كتب - محرر الشؤون المحلية:
تشير معطيات الواقع السياسي البحريني المعاصر إلى أن سياسة التسامح وتقديم التنازلات ليست ذات جدوى مع جماعات المعارضة الراديكالية من أتباع نظام ولاية الفقيه الإيراني الذين عاثوا في مملكة البحرين فساداً، الأمر الذي يوجب إعادة النظر في تلك السياسة عبر اجتثاث ولاية الفقيه من البحرين والقضاء على جذورها، بوصفها ظاهرة إرهابية يجب أن تواجه مثلما عملت كل من الولايات المتحدة والعراق على اجتثاث تنظيم القاعدة ونظام البعث السابق.
ومارس أتباع ذلك النظام الإرهاب منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، رغم مبادرات العفو التي لا تنتهي التي شملت المئات من مرتكبي الجرائم، حيث لم تثنهم تلك المبادرات عن سلوك طريق الإرهاب والعنف والتخريب.
وفي حين ينشد البحرينيون العيش بسلام ودفع النمو الاقتصادي، تمادت جماعات المعارضة الراديكالية التي تحركها إيران، في تنفيذ أجندة خارجية تابعة لنظام ولاية الفقيه، ويدعم ذلك مبدأ تصدير الثورة الذي نادى به الخميني مؤسس نظام ولاية الفقيه.
ومن الثابت أن إيران عملت منذ ذلك الحين على إيجاد خلايا نائمة وتنظيمات تابعة لها في مختلف دول الخليج العربية، وتبنت أسلوب العنف وتصدير الثورة والسعي لإحداث الانقلابات، وقد عانت مملكة البحرين من ذلك عبر سنوات طويلة وتكررت المحاولات الانقلابية وكانت آخرها تلك المحاولة التي جرت في فبراير العام الماضي، مستغلة أجواء «الربيع العربي»، غير أنها باءت بالفشل بعد افتضاح الوجه الطائفي لها.
واعتبر المجتمع الدولي الإرهاب عدوه الأول وتحركت دول العالم تقودها الولايات المتحدة لمحاربته ممثلاً في تنظيم القاعدة ووضعت اجتثاث التنظيم هدفاً لها، وكذلك الحال في العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين بعد الاحتلال الأمريكي، ورفع النظام الجديد شعار اجتثاث حزب البعث، ولم يكف بإصدار العفو عن رموز وقيادات الحزب، وكل ذلك بسبب الضرر الكبير الذي يرى متخذو إجراء الاجتثاث أن تلك التنظيمات أحدثته وتستمر فيه إذا لم يتخذ إجراء صارم تجاهه.
ويلخص مفهوم اجتثاث ولاية الفقيه من مملكة البحرين ما يطالب به الشارع البحريني الذي يعبر كل يوم عن سأمه من حالة عدم الاستقرار التي يعمل على توسيعها أتباع ولاية الفقيه في المملكة، بغية الوصول إلى السلطة بأي ثمن ولو على حساب الوحدة الوطنية وسلامة المجتمع.
وحول تلك المطالب يقول النائب علي زايد إن الشعب البحريني لن يرضخ للإرهاب والتفجيرات الدموية التي تستهدف قتل رجال الشرطة وزعزعة أمن واستقرار المملكة وإحداث الفتنة والفوضى في أوساط المجتمع، داعياً إلى العمل على اجتثاث الإرهاب وتمويله كما حاربت السعودية القاعدة من قبل.
وقال إن التنازلات لن تفيد مع من تمرس الإرهاب، وبات على الدولة أن تعلم عدم جدوى التسامح مع الإرهاب، إذ لابد من الحزم معه لدرء الخطر عن البحرين.