كتب - محرر الشؤون المحلية:
نالت عبوات المولوتوف التي تقترفها المعارضة الراديكالية في البحرين طوراً جديداً من السمعة الدولية السيئة، ففي تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية مطلع الشهر الجاري حول مقاضاة مجلة أطفال تونسية بسبب نشرها موضوعاً عن زجاجات المولوتوف نشرت «ديلي ميل» صورة لإلقاء المتظاهرين عبوات المولوتوف في أحد شوارع المملكة كمثال سيئ على استخدام تلك العبوات الحارقة، وكتبت عن الصورة أنها لاستخدام خليط المولوتوف من قبل متظاهري المعارضة البحرينية.
وعلق أحد القراء البريطانيين على التقرير قائلاً «البترول غالي الثمن لاستخدامه لصنع هذه العبوات»، في إشارة إلى ارتفاع سعر المنتجات البترولية في الغرب، بينما يستخدم أفراد المعارضة الراديكالية آلاف العبوات من الزجاجات الحارقة بشكل منتظم مستخدمين البنزين في الوقت الذي تصل قيمة موازنة الدعم الحكومي للمشتقات النفطية 400 مليون دينار سنوياً من إجمالي نحو 650 مليون دينار للطاقة 250 مليوناً منها تذهب لدعم الكهرباء، وذلك وفقاً لأحدث التقارير الرسمية.
ورغم إن أسعار النفط تضاعفت على مدار سنوات، غير أن الحكومة سعت إلى الإبقاء على الأسعار المحلية كما هي دون أي تعديل أو تغيير مراعاة للمواطنين، إضافة إلى قيامها بضخ استثمارات بهدف تحسين جودة المشتقات النفطية كالبنزين الخالي من الرصاص والديزل المنخفض الكبريت، الأمر الذي نالت به البحرين العام الماضي المرتبة الخامسة ضمن أرخص 10 دول في أسعار بيع البنزين، والثالثة عربياً بعد السعودية وليبيا، في حين أن بريطانيا تقع ضمن أغلى 3 دول في العالم في سعر بيع البنزين.
وواجهت مجلة الأطفال التونسية اتهامات التحريض على العنف بسبب نشرها موضوعاً يعرّف بخليط المولوتوف وكيفية تصنيعه، ومن الطريف أنه نشر في ركن «بستان المعرفة» بالمجلة المخصصة للأطفال ضمن الفئة العمرية 5-15 عاماً.
ومن الطريف كذلك أن المجلة ذكرت أن أصل قنابل المولوتوف يرجع إلى استخدامها كسلاح في حرب الشتاء من قبل الفنلنديين، موضحة أنها تصنع منزلياً وعادة ما تستخدم في أعمال الشغب والتخريب.
وأثار الموضوع موجة من الغضب في تونس بسبب نشره خصوصاً في فترة تعاني البلد من مخاوف غياب الاستقرار في أعقاب الإطاحة بنظام بن علي، واستمرار موجات من الاحتجاجات وبعض التظاهرات التي تندلع بين حين وآخر وتشهد أعمال عنف.
جدير بالذكر أن استخدام القنابل الحارقة من قبل المعارضة الراديكالية في مملكة البحرين أسفر عن سقوط ما يقارب ألف ضحية من رجال الأمن بين قتيل وجريح بإصابات بالغة، كان آخرهم الشرطي الذي توفي قبل يومين متأثراً بحروق شديدة أصيب بها في أبريل الماضي، نجمت عن صب الإرهابيين البنزين على عدد من رجال الشرطة قبل رمي الزجاجات الحارقة «المولوتوف» عليهم.
وزاد معدل الاعتداءات التي تستخدم فيها قنابل المولوتوف بصورة كبيرة في أعقاب خطبة «اسحقوه» الشهيرة التي أطلقها رمز المرجعية الدينية لجمعية الوفاق عيسى قاسم، ويعتقد على نطاق واسع في المملكة بأن خطبه التي عادة ما توصف بالتحريضية أنها السبب الرئيس وراء تأجيج العنف في الشوارع والزج بالشباب وحديثي السن في مواجهات عنيفة مع رجال الأمن.