أصبحت سيارات التاكسي السوداء مهددة بالانقراض في لندن، رغم أنها سيارات التاكسي الأشهر في العالم، وذلك بعد أن انهارت أكبر شركة مشغلة لهذا النوع من السيارات وأصبحت عرضة للملاحقة القانونية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وانهارت شركة "مانغانيز برونز"، وهي أكبر مشغل لسيارات التاكسي في العاصمة البريطانية، بعد أن اضطرت لاستدعاء 400 من سياراتها بسبب عطل في مقود هذه السيارات، وهو العطل الذي قد يقود الشركة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى المحكمة، حيث يعتزم السائقون واتحادهم المهني مقاضاة الشركة بعد أن تبين أن الشركة قامت باستدعاء السيارات بعد أكثر من شهر على علمها بالعطل الفني الذي يهدد سلامة السائقين والركاب.
وقالت جريدة "الغارديان" البريطانية إن شركة "مانغانيز برونز" المدرجة في بورصة لندن ربما تخضع لتحقيق من سلطة الخدمات المالية لمعرفة إن كانت إدارة الشركة على علم مسبق بالأعطال في السيارات، وما إذا كانت قد أعلنت عن هذه الأعطال في وقت مناسب أم أنها تأخرت في ذلك.
كما تشير الصحيفة إلى أن اتحاد سائقي سيارات الأجرة في لندن يعتزم مقاضاة الشركة بسبب الخسائر المالية التي تكبدها السائقون نتيجة انهيارها.
وتم اكتشاف العطل الفني في مقود سيارات "مانغانيز برونز" بعد حادثين منفصلين، الأول في الثلاثين من سبتمبر الماضي، والثاني في الرابع من أكتوبر الحالي، إلا أن الشركة ورغم علمها بالأعطال واصلت بيع سياراتها للسائقين والتي يبلغ ثمن الواحدة منها 35 ألف جنيه إسترليني، فيما تم بيع آخر سيارة تاكسي سوداء قبل ساعات من قيام الشركة باستدعاء سياراتها الـ400.
وتسبب انهيار الشركة بفقدان 1500 سائق لأعمالهم بصورة مفاجئة، دون توفير أي ضمانات أو بدائل أو تأمينات لهم، فيما يهدد انهيار هذه الشركة بغياب تاكسي لندن الأسود التقليدي من شوارع وسط المدينة، وهو ما يمكن أن يؤثر في الشكل السياحي لمدينة لندن.
وتعتبر سيارات الأجرة التقليدية السوداء واحدة من أبرز المعالم التي تميز لندن عن غيرها، كما أنها تستقطب أعداداً كبيرة من السياح الذين يفضلون استخدام هذا النوع من السيارات التي يعود تصميمها الخارجي إلى القرن التاسع عشر، خاصة لأغراض التنقل في وسط لندن وبين أحيائها المزدحمة.