دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر المجتمع الدولي إلى العمل من أجل ترسيخ أسس نظام أممي أكثر استقرارًا لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وقال سموه "إن ذلك من شأنه أن يساهم في التصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار العالم، ويحقق المصالح الإنسانية المشتركة لجميع الشعوب".
وأكد سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة يوم الأمم المتحدة الذي يصادف يوم غد "الأربعاء"، أن التعاون الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة، شكّل على مدى ما يزيد عن ستة عقود نقطة للتقارب والتوحد تجاه أهداف سامية غايتها خدمة البشرية بروح العمل الجماعي، وهو ما يتطلب من كافة الدول الدعم والمؤازرة من أجل حياة أفضل للإنسان في كل مكان.
وقال سموه "إن الاحتفال بيوم الأمم المتحدة يمثل فرصة للعالم لكي يُقيم مسيرة المنظمة الدولية في عصر اتصف بانقسام المجتمع الانساني بين معسكر ينعم بالرخاء، وآخر يعاني من البؤس والعوز، وهي إحدى مشاكل الإنسانية مما يهدد أمن واستقرار العالم".
وحث سموه المجتمع الدولي على أن يمد يد الإسهام أكثر مما يجب، وأن يعمل لتحقيق الإخاء الإنساني وبناء المستقبل المتسم بالازدهار والإفادة الذي نرجوه من أجل الأسرة الإنسانية.
وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر بمستوى التعاون القائم بين مملكة البحرين والأمم المتحدة، وما أثمر عنه ذلك التعاون من اتفاقيات من شأنها أن تسهم في توسيع مجالات الشراكة بين الجانبين.
وقال سموه "إن البحرين وبمؤازة من شعبها الوفي تعمل بكل الوسائل المتاحة من أجل ارتقاء مطرد وتقدم مزدهر، وتعمل بكل ما في وسعها بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بنصيب وافر من العطاء من أجل الوطن والمواطن".
وأضاف سموه أن البحرين تؤمن إيمانا راسخا بمبادىء الأمم المتحدة وتقيم علاقاتها الخارجية على هذا الأساس المتين وتعمل على توثيق عرى الصداقة مع كل الدول التي تؤمن بهذه المبادىء تحقيقًا للخير المجتمع الدولي.
ودعا سموه إلى العمل على مناقشة الإصلاحات الهيكلية المطلوبة في الأمم المتحدة، والتي من شأنها أن تزيد من فاعلية دورها المحوري على كافة الأصعدة.
وأكد سموه إن إعطاء الأمم المتحدة مزيدًا من القدرة على التحرك المبكر والسريع في مواجهة التحديات والتهديدات، هدف ينبغي أن تجتمع عليه إرادة المجتمع الدولي، حتى لا تقف المنظمة الدولية مكتوفة الأيدي، في بعض الحالات، عن تحقيق أهدافها السامية التي أنشئت من أجلها.
وأوضح سموه أن طبيعة المستجدات والمتغيرات التي يمر بها العالم زادت من إحساس العديد من الشعوب بضرورة إجراء مراجعة شاملة لمنظومة العمل الدولي وجعلها أكثر تمثيلا وتعبيرا عن إرادة المجتمع الدولي، وأكثر قدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة .
وأوضح سموه أن إرساء قواعد السلام العالمي الدائم والشامل يتطلب وجود رؤية دولية على وعي بأن مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية من جذورها يرتبط بإنشاء منظومة اقتصادية عالمية عمادها العدالة الاجتماعية، وهو ما يجب أن تتجه إليه أنظار العالم في الفترة المقبلة.
وأشار سموه إلى أن لمنظمة الأمم المتحدة رمزية خاصة اكتسبتها لكونها جاءت نتاج إدراك ووعي جماعي بأن البشرية لم تعد تحتمل تكرار ما عايشته من مآسي ودمار حصد أرواح الملايين، وأن هناك دائما طريق أخر يمكن أن يسلكه الجميع لحل خلافاتهم لكن دون خسائر هو طريق التعاون والتعمير والبناء.
ونوه سموه إلى أن إنجاز أهداف الألفية الإنمائية التي تبنتها منظمة الأمم المتحدة يمكن أن يكون الأساس المناسب الذي تنطلق منه المجتمعات في برامجها التنموية، لاسيما وأن هذه الأهداف تمثل خيارًا انسانيًا محوريًا في عالم اليوم الذي تطغى عليه الحروب والنزاعات.
وقال سموه "إن يوم الأمم المتحدة له مغزاه البعيد والمعبر، وتذكير المجتمع الدولي بما يعانيه من مشاكل بالغة الخطورة، وسبيل تأمين ما نصبو اليه جميعا لخير الإنسانية وفقا لقواعد وقانون أصول الحق ومبادىء العدالة، وتوفير أسباب الأمن والسلام في كل أجزاء العالم".
وفي ختام رسالته ، حيا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الجهود النبيلة التي تقوم بها منظمة الأمم الأمم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون، ووكالاتها المتخصصة في توطيد أواصر التعاون الدولي وتقويته على كافة الصعد، بالاضافة إلى دورها في تدعيم جهود الأمن الجماعي عبر مسيرة طويلة حققت فيها العديد من النجاحات.