كتب : فهدالسيابي - شيماء خالد - دلال بوقيسطلبة إعلام في جامعة البحرين في لقاء دار مع رئيس قسم الإعلام والسياحة والفنون الدكتور عبد الناصر فتح الله يوم أمس بكلية الآداب في جامعة البحرين حول المشاكل والعواقب التي يعاني منها طلبة تخصص الإعلام المتعلقة بمشكلة التسجيل ونقص أعضاء هيئة التدريس. بدأت دراسة الإعلام في جامعة البحرين كبرنامج مبدئي في قسم الدراسات العامة في العام الجامعي 1997م إلى أنّ تم إنشاء قسم الإعلام والسياحة والفنون عام 1998-1999م. والذي أصبح يقدم برنامجي بكالوريوس في الإعلام والعلاقات العامة، وفي السياحة والفنادق إضافةً إلى مقررات اختيارية في الفنون. كما شهد العام الدراسي الجامعي 2001-2002م انطلاقة جديدة للقسم وتطويرات عدة على صعيد خططه وبرامجه الأكاديمية التي اعتمدت على مواكبة التطورات التكنولوجية وتفعيل الجانب العملي، خصوصاً بعد افتتاح مركز تسهيلات البحرين للإعلام في عام 2008م. وقد توّج القسم بإطلاق برنامج الماجستير في الإعلام بداية هذا العام الجاري.• ما هي الخطط المستقبلية لتطوير قسم الإعلام؟بسم الله الرحمن الرحيم.. الخطط المستقبلية لتطوير قسم الإعلام خطط طموحة، ولحد الآن مازلنا في تدبير الإرث الماضي، بمعنى أننا لم نضع بعد التصورات التطور الجديدة. تدبير الماضي جعل كل الاستحقاقات الاكاديمية تمضي بشكل سلس ومرن " استحقاقات امتحانات – استحقاقات تسجيل جديد "، فلحد الآن ما زلنا ندبر هذا الأمر بالنسبة للخطط المستقبلية. هناك تصوّر طموح لإعادة الاعتبار لهذا القسم، لجعلهِ قسماً رائداً على مستوى البحث الأكاديمي، على مستوى الأداء والمردود الأكاديمي على طلبته وعلى المستوى الإقليمي على الأقل. نحن لنا طموح وأعتقد أن هذا الطموح مشروع ونجسده في الميدان بخطط تساير هذا الطموح .• كثير من الدول العربية والغربية لديها كلية خاصة بلاعلام ولكن بجامعة البحرين هناك قسم مرتبط بالسياحة والفنون رغم أنهم مجالات متباعدة عن بعضهم البعض. . لماذا هو قسم وليس كلية ؟بكل صراحة حتى أكون نزيه معك ليس لدي جواب مقنع، فإذا حاولت أن أجد جواباً سيكون مصطنعاً، فبالتأكيد أن الذي وضع هذا التصنيف في البداية له مبرراته ولكنها لا تحضرني "أنا" الآن، كل ما يمكن أن نقوله هو أن العلاقة ممكن أن تكون علاقة " بين الإعلام والسياحة والفنون"، ولكن هذا العلاقة ستكون نوع من الاجتهاد لمحاولة ربط أشياء قد تبدو ظاهرياً بأنها غير مربوطة، القسم كما نعلم يعمل بشكل أساسي إعلام، السياحة ربما هو الحلقة المصاحبة الأضعف من الإعلام، والفنون أيضاً حلقة أضعف من السياحة ومن الإعلام، ولا شيء يمنع تطوير هذا الأمر لتحويله إلى كلية. مشروع تحويل القسم إلى كلية هو مشروع موجود تم التفكير فيه وحتى أن التفكير التفعيلي ميداني قد حصل في وقت من الأوقات، ولكن دخلنا إلى مسار آخر وهذا هو المسار الذي عطّل لحد ما هذا الأمر. أعتقد بأن تحويل قسم إلى كلية هي فكرةً مشروعة ويجب أن نعمل عليها في هذا المسار، خصوصاً بعد أن استقبل القسم واستقطب مجموعة من الطلبة الجدد تصل أعدادهم في حدود 700 طالب، و700 طالب في قسم! أعتقد أن يستحق أن تكون كلية.• كما نرى في الفصول التي مضت صعوبة في عملية التسجيل، لكن في الفترة الأخيرة طورّت الجامعة هذه العملية لتصبح أكثر سلاسة وسهولة على الطالب ما عدا طالب الإعلام فهم يعانون من عدم تواجد شعب شاغرة لموادهم الدراسية. . فما هو السبب في رايك ؟دعنا نتحدث عن الفصل الذي أنا مسئول عنهُ، فالفصول السابقة لا يمكنني أن أتحدث عنها، نحن نتحدث عن مسئوليتي الآن فأنا أجيبك أنه لأول مرة الطلبة يأخذون ستةَ مقررات وأنتم منهم، فهذا يجب أن نعتبره شيئاً إيجابياً بدل أن نتحدث أن هناك مشاكل ويوجد صعوبة وغير ذلك .• إذن نعتبر أن هذا الفصل بداية لحل مشكلة التسجيل ؟إن شـــــــــاء الله.• حسـناً، لماذا لا يتم تنزيل المواد تلقائياً من قبل عمادة القبول والتسجيل كما حدث في السابق" الفصل الأول" ؟ عمادة القبول والتسجيل تفتح الباب لتجميع الرغبات الطلبة فقط، أي لا يعتبر تسجيلا نهائياً، بعض الأحيان قد تصادف هذه الرغبات الشعب المفتوحة، فيتم التسجيل فيها، إنما فالحقيقة هذا ليس تسجيلاً نهائياً. نحن الآن بصدد جمع معلومات وبيانات تتعلق بالطلبة، نجمع البيانات ونحاول أن نوظف المعلومات الواردة علينا من تلك البيانات في اتجاه يخدم مصلحة الطالب، على أساس أن نيسّر له المسار لكي يجتازه بشكل سلس وبدون مشاكل، من الآن نحن نعمل على الفصل القادم.• وما هي الآليات التي تستخدمونها ؟نحن الآن بصدد تشخيص الوضع "معرفة الوضع أولاً"، بأرقام ومعطيات ثم بعد ذلك نضع الحلول المناسبة لهذا التشخيص، حينما تتضح لنا الأمور، مثلاً ثمة خصائص لبعض الطلبة فيما يتعلق بمقررات المستوى المئه أو المئتين، وهم مقبلين على التخصص أو أنهُ قد تخصص ولم يأخذ مقررات المستوى المئة و المئتين، هذا يجب أن نوجهه من خلال تفعيل دور المرشد الأكاديمي، أي أن نوجههُ لكي يسجل مقررات من هذا المستوى حتى ينهيها ويتفرغ بعد ذلك لتخصصه، أيضاً قد يتضح بأن هناك بعض المقررات تحتاج متطلبات سابقة فنوجه الطالب لكي يأخذها من الآن حتى لا يعرّض لمشاكل فيما بعد. من جهة أخرى، قمنا بفصل مجموعة من المقررات التي لها متطلبات سابقة تسهيلاً للطالب حتى يمكنهُ أن يسجل مقرراتهِ. بعض المقررات كان ارتباطها غير مبرر لحد كبير، وبالتالي أعدنا مراجعة هذه المتطلبات السابقة على أساس أن لا تكون عرقلة لتسجيل الطالب في المقررات التي يريدها. • ذكرت أن بعض الطلبة تخصصوا دون أن يجتازوا مقررات المئة والمئتين . . كيف ذلك؟ أليس هذا يعارض القوانين التي نصها القسم على طلبته؟هناك مجال للطالب أن يتخصص، وهو حامل مادة أو مادتين من مستوى المئة والمئتين، وهذا موجود وليس شيئاً جديداً، وأغلب الطلبة سجلوا على هذه الطريقة، سجلوا بتخصص الراغبين فيه، وبقى لهم مقرر أو مقررين من فئة المئة أو المئتين من الإعلام "MCM ". أما بالنسبة للمقررات الأخرى الإنجليزي والعربي وغيرهم.. فالمجال مفتوح أي أن يمكن للطالب التخصص حتى وإن لم يكمل مقررات المئة و المئتين ولكن شرط أن لا يتجاوز الاثنان من مقررات الإعلام، وهذا الأسلوب هو تسهيل للطالب فقط، إنما عليه أن يفهم أن أخذ المقررات المتبقية له مهم. فبالنسبة للبعض يكمل مقررات التخصص ويصل للسنة الرابعة، وينسى أن لازال متبقي لديه مواد من المئة والمئتين. لذلك هذا دور المرشد الأكاديمي، دور الطالب، ودور القسم أيضاً بأن يرشد الطالب لكي يأخذ هذه المقررات.• حدثنا عن مشكلة نقص هيئة التدريس وأسبابها .. إذ أن هناك ما يدور حول عدم تعيين مزيد من الأساتذة بسبب قلة كفاءتهم.. فما مدى صحة هذا الكلام ؟المسألة يمكن أن تعود إلى ظروف تاريخية سابقة، ففي السابق وتحديداً منذ سنتين بدأت عملية العودة من قبل بعض الاساتذة الغير بحرينيين الموجودين إلى مؤسساتهم السابقة، لانتهاء مدة إقامتهم أو عملهم خارج البلد، وهناك أيضاً مجموعة من الأساتذة المقيمين أو البحرينيين الذين يتم توظيفهم والاستعانة بخبراتهم في مجالات أخرى وتفرغوا لها، وهناك أيضاً بعض الذي قدّم استقالتهِ، بالتالي فأن هذه التراكمات هي التي خلقت هذه المشكلة، إنما فيما قبل كان عدد الأساتذة مناسب لعدد الطلبة، فعندما انتقل أساتذة لعمل آخر، وآخرين استقالوا، وآخرين عادوا إلى ديارهم، وفي نفس هذه الفترة واجهنا إقبال كبير من الطلبة، فكان من الطبيعي جداً أن يقع هذا الخلل، فهناك عدد كبير من الطلبة، والأساتذة في تناقص. عندما وقعت هذا المشكلة حاولنا أن نعيّن أساتذة جدد، فالعدد الذي عيناه لم يلبي احتياجات جميع الطلبة، ففي الفترة الأخيرة عينا ثلاث أساتذة ثم استوعبنا بعدها إن هذا العدد لا يكفي لجميع الطلبة الذين استقبلناهم. بالنسبة للفصل هذا استقبلنا ما لا يقل عن 150 طالب جديد، البعض منهم قُبلوا هذا الفصل، والبعض الآخر بعد الفصل التمهيدي، وبالتالي هذا يتطلب منّا الاستعانة بدكاترة جدد. نحن الآن بصدد الإعلان عن وظائف جديدة، وسنعمل على هذا المسار إن شاء الله، ويوجد لدينا مؤشرات بأنهُ يمكننا تعيين مزيد من الأساتذة بشكل كافي يمكنه أن يغطي جميع احتياجات الطلبة. • ألا ترى أن هذه المشكلة سببت لبعض الطلبة التأخير ؟هذا الموضوع لا يهمني أنا شخصياً، لأن تلك الفترة " الفصل السابق" لم أكن مسئولاً عن التسجيل ولا على الجداول، فأنا أخذت المسئولية في وسط الفصل إذ أن فترة التسجيل كانت منتهية، وأنا أتحمل مسئولية الطالب إبتداءاً من هذا الفصل.• إذن أنت تؤكد أن ما يدور حول عدم تعيين أساتذة جدد بسبب قلة كفاءتهم، غير صحيح ؟هو بهِ شيئاً من الصحة لكي نكون نزهاء بالموضوع، إذ أن العروض التي وصلتنا لم تكن مغرية للغاية، ولكن بها القليل الذي يستحق، فعيّناهم.• بالعودة لمشكلة التسجيل. . يواجه العديد من الطلبة مشكلة أخرى، وهي تعارض وقت الشعب مع بعضها البعض. . فما هو الحل في رأيك؟هذا أمر طبيعي ولا يمكن أن نجد له حل جذرياً ونهائي، لأن نحن نتحدث عن احتمالات فإن كان لديك 500 طالب ولديهم 100 شعبة فما هو الاحتمال؟ لذلك نحن لا نحبط الطالب، إذ أن هذا الدور هو دور المرشد الأكاديمي ودور تفاهم الطالب والتزامه، فإذ سار الطالب وفق المسار الصحيح يمكنه ان ينهي مقرراته في السنة الرابعة الفصل الاول ويبقى الفصل الثاني تدريب عملي. • البعض يشتكي من قلة تفاعل دور المرشد الأكاديمي. . إلى ماذا يعود ذلك؟اتفق معك بالموضوع لان مشكلة المرشد الأكاديمي لم تُفعل مع أن هناك اجتماعات سابقة ولقاءات وما إلى ذلك التي تحث المرشد إلى القيام بدوره.• إذ هل يعود السبب إلى عدم إلمام المرشد بكل شيء أو لكثرة انشغاله عن الطالب؟كلا ليست قضية وقت، المسألة مسألة تحسيس أي إعادة تهيئة الأمور من جديد، فقد مرت سنوات والمرشد مغيب عن عمله فيحتاج الآن إلى تهيئة جديدة، كي يشعر إن لديه مسئولية وواجب ليس أقل أهميةً من واجب التدريس، وهذا ما نعمل عليه الآن. لذلك ربما ستلاحظ خلال اللقاء كلمة المرشد الأكاديمي وردت أكثر من مرة.• بالنسبة لمسارات الدراسات العليا. . لماذا قُسمت في جامعة البحرين إلى تخصصات عديدة تصل إلى ما يقارب 7 ؟المسالة مسألة تنظيم وتحديد أهداف، بالإضافة إلى قناعات فكرية وفلسفية لهذا التكوين، نحن ماذا نريد بالضبط؟ إذا كنّا نؤكد على أهمية البحث العلمي ونريد تطوير الأداء العلمي في علاقته بالتنمية مع البلد نستطيع أن نضع حتى 20 مسار، إما إذا كنّا نريد فقط أن نخرّج اطر ويحملون رتبة علمية تساوي راتب مرتفع فهذا شي آخر. هذه المسارات في نهاية الأمر هي نتاج لمتطلبات مجتمعية، وليست قضية تخصص، فهي في دول أخرى تسمى وحدات بحث حسب إمكانيات البلد. ما هو موجود الآن هو سبع مسارات، وهذه السبعة نحن الآن نعمل وفق إمكانياتنا المتواضعة، فما هو متاح لدينا هو أن نفعّل الآن مسارين بالنسبة للدفعة الأولى التي وصلت الآن للسنة الثانية، فهي متوجهة في مسارين، أما الدفعة التي ستلحقها ممكن أن تسير على نفس المسار أو مسارات جدد حسب المتطلبات المجتمعية وليست متطلبات الطالب وحده.• ما الذي يعدنا به د.عبد الناصر رئيس قسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين؟الوعد. . ولا أريد أن اخلفه، إذ أنني أتمنى أن يكون الأداء الأكاديمي نحو الأفضل، وأن يكون المسار الطلابي فترة دراسته في القسم مسارا هادئا مرناً سلساً ومفيداً أيضاً، هذا الذي أتمناه، وأتمنى أيضاً أن يكون وعداً وأفي بهِ إن شاء الله.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90