شهدت شواطى مملكة البحرين كعادتها في كل عام بعد صلاة المغرب ليلة عيد الاضحى المبارك احتفالات الحية بية تلك العادة الشعبية التى توارثها الخليجيون من أجدادهم واستمرت حتى يومنا هذا تعبر عن الفرحة باليوم التاسع من ذى الحجة يوم عرفة من كل عام وبحلول عيد الاضحى المبارك وقرب عودة حجاج بيت الله الحرام بعد تأدية مناسك الحج .
و يقضى الاطفال مع أهاليهم يوما اجتماعيا ممتعا على ساحل البحر يرددون أنشودة الحية البية المشهورة حيث يتعلم الاطفال كيفية الاهتمام بحاجاتهم الشخصية والتضحية بأعز مالديهم من أجل أهاليهم ، ففى هذا اليوم الشعبى يتزيين الاطفال باللباس الشعبى فتلبس الفتاة ثوب البخنق المطرز بخيط الزرى الذهبى أما الولد أو الصبى يلبس الثوب والصديرى طبعا مع القحفية وهو غطاء الرأس ويكون الاطفال فى أجمل حلة فيتوجهوا مع ابائهم وأمهاتهم قبل حلول غروب الشمس مع اصدقائهم واهاليهم الى أقرب ساحل بحر ثم يبدءوا احتفالهم الشعبى بالافتخار بملابسهم وبجمال الحية المعلقة على رقابهم ويبدأ الحديث بين الاطفال وهم يرددون / حية بيه ويات حية . على درب الحنينية / حتى اخر الانشودة .
وفى بعض القرى يذهب الاطفال لرمى الضحية فى البحر ويقفون على الساحل وهم يرددون / ضحيتى ضحيتى حجى بى حجى بى الى مكة الى مكة زورى بى زورى بى واشربى من حوض زمزم زمزم / حتى اخر الانشودة .

وعن كيفية الحصول على الحية بية فهى أما أن يشتريها الاطفال من السوق جاهزة على هيئة سلة من الخوص تسمى / قفه / وهى السلة التى يضع فيها المزارع التمر حتى يأكله ثم يضع الاطفال حب الشعير لينبت كما يقوم الاطفال بصنعها فى المنزل وهو ما يحبذونه فيأخذ الاطفال علبة من الحديد وتقطع من الاعلى ويثقب اسفلها بثقوب كثيرة حتى يسمح بخروج الماء عند سقيها ، وغالبا ما تكون تلك العلبة هى علبة الاناناس الحمراء المعروفة والمتداولة بين الناس حيث يتم ملئها بالتراب ثم يوضع بها بذر الحشيش وتسقى بالماء حتى تنبت وتكبر ويتم ربطها بحبل رفيع حتى يتم تعليقها بسهوله فيستيقظ الاطفال من صباح كل يوم ليروا نبتتهم وهى تكبر يوما بعد يوم وتأخذ هذه العملية قرابة الاسبوع حتى تنبت البذور وتكبر .
وفى يوم التاسع من ذى الحجة يستعد الاطفال للتوجه مع أهاليهم الى شاطىء البحر ليتغنوا بها ويحركونها الى الاعلى والاسفل ثم يرمونها الى البحر ويذكر الطفل الحية بأنه قد قام باطعامها وسقيها بالماء واهتم بها فيطلب منها ان لا تدعى عليه وان تجعله مسرورا بيوم العيد وبعودة حجاج بيت الله الحرام ، وبعد قضاء يوما ممتعا يعود الاطفال مع اهاليهم الى منازلهم فرحين بعد قضاء هذا اليوم الشعبى الجميل .
وتسعى الجمعيات والموءسسات المعنية بالتراث الشعبي الى الحفاظ على هذا الموروث من الاندثار وأحياء عادة / الحية بية / لتستمر وتصل الى الاجيال القادمة حيث تستعد الجمعيات والهيئات الاجتماعية للاحتفال بهذه المناسبة قبل حلولها فيتم الاعلان فى مختلف وسائل الاعلام عن تنظيمها لفعالية الحية بية وعادة ما يكون موقع الاحتفال على أحد السواحل الجملية التى تشتهر بها الدولة فيقوموا بتوزيع الحية بية على الاطفال ، كما تشارك فى هذه الاحتفالية مختلف الفرق الشعبية التى تضفى مزيدا من الفرح والترفية فى قلوب الاطفال والاهالى كما تحيى مدارس الاطفال الابتدائية ورياض الاطفال هذه المناسبة لكن هل يشرح الاب لابنائه كيف اصحبت الحية بية وهل تستمر هذه العادة التراثية التى لازالت تجاهد من أجل البقاء رغم اختفائها من بعض البلدان الخليجية.