كتب – حذيفة يوسف:
انفرجت أزمة شح اللحوم الحية وعدم تواجدها في الأسواق لتظهر إلى السطح قضية أخرى في عيد الأضحى المبارك، تتمثل في “شح القصابين” حيث يضطر من ليس لديه الخبرة والجرأة في ذبح وسلخ الخراف إلى الانتظار ساعات طويلة قبل قدوم الفرج.
«الوطن” زارت عدة قصابين صبيحة اليوم الأول للعيد للوقوف على حقيقة المشكلة، حيث وجدت ازدحاماً غير مسبوق على القصابين، بسبب قلة الأشخاص العاملين في المقاصب، إذ يوجد في المقصب الواحد من 3 إلى 4 أشخاص في أحسن الأحوال، ليتقلص العدد إلى 2 أو حتى 1. وفضل البعض، أخذ ذبيحته إلى خارج المقصب ليتولى ربما أمره بنفسه، إلا أن الآخرين اضطروا للانتظار ما يزيد عن الساعتين في أفضل الأحوال قبل وصول دوره، فضلاً عن أن الأرقام لكل شخص وليس ذبيحة حيث يوجد من سيضحي بما يزيد عن الأضحية الواحدة.
وأشار مواطنون لـ “الوطن” إلى أن ساعات الانتظار الطويلة ضيعت عليهم الوقت الذي كان من المفترض أن يقضونه برفقة الأهل والأصدقاء أو في توزيع اللحوم قبل صلاة الجمعة، وذلك على الرغم من دفعهم 5 دنانير لكل رأس. وأوضحوا أن القصابين أبلوغهم بالعودة بعد صلاة الجمعة أو حتى العصر، فيما وصلت الأرقام لدى المقاصب إلى ما يزيد عن الـ 200 في الساعتين الأوليين وذلك بمعدل 100 شخص في الساعة الواحدة، وهو ما لا يستطيع القصابون الثلاثة المتواجدون في المحل من إنهائه. وذكر أحد المواطنين أنه انتظر من الساعة الـ 8 صباحاً إلى صلاة الجمعة ليذهب بعدها لأداء صلاته ومن ثم العودة لانتظار دوره، حيث انهى ذبائحه الـ 8 في تمام الساعة الـ 5 والنصف مساء. وتأخذ الذبيحة الواحدة ما بين ساعة ونصف إلى ساعتي عمل وذلك حتى بعد ذبحها نظراً لوجود أخرى تنتظر دورها في السلخ والتقطيع، بينما يصطف المواطنون ليشحذوا همة القصابين.
وبحساب سريع لا يستطيع المقصب أن يخرج سوى 3 – 4 ذبائح في الساعة الواحدة بينما يصل الطلب إلى 100 في تلك الفترة، يضاف إليها المتأخرون من الساعات التي قبلها. الأمر ذاته يجده المواطن في مقصب الهملة الجديد، فحسب ما أعلن سابقاً، إنه الثاني من حيث الحجم على مستوى المملكة، إلا أن الازدحام تكرر هناك وبذات المعدلات في المقاصب الأخرى. ويستطيع الشخص المسؤول عن الذبح أن يقطع رأس الخروف في 3 – 5 دقائق لتتكدس بعدها الذبائح على الأرض في مظهر غير صحي، ويقف إلى جوارها صاحب الذبيحة. ولشدة الضغط الحاصل على القصابين، لم تستطع “الوطن” التواصل معهم لمعرفة ما يؤخرهم أو سبب النقص، إلا أنها احتاجت إلى ساعتين لإنهاء ذبيحة واحدة على الرغم من كونها الأولى وصولاً إلى المقصب في الهملة. وفي ملاحظة أخرى، رصدت “الوطن” فوضى وسوء تنظيم في أغلب المقاصب بالمملكة، وذلك بسبب الازدحام وقلة الخبرة لدى بعض الموظفين، مما زاد “النار على الحطب” وحول أمر الأضحية من سنة إلى “معضلة”.