قال أثريون مصريون إن الفراعنة عرفوا رحلات الحج إلى ما اعتبروه "أماكن مقدسة" قبل آلاف السنين.
وأضاف الأثريون المصريون أن "العصور القديمة تركت لنا عديدا من الآثار والشواهد الدالة على ممارسة الإنسان للحج منذ القدم قبل ظهور الأديان السماوية".
ويقول الباحث المصري فرنسيس أمين إن معابد الأقصر والكرنك وأبيدوس كانت تشهد تجمعات ضخمة من المصريين القدماء تستمر عدة أسابيع تتوقف فيها أنشطة البلاد، وكانت المعابد يتدفق عليها العرافون والحجاج فيما تشهد البلاد رواجا في حركة النقل بالسفن وفي التجارة.
من جانبه، يقول الأثري المصري محمد يحيى عويضة إن عيد "بو با سطة" الذي كان يقام تكريما للإله "باستت" في شرق دلتا نهر النيل كان يجتذب 700 ألف حاج من الرجال والنساء.
كما عرف اليونانيون والرومان الحج لكن بنسبة أقل وكانوا يحجون لأغراض دينية ورياضية وأحيانا سياسية بهدف تجميع الجمهوريات الصغيرة المنافسة تحت لواء عقيدة واحدة.
ولأن أشهى رغبة لكل حاج مخلص هى الموت بمجرد وصوله لمقصده الذى قاده إليه إيمانه فإن نهر الجانج الذى يحج إليه ملايين الهندوس للتطهر من ذنوبهم عند مدينة الله أباد الهندية يغرق فى مياهه كثير سواء بإرادتهم أو قضاء وقدرا. أما بوذا فقد جعل الحج فريضة إلزامية تختلف تفسيراتها باختلاف البلاد التى تعتنق مذهبه.
كما أحب اليابانيون رحلات الحج وعندما أصبحت الشنتو الديانة الرسمية للبلاد عام 1868 كان الإمبراطور ينتقل لتمجيد الآلهة فى المعابد الكبرى.
ويتوجه ملايين الكاثوليك إلى مدينة لورد الفرنسية يبتهلون طلبا للشفاء وأملا فى رؤية المعجزات. وفى عام 1958 استقبلت المدينة أربعة ملايين و800 ألف حاج.
وفي شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام يتوجه آلاف الحجاج إلى ولاية راجستان بشمال الهند وإلى بحيرة بوشكار المقدسة قرب معبد براهما، حيث يتقدم الرجال والنساء للتطهر وسط أدخنة القرابين وأصوات الدعاء المتصاعدة إلى عنان السماء وقد بدأت مزاولة طقوس هذا الحج فى القرن الرابع الميلادى.
أما الشبان فقد أوجدوا لأنفسهم طرقا أخرى للحج فمن كاتمندو فى نيبال إلى سان فرانسيسكو ومن وودستوك إلى جزيرة وايت يتدفقون كل عام بالآلاف بحثا عن روح جماعية تتولد من حب صاخب تارة ومن النسك تارة أخرى.