كتبت - ولاء الحجاوي:العيد مناسبة كريمة لطيفة ترسم البسمة والفرحة على وجوه المسلمين، وينتظرها الجميع بشغف كبير، حيث يستيقظ المسلمون على التكبيرات والتواشيح الدينية التي تنطلق من بيوت الله، ويؤدي الناس صلاة العيد في ساحات المساجد في البحرين، وعند انتهاء الصلاة تبدأ الزيارات والتهاني تتبادل بين الأهل والأصحاب والأقارب بقدوم عيد الأضحى المبارك، وينطلق الأطفال بملابسهم الجديدة فرحين للذهاب للمجمعات والملاهي وتلقي “العيديات” من الأهل وهم في غاية السعادة. لذلك تجد الازدحام على أشده قبل العيد في الأسواق والمحلات، ويتسابق الجميع لشراء ملابس العيد، وتتفنن النساء في شراء أجمل الأزياء والإكسسوارات، وتراهنّ ينفقن بشره ليظهرهن في أبهى حلة أمام الأهل والأقارب، على الرغم من ارتفاع الأسعار وقلة المعروضات وتكرارها.وأوضحت بعض النساء، في تصريحات لـ«الوطن”، أنهن يذهبن للتسوق قبل العيد بأسبوعين لتجنب زحمة الأسواق، فيما شكت أخريات من غلاء الأسعار، وعدم وجود تخفيضات حقيقية فيما يتعلق بالملبوسات.وأشرن إلى أنهن أصبحن لا يشعرن بفرحة العيد بسبب الأحداث والاضطرابات في المملكة التي قضت على فرحة العيد في قلوبهن.“الدانتيل” و«البلاك بيري”وأشار أحد بائعي العبايات إلى أن الموضة لهذا العام هو “الدانتيل” والعباية التي تسمى بالـ«بلاك بيري” وهي عباية تتكون من 3 طبقات من الخلف ورسمة الطبقة العلوية تكون مختلفة عن الطبقة الثانية والطبقة الثالثة تكون مثل الطبقة العلوية، وأكمامها تكون أنواعاً أو “استريتش” ضيق أو كماً مفتوحاً وكبيراً مثل الكم المربع لكن أصغر منه وأجمل وتكون مطرزة من الخلف. وتتراوح أسعار العبايات في حدود الـ35 ديناراً، مبيناً أنه بمناسبة الإقبال الشديد على العبايات في العيد يضع المحل خصماً على المعروضات يتراوح بين 15 إلى 20% من أجل كسب المزيد من الزبائن والذي ينتهي بعد العيد مباشرة ً.أسعار “الجلابيات”ومن ناحية أخرى يقول أحد بائعي “الجلابيات” في سوق المحرق إن “الإقبال في على المحل ليس بالكبير ولا يفرق عن الأيام العادية من السنة، لذلك لا نجري أية خصومات، وتتراوح أسعار “الجلابيات” من 10 إلى 30 ديناراً”.زحمة الأسواقوتقول بثينة ومريم “ربات منزل” إنهما تتسوقان قبل العيد بحوالي أسبوعين ليتجنبوا الزحام على الأسواق، واستعداداً للعيد اشتروا طقمين للعيد إضافة “للدفة” ولكل طقم الشنطة والحذاء والإكسسوارات المناسبة له، وأشارت مريم إلى أن موضة الألوان لهذا العام حسب ما ترى في الأسواق هي الأخضر والزيتي والبرتقالي والأسود، بينما أحدث صيحات الموضة في العبايات أن تكون مطرزة بالدانتيل. وأضافتا أن ثياب العيد تكلفهما الكثير حيث ينفقن حوالي من 250 إلى 300 دينار، ويقضين أول أيام العيد برفقة الأهل والأقارب ثم باقي الأيام في المجمعات ودور السينما.ظاهرة التشبه والتقليدومن جانبها، أوضحت مريم “طالبة جامعية” أنها استعدت للعيد بشرائها طقمين وكلفاها في حدود 140 إلى 150 ديناراً، وشكت من غلاء الأسعار مع قرب العيد حتى مع وجود التخفيضات، مشيرة إلى أن التخفيضات تقتصر على الملابس الشتوية فقط وليس الصيفية، ما يضطرها في بعض الأحيان للسفر إلى المملكة العربية السعودية لشراء الثياب لرخص الأسعار.وأوضحت مريم أنها تعتزم السفر إلى المدينة المنورة مع أسرتها لقضاء أيام العيد.ومن ناحية أخرى انتقدت مريم بشدة انتشار ظاهرة التشبه والتقليد بين الفتيات في العباءات وحتى تسريحات الشعر الأمر الذي أصبح يشكل إزعاجا لها، مبينة أنها لم تعد تشعر بفرحة العيد بسبب الأحداث والاضطرابات في المملكة التي قضت على فرحة العيد في قلبها.غلاء الأسعاروتتفق معها في الرأي أم عبدالله فتشكو من غلاء الأسعار، وعدم وجود تخفيضات حقيقية، سوى على الثياب القديمة الموجودة في مخازن المحلات.وأضافت أم عبدالله: “أحب ارتداء الثياب المناسبة لسني وكوني أما ً«فالجلابية” و«الدفة” العربية التقليدية التي تلبس على الرأس هي أكثر ما يناسبني، لذلك اشتريت “جلابية” للعيد و«دفة” وشنطة وعطر في ما لا يتعدى الـ100 دينار”. أما بالنسبة لكيفية قضائها أيام العيد فبينت أنها ستقضي أربعة أيام العيد مع أقاربها وأهلها ولن تسافر إلى أي مكان كما تفعل كل عام لأنها ستجري بعض التعديلات على منزلها، مشيرة ًإلى أنها مازالت تشعر بفرحة العيد كما هي كل عام مع أهلها وأقاربها. ومن جهة، أخرى أبدت علا “من مصر” استياءها من قلة تنوع الأزياء في سوق المحرق وغلو الأسعار، لذلك تفضل شراء ثياب العيد بعد انتهاء أيام العيد، مضيفة أنها تقضي أيام العيد إما في المجمعات أو نادي البندر، لكن الأماكن المفتوحة يصعب حالياً الذهاب لها بسبب المناخ الحار في البحرين.وتقول علا: “أقيم في البحرين منذ 9 سنوات وفي بادئ الأمر شعرت باستياء وغربة في قضاء أيام العيد بعيداً عن أهلي وأقاربي، ولكن مع مرور الوقت بدأت أعتاد الوضع وأصبحت أشعر بسعادة بالغة في قضاء الأعياد والمناسبات في البحرين أكثر من مصر.تخفيض ليس حقيقياًوتختلف معهما في الرأي مها فرج “من فلسطين” فتقول: “إن الأسعار في حدود المعقول كما هو الحال كل عام وليس هناك أي غلاء في الأسعار، ولكن ما يزعجني هو كون التخفيضات ليست بالحقيقية، وأن بعض المحلات تخفض أسعار الثياب التي انتهت موضتها لمجرد تسهيل عملية البيع”.بينما أوضحت مها أنها مقيمة في البحرين من 27 سنة وتشعر بانتماء وولاء كبيرين للبحرين أكثر من وطنها فلسطين وتتمنى أن تموت وتدفن على أرض البحرين، لكنها ومع الأسف مازالت لا تشعر بفرحة العيد، بسبب بعدها عن أهلها، كون فرحة العيد بالنسبة لها في وجود الأهل، وأبدت اهتماما ًشديداً بإعطاء “العيدية” لبناتها الخمس وأحفادها. واستعداداً للعيد اشترت 3 أطقم كلفتها 300 دينار، من المجمعات أغلبها ذات ألوان مبهجة وزاهية، مضيفة: “لا أحب ارتداء العباية إلا لقضاء بعض المشاوير الضرورية السريعة”. وأفادت حباب محمد “من السودان” أنها تفضل شراء ثياب العيد قبل حوالي عشرة أيام، فتشتري “الجلابيات” التي تسمى “جلابية الفراشة” ذات الألوان الفاتحة مثل الأحمر و«البينك” من سوق المحرق لاستقبال الأهل والأقارب في المنزل أيام العيد، بينما تشتري الثياب العادية لخارج المنزل من المجمعات كمجمع “السيتي سنتر” رغم ارتفاع أسعاره، ومجمع “اللولو” الذي تعتبر أسعاره مناسبة إلى حد ما بالنسبة لها بالإضافة للعروض والتخفيضات التي يقدمها.وتابعت حديثها: “أعتزم السفر للسودان لقضاء أيام عيد الأضحى المبارك مع أهلي وأقاربي كما هو الحال كل عام، لذلك اشترت 5 أطقم استعداداً للعيد الذي يستمر لخمسة أيام في السودان، ولكنني أشتري ثيابي من هنا بسبب ارتفاع أسعار الثياب في السودان”. بينما أوضحت صديقتها أم صفية “من السودان” أنها لا تستطيع سوى شراء طقم واحد للعيد لكل ولد من أولادها الثلاثة بينما تشتري طقمين لابنتها، معتبرة “عيدية” أبنائها تكمن في شراء ثياب العيد لهم، حيث يكلفها الطقم الواحد من 15 إلى 20 ديناراً. وتعتبر “سوق المحرق” أنسب مكان لشراء ثياب العيد لأبنائها لتناسب أسعاره مع إمكاناتها. وأضافت أم صفية: “على الرغم من كوني أقضي العيد بعيداً عن أهلي في السودان، لكن علاقاتي الاجتماعية الواسعة مع الأسر السودانية التي تعيش في البحرين تعوضني كثيراً عن هذه الغربة، وتشعرني بفرحة العيد من خلال تبادل الزيارات الودية مع الأصدقاء”.سوء الجودةومن جهة أخرى أشارت ميسون “من سوريا” أنها لا تشكو من غلاء الأسعار في المجمعات، ولكنها أبدت استياء شديداً من عدم توفر أزياء جديدة ومدى قباحة المعروض في الأسواق، وسوء جودة الأقمشة والخامات التي تصنع منها هذه الثياب خاصة بعد الأزمة الاقتصادية في العالم، حيث أصبحت القطعة ذات جودة رديئة ومرتفعة الثمن في نفس الوقت، معتبرة أن هذه الثياب وفقاً لجودتها لا تستحق ربع ثمنها، بالإضافة لعدم توفر المقاسات المختلفة التي تتناسب مع جميع الأحجام، بصورة تغطي طلبات الزبائن.بينما أكثر ما يثير ضيق ميسون هو وجود العديد من الشباب يأتون للمجمعات ليس بغرض الشراء ولا الجلوس في المطاعم والكافيهات بل لمجرد “السنكحة” -على حد تعبيرها- ما يضيق المكان ويزحمه أكثر. وتابعت حديثها كما إن أغلب المعروض في الأسواق بضائع صينية أو هندية ذات الجودة الردئية، مشيرة إلى أنها ضد البضائع الصينية التي لا تدعم الثورة السورية وأنه من الضروري مقاطعتها بدلاً من شرائها. وطرحت ميسون وجود بديل غير متوفر في الأسواق وتتمنى أن يتم استيراد الثياب من تركيا التي تدعم الثورة السورية وفي نفس الوقت تتميز بجودتها وأسعارها المناسبة.كما ترى أن أغلب محلات الأحذية ذات الماركات العالمية باتت تصنع الأحذية من الجلود الصناعية عوضاً عن الجلود الطبيعية. وأضافت: “سوء المناخ والحرارة المرتفعة في فصل الصيف تمنعنا من الذهاب للأماكن المفتوحة وتجبرنا على البقاء في الأماكن المغلقة والمجمعات!! ناهيك عن وجود الألعاب في المجمعات ما يزيد من الازدحام أثناء العيد”. وفيما يتعلق بكيفية قضائها للعيد في البحرين تقول ميسون: “أقيم في البحرين منذ 10 سنوات وكنت أسافر لقضاء أيام العيد في سوريا، لكن هذا العام سأقضي العيد في البحرين في المجمعات كما فعلت العام الماضي بسبب الأحداث الأخيرة وسوء الأوضاع هناك”.فرحة العيد في «عيدية»ومن جانبها تقول زينب “موظفة: “اشتريت للعيد من 6 إلى 8 أطقم تتكون من “نفانيف” و«جلابيات” و«بدلات” و«دفة” كلفتني ما يقارب الـ150 ديناراً بدون الشنط والأحذية والمكياج والإكسسوارات الخاصة بكل طقم، ونظراً لارتفاع الأسعار في الأغلب أضطر للسفر إلى السعودية لرخص أسعار الثياب، أو أذهب “لسوق واقف” لتناسب أسعاره مع إمكاناتي المادية، حيث إن المجمعات أسعارها غالية جداً”.وتقضي زينب أول أيام العيد في بيت الجدات أما باقي الأيام فتخرج مع صديقاتها وقريباتها إلى المجمعات والحدائق، مشيرة إلى أن فرحة العيد بالنسبة لها في تجمع الأهل وتبادل الأحاديث بين النساء و«العيدية” التي تحصل عليها من أسرتها وأقاربها.