أبرمت في مدينة حولون جنوب تل أبيب اتفاقية بين إدارة نادي ريال مدريد الإسباني ومركز الحكم المحلي بالكيان الصهيوني يقيم بموجبها النادي الملكي خمس مدارس لكرة القدم في بلدات يهودية وأخرى عربية بالداخل الفلسطيني، وستدشن المدارس في غضون الشهرين المقبلين، وسط تحفظ بعض الأوساط الفلسطينية.
وكان رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز قد زار في فبراير عام 2011 إسبانيا وحل ضيفا على نادي ريال مدريد، حيث أثمرت زيارته بتوقيع الاتفاقية التي تقضي بافتتاح خمس مدارس لكرة القدم في حولون، وديمونة بالنقب، ومدرسة يهودية عربية بالرملة، ومدرستين لفلسطينيي 48 ببلدة عرابة بالجليل وكفرقاسم بالمثلث.
وأبدت الفعاليات الفلسطينية الرياضية -رغم تباين المواقف حول مشروع الأكاديميات الرياضية لريال مدريد- تحفظها تجاه ما وصفته باستغلال بعض الأوساط الرياضية العالمية للقضية الفلسطينية وتحويل الملاعب إلى حلبات للتنافس السياسي وطرح الأجندة لتحقيق المآرب، ورغم ذلك رحبت بأي مبادرة رياضية واجتماعية عالمية وعربية تهدف للاستثمار في الإنسان الفلسطيني.
ورفض رئيس بلدية كفرقاسم نادر صرصور -الذي شارك في مراسيم توقيع الاتفاقية مع النادي الملكي- الادعاء بأن هذه الخطوة تحمل أبعادا سياسية أكثر منها رياضية، مؤكدا أنه يرحب بأي مبادرة ومشاريع عالمية للاستثمار في بلده وجميع مناطق أراضي 48، مشددا على أهمية مثل هذه المشاريع الرياضية والتربوية التي تساهم في صقل شخصية الأجيال الناشئة.
وأثنى في حديثه للجزيرة نت على مبادرة نادي ريال مدريد بافتتاح مدارس لكرة القدم، واعتبر تدشين مدرستين لفلسطينيي 48 بمثابة فخر واعتزاز وخطوة تساهم في توفير الأطر واكتشاف المواهب وتطوير الخامات الكروية والكوادر الرياضية بالمجتمع الفلسطيني بداخل الأراضي المحتلة بعيدا عن الواقع السياسي والسجال الدائر حول هذه المشاريع، لتكون المدارس الرياضية مقدمة لفرصة الانطلاق نحو النجومية العالمية.
بدوره، اعتبر محرر ملحق الرياضة في صحيفة القدس الفلسطينية منير الغول خطوة نادي ريال مدريد بافتتاح مدارس لكرة القدم بالكيان الصهيوني سياسية بامتياز حتى وإن خصص مدرستين لفلسطينيي 48، ولا سيما أن النادي وقع قبل أيام اتفاقا شبيها في مصر لافتتاح مدارس له بالقاهرة لإرضاء جمهوره بالعالم العربي وإسكات الأصوات المناهضة لمدارس النادي الملكي بالكيان الصهيوني.
وتساءل في حديثه للجزيرة نت عن مصير القرار الذي كان قد اتخذه نادي ريال مدريد بافتتاح سبع أكاديميات لكرة القدم له بالضفة الغربية وقطاع غزة، لافتا إلى أن القرار بقي مجرد حبر على ورق على الرغم من محاولات الأندية الرياضية العالمية التعامل مع الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية بذات المستوى منعا لتجيير أي موقف سياسي على حساب الطرف الآخر.
وأوضح أن الأندية الرياضية العالمية والإسبانية على وجه الخصوص تتعرض لضغوط من جهات أخرى غير رياضية بعدم تغليب طرف على آخر، مستذكرا الدعوة الرسمية التي وجهها نادي برشلونة لرئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب وللأسير المحرر -لاعب المنتخب الفلسطيني- محمود السرسك الذي رفض تلبية الدعوة بعد قبول نادي برشلونة طلب الجندي الصهيوني جلعاد شاليط حضور مباراة "الكلاسيكو".
من جانبه، انتقد المحلل الرياضي سعيد حسنين مشاريع الأندية الرياضية العالمية ومبادرات ريال مدريد وبرشلونة في كل ما يتعلق بالتعامل مع الكيان الصهيوني، مستهجنا الاتفاقية التي وقعها النادي الملكي مع جهات صهيونيه، حيث كان الأجدر بريال مدريد التعاطف مع الرياضة الفلسطينية ودعمها لا أن يعطي للمحتل هدية.
وشدد في حديثه للجزيرة نت على أن نادي ريال مدريد -بمشروعه هذا الذي تشتم منه رائحة سياسية- يساوي بين الضحية والجلاد، حيث كان الأجدى إذا ما قرر تدشين أكاديميات رياضية بالعالم العربي وبفلسطين أن لا يوازيها بافتتاح مدارس لكرة القدم بالبلدات اليهودية بالكيان الصهيوني.
وخلص إلى القول "يتم التعامل مع الشعب الفلسطيني على أنه سلعة كل يوظفها حسب أهدافه، وعليه يجب مناهضة هذه السياسة وإطلاق حملات دولية توعوية تكشف حقيقة ما يدمره الاحتلال يوميا، وبالتالي من يدعو شاليط لمباراة الكلاسيكو علينا مقاطعته للأبد، والمصير ذاته يجب أن يكون لمن يدشن مدارس لكرة القدم بالبلدات اليهودية بمسعى منه لتجميل صورة الكيان الصهيوني عالميا".