غزة – مازن النسور:
يحتفل البحرينيون والفلسطينيون اليوم بافتتاح مدرسة مملكة البحرين الإعدادية للبنين في منطقة تل الهوى بغزة وهي أحد المشروعات التي نفذتها المؤسسة الخيرية الملكية لمساعدة اللاجئين بالقطاع.
وترفع المدرسة التي وصلت تكلفتها 2.25 مليون دولار المعاناة عن أكثر من 1661 أسرة كانت تكابد عبء تنقل أبناءها من وإلى المدارس البعيدة عن مواقع سكنهم فضلا عن النقص الشديد والازدحام في المؤسسات التعليمية بشكل عام.
وقال مدير المدرسة محمد ربيع إن المدرسة التي بدأت العمل قبل نحو شهرين (أي مع بدء العام الدراسي) تضم حاليا 1661 طالبا، فيما تصل طاقتها الاستيعابية إلى 1800 طالب في الفترة (الشفت) الواحدة، بمعنى أنها قادرة على استيعاب 3600 طالب لو تم تشغيل الفترتين فيها.
ويعمل بمدرسة البحرين 51 معلماً، وتحتوي على 36 فصلاً يتسع الواحد منها إلى حوالي 45 طالباً، إلا أن الفصل يضم الآن 37 طالباً وذلك لإعطاء مزيد من الأريحية.
ويوجد كذلك مختبرا حاسوب بواقع 25 جهازاً لكل واحد، ومختبر للعلوم ومكتبة وغرفة اجتماعات وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن المرافق العادية الأخرى.
وتقع المدرسة التي تم إنشاؤها في 9 أشهر (وهو وقت قياسي في منطقة تعاني حصاراً وشحاً شديداً في مواد البناء)، على أرض مساحتها 5 دونمات (5 آلاف متر مربع) فيما تصل مساحة البناء حوالي 900 متر مربع.
وأكد ربيع أن المدرسة تحوي المرحلتين الابتدائية والإعدادية أي من الصف الرابع إلى التاسع، لينتقل بعدها الطلبة إلى المدارس الحكومية أو الخاصة.
وأوضح في معرض رده على أسئلة الصحافيين أن المدرسة ساهمت في إنهاء مشكلة نحو ألف أسرة في المنطقة حيث أمنت لهم مقاعد دراسية قريبة من أماكن سكناهم.
وحول ما إذا كانت الإدارة تفكر في تدريس الطلبة بالفترة الثانية أشار إلى أن المسألة مرتبطة بحجم الطلاب الجدد الذين يلتحقون بالتعليم مع بداية كل عام، لكنه رجح العمل بالفترتين قريباً، (ما يعني الفصل المقبل أو العام الجديد).
يشار إلى أن معظم مدارس اللاجئين في غزة والتي تتبع وكالة الأونروا تعمل بنظام الفترتين لاستيعاب أكبر عدد من الطلبة، حيث تبدأ الفترة الأولى من الساعة 6:45 صباحاً إلى غاية الـ11:45 ظهراً، ليلتحق طلبة الفترة الثانية من الساعة 12 ظهراً إلى 4:30 عصراً.
وتشير الأرقام إلى أن العام الدراسي الماضي شهد التحاق حوالي 6500 طالب جديد لمدارس الوكالة، قياسا بـ9600 طالب في العام الدراسي 2010/2011.
وتابع ربيع “جميع الخيارات مفتوحة أمام إدارة المدرسة بالتنسيق مع الوكالة، (...) قد نرفع عدد الطلبة، أو العمل بنظام الشفتين، (...) من الممكن تحويلها إلى مدرسة بنات، كل الاحتمالات واردة لتغطية النقص”.
من جهته قال مدير التعليم في الوكالة لمنطقة شرق غزة علاء حرب
إن عدد الطلاب يتحكم في القرارات التي تؤخذ في إدارة المدارس، لكننا على جميع الأحوال نفضل العمل بنظام الفترة الواحدة للعديد من الاعتبارات، يأتي في مقدمتها الاهتمام بالأنشطة اللامنهجية (الرياضة والنشاطات الصفية والكشفية.. الخ).
وأضاف”في نظام الفترتين يحرم الطلبة من هذه الأنشطة لضيق الوقت”.
ومن مشكلات الفترتين أيضا بحسب حرب وصول الطلبة في وقت متأخر إلى منازلهم وهذا يسبب بعض التحفظات لدى المجتمع الغزواي لا سيما عندما نتعامل مع الفتيات، فضلا عن الخطر الذي يواجهنه عند العودة للمنزل إذا ما كانت مناطق سكنهن بعيدة، وهو ما حققه المشروع البحريني.
وقدر حرب إنهاء مشكلة الفترتين في مدارس الأنروا في غزة بغضون عامين أو 3 أعوام على أكثر تقدير، وذلك بفضل المدارس التي تبرعت فيها بعض الدول والبحرين إحداها.
ومن المعلوم أن مدارس الأونروا لا تستقبل إلا الطلبة اللاجئين (الذين تهجروا من بقية مناطق فلسطين المحتلة إلى غزة) ويصل عددهم نحو 228 ألف طالب، فيما تصل المدارس إلى 245 مدرسة 93% منها تعمل بنظام الفترتين.
وتعاني معظم المدارس بحسب حرب من الازدحام، حيث يضطر بعضها إلى إضافة صفوف من الحديد (كونتينرات الشحن)، مشيراً إلى وجود حوالي 152 كونتينرا مستخدماً كصفوف في أنحاء قطاع غزة، (...) بل هناك مدرسة بأكملها من هذه الصفوف. طبعاً يرتبط ذلك بعدم وفرة مواد البناء حيث لا تتمكن المدارس من بناء صفوف أسمنتية عادية.
وتستأجر الأونروا 8 مدارس حكومية لتدريس الطلبة اللاجئين فيها بالفترة المسائية، ما يشير إلى أن هناك نقصاً في المرافق التعليمية.
ونفذت المؤسسة الخيرية الملكية في غزة العديد من المشروعات التب بدأتها في شهر يناير 2009 أي عقب الحرب الإسرائيلية على القطاع بعد إصدار جلالة الملك المفدى توجيهاته السامية للمؤسسة الخيرية الملكية لتشكيل لجنة وطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة.
وبلغت قيمة المشروعات المنفذة حوالي 8 ملايين دولار، وأقيمت جمعيها بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
وأهم المشروعات بناء مركز مملكة البحرين الصحي بخان يونس والمكون من 3 طوابق وبمساحته 5400 ألف قدم مربع وكلفة تجهيزه بالكامل 2.7 مليون دولار، حيث تم افتتاحه في 10 أبريل 2012.
كما تم بناء مكتبة للأطفال في فناء مدرسة الفاخورة مع تجهيزها بالأثاث والكتب بمبلغ 500 ألف دولار وافتتحت كذلك في 10 أبريل الماضي.
وأقامت المملكة أيضا، بإنشاء مصنع لصناعة وتركيب الأطراف الصناعية لـ1400 معاق من النساء والرجال والأطفال وتأهيلهم نفسياً وتدريبهم على مهن ووظائف يستطيعون من خلالها الاعتماد على أنفسهم بكلفة 550 ألف دولار ، بالتعاون مع الإغاثة الإسلامية عبر العالم.
كما قامت المؤسسة بتوسعة مدرسة جباليا من خلال بناء 8 فصول دراسية بكلفة 200 ألف دولار بتبرع من مجلس النواب البحريني.
وفيما يتعلق بمساعدات الإغاثة والدعم المالي، تم إرسال 4 شحنات من المساعدات الإنسانية والطبية بحمولة 180 طناً، وتجهيز المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية في غزة بالتعاون مع مجلس أمناء الجامعة بقيمة 372 ألف دولار.
ووقعت اتفاقية مع جامعة غزة الإسلامية لتدريب وتأهيل المكفوفين وضعاف البصر بـ200 ألف دولار، فضلا عن توقيع اتفاقية لتمويل مشاريع جمعية الصم والبكم بدير البلح بـ 50 ألف دولار، ومشروع كسوة العيد لنحو 600 طفل من الأسر الفقيرة.