويواصل رئيس الوزراء “إننا لنعتز عميق الاعتزاز بالتفاف الشعب حول قيادته، هذا الالتفاف الرائع الذي يمنحنا بعون الله وفضله الثقة الكاملة في تحقيق أحلامنا، وتحويل كل أمانينا إلى واقع ملموس بقيادة جلالة الملك، وبدعم من حكومته وشعبه تحقيقاً لما فيه خير الوطن والمواطن، إن على الجميع أن يعملوا من أجل مصلحة وطنهم وشعبهم، فللمواطن مكانة خاصة وأن مصلحته فوق كل الاعتبارات، وبالتالي فإن هذه المصلحة تترجم من خلال العمل المسؤول الذي من شأنه أن يعزز هذه المصالح وينميها نحو الأفضل”.
ويلفت إلى أن “الاختلاف في الرأي أمر مقبول وطبيعي ولكن ما لا يجوز الاختلاف عليه هو مصالح البحرين والوحدة الوطنية، إن شعب البحرين أثبت أهليته لتحمل المسؤولية الوطنية والتصدي لكل ما من شأنه أن يؤثر على مسيرة التنمية وهو ما كان ليقدر على ذلك لولا تمسكه بالوحدة الوطنية وإيمانه بأواصر العائلة الواحدة التي تربط بين جميع أبنائه، ومع ذلك فنحن لا ندعي الكمال فهناك من يخالف أو يتجاوز وعلينا أن نصحح ذلك ولا نجعله يؤثر في مسيرتنا الوطنية”.
جوائز وشهادات
وقال عبدالشافي إن سمو الأمير فاز بعدد كبير من الجوائز والأوسمة ذكر منها على سبيل المثال لا الحصر وسام الرافدين من الدرجة الأولى من العراق، ووسام الأرز من الدرجة الأولى من لبنان، ووشاح قائد من الدرجة الأولى من وسام داينبرج الدنمرك، ثم وسام القلادة الخليفية وهو أعلى وسام استحقاق في الدولة من أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ووسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى من الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وحاز سموه وسام النهضة المرصع عالي الشأن من ملك الأردن، ووسام القائد الأعلى للدفاع عن الأقاليم من ملك مملكة ماليزيا ثم درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ووسام سكوتنا من رئيسة الفلبين غلوريا ماكاباغال أرويو والزمالة الفخرية للكلية الملكية للجراحين الأيرلنديين، ووسام الفارس ذي الدرجة الأعلى من مملكة تايلاند ثم وسام جوقة الشرق الرفيع من رئيس جمهورية فرنسا، والدكتوراه الفخرية من جامعة أنديرا غاندي بالهند، ووسام الحملة الكبرى للوسام العلوي من ملك المغرب، ثم منح سموه أعلى وسام فلبيني ومنح أيضاً قلادة الملك عبد العزيز أعلى وسام سعودي.
الصفات النبيلة
ويقول الفنان عبد الشافي عن الجزء الأخير من العمل إنه يحتوي على الكتابة النصية التالية “خليفة الخير خليفة العطاء خليفة الأمل خليفة العمل خليفة الماضي خليفة الحاضر خليفة المستقبل خليفة التقدم خليفة الازدهار خليفة التنمية خليفة العمران خليفة الحضارة خليفة الثقافة خليفة التراث خليفة التفوق خليفة الجوائز خليفة الأوسمة خليفة الشجاعة خليفة البطولة خليفة العلم خليفة الكرم خليفة العز خليفة الشرف خليفة الفضيلة خليفة العبقرية خليفة الحكمة”.
وأضاف أن هناك جوائز تحمل اسمه مثل جائزة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة للتفوق الصناعي، ثم جائزة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة للتميز في الأداء التعليمي، وسمو الأمير له من الأبناء 4 هم الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، والشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، والشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار رئيس الوزراء، ثم الشيخة لولوه بنت خليفة آل خليفة، وهناك أماكن سميت باسمه مثل شارع الشيخ خليفة بن سلمان وميناء الشيخ خليفة بن سلمان ومنتزه الشيخ خليفة بن سلمان وجسر الشيخ خليفة بن سلمان ومعهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا ثم حديقة خليفة الكبرى.
مراجع اللوحة
وتحدث الفنان عبدالشافي عن الكتب والمراجع التي استمد منها معلومات اللوحة، مضيفاً أن “الكتب والمراجع التي تحدثت عن تاريخ وإنجازات صاحب السمو الملكي كثيرة ومتعددة لا يمكن حصرها ولكني استعنت ببعضها ومنها خليفة بن سلمان رجل وقيام دولة للمؤلف الباحث توفيق الحمد - عدد الصفحات 353 صفحة - سنة النشر 1996 ثم كتاب الشقيقان والسنوات الصعبة للمؤلف الباحث توفيق الحمد - عدد الصفحات 553 صفحة - سنة النشر 2000 وكتاب نصف قرن من العطاء للمؤلف الباحث توفيق الحمد سنة النشر 2002 ثم كتاب تاريخ آل خليفة في البحرين تأليف الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة طبعة عام 2005 وكتاب من أجل البحرين صدر بمناسبة إقامة معرض اللوحات الزيتية الخاصة بسموه ويتحدث عن حياة سموه من خلال اللوحات الزيتية صدر في نوفمبر 2000 وكتاب موسوعة تاريخ الخليج العربي تأليف مصطفى بدر طبعة عام 2009 وأيضاً كتاب أحداث مثيرة في تاريخ الخليج العربي تأليف مصطفى بدر طبعة عام 2010 ثم كتاب البحرين التاريخ والحاضر والمستقبل تأليف خالد بن محمد القاسمي ووجيه جميل البعيني من موسوعة التاريخ والحضارة الخليجية الجزء الرابع الناشر المكتب الجامعي الحديث الأزاريطة بالإسكندرية عام 1999 وكتاب خليفة بن سلمان قيادة متميزة صدر بمناسبة انعقاد المؤتمر والمعرض السنوي الثالث للجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية في البحرين يونيو 1997 ثم كتاب المواد الاجتماعية كتاب مدرسي تأليف خبراء مؤسسة جيوبروجكتس وفريق من اختصاصي المناهج بالوزارة عام 2002 وكذلك السيرة الذاتية لسموه من على الموقع الخاص بسموه على الإنترنت ثم المرجعية العامة لثقافة الفنان الشخصية الخلفية الثقافية واستمد منها كثير من المعلومات”.