كتب - حسن الستري:
تظهر إحصائيات ارتفاع حالات الانتحار بين العمالة الآسيوية الوافدة، حيث سجلت منذ بداية العام الحالي 45 حالة انتحار على الأقل، تنوعت بين التعليق شنقاً على المراوح، أو برمي أنفسهم من الطوابق العالية. فضلاً عن محاولات الانتحار الفاشلة، كذلك تعددت أسبابها، وقد تجهل الأسباب أحياناً.
45 حالة انتحار لآسيويين على الأقل في البحرين منذ بداية العام الحالي ولغاية يوم أمس، حالات جعلت من عنوان “انتحار آسيوي” خبراً اعتيادياً في الصحف المحلية، إذ إن النسبة تبلغ حالة واحدة لكل أسبوع، وهي نسبة يعتبرها المواطنون مرتفعة إذا ما قورنت بمجتمع صغير مثل البحرين.
وتشير إحصائيات إلى أن هذا العام سجل فيه أكبر عدد من المقدمين على الانتحار بين العمالة الأجنبية، وأرجع مواطنون أسبابها إلى أمور مالية، ذلك أن أكثرهم يرسلون أموالهم للخارج بشكل شهري، ليسدوا رمق عائلاتهم التي تركوها بحثاً عن لقمة العيش لهم، ولكنهم بالمقابل يبقون إلى نهاية الشهر من دون عائد، الأمر الذي يخلق لهم أزمة مالية خانقة طوال فترة مكوثهم بالبحرين.
وطالب مواطنون بحرينيون، بالعمل على فرض غرامات مالية على الكفيل الذي يقدم عامله على الانتحار، وذلك عبر إلزام الكفيل بالبحث عن حلول لهذه العمالة.
وكانت وزارة الداخلية، أعلنت مؤخراً على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن إقدام آسيوي على الانتحار بمسكنه بمنطقة الحجيات عن طريق شنق نفسه، كما أعلنت في الرابع من الشهر الحالي عن أن خادمة آسيوية انتحرت بإلقاء نفسها من الدور الثالث من منزل كفيلها بمنطقة جد علي، وبينت عائلة كفيلها أنه تم العثور على رسالة مع جثة ذكرت فيها أنها أخذت حياتها بنفسها دون إبداء أي أسباب.
كما كشفت وزارة الداخلية بتاريخ 22 من الشهر الماضي، في صفحتها على “تويتر”، عن إقدام وافد آسيوي على الانتحار شنقاً، موضحة أن الوافد قام بتعليق نفسه بمروحة السقف في مسكنه بالمنامة، كما أكدت إقدام وافد آسيوي بتاريخ 16 يوليو على الانتحار شنقاً في سكن عمال بمنطقة الرفاع الغربي.
وأعلنت وزارة الداخلية بتاريخ 27 أبريل الماضي، في صفحتها على التويتر عن انتحار عامل آسيوي في إحدى المزارع بمنطقة مدينة حمد، كما صرحت بتاريخ 26 فبراير بأن وافدة آسيوية انتحرت بمسكنها في منطقة السنابس.
كما أقدمت مقيمة هندية 9 فبراير على الانتحار بإلقاء نفسها من شرفة منزلها، وتشير التفاصيل إلى أن الوافدة الهندية كانت مع طفلها في الشقة الواقعة بالطابق الخامس في منطقة الحورة، وفي ظهيرة ذاك اليوم أقدمت على إلقاء نفسها، لتسقط على حاوية أحد مشاريع البناء، حيث تعرضت نتيجة الارتطام المباشر بالحاوية إلى إصابات بليغة في القدم والرأس، ما أدى إلى وفاتها على الفور.
وأوضح شهود عيان -حينها- أن الزوجة تعاني من حالة عقلية غير مستقرة، وكانت تحت العلاج، ورجحوا أن يكون هذا هو السبب الذي أدى لقيامها بالانتحار.
وفي السابع من يناير، أقدم وافد آسيوي يبلغ الخمسين من العمر على الانتحار في سكنه الكائن بالرفاع الشرقي. وبحسب وزارة الداخلية فإن الآسيوي المنتحر يبلغ من العمر خمسين عاماً، كما أنهت ممرضة هندية، 30 عاماً، حياتها في الأول من يناير الماضي في منزلها بمنطقة السلمانية، حيث شنقت نفسها في حبل تدلى من مروحة السقف بإحدى الغرف. بالقرب من الشرطة. ووجدت تتدلى من المروحة قبل وصول أسرتها. وكانت الممرضة، تعمل في مركز بلاد القديم الصحي، وتركت وراءها طفلاً عمره ستة أشهر وزوجها وأمه، الذين يعيشون معها في نفس المنزل، ولم يتمكن أحد من إنقاذها بعدما اكتشفوا الحادث، إذ كان الوقت قد فات لنقلها للمستشفى، ورجحت مصادر قريبة من العائلة أن تكون الخلافات الأسرية وراء انتحارها، حيث كانت لها محاولات سابقة لإنهاء حياتها.
من جهته، أكد المواطن عيسى العصفور أن عدة أسباب تدفع الآسيوي للانتحار، منها مواجهته أموراً لم تكن في مخيلته، كالعودة إلى بلاده بثراء فاحش، في حين أن المرتب الذي يتلقاه لا يكفيه، أو يدفع مبلغاً عاليا لكفيله إذا كان من عمال فري فيزا، الأمر الذي يجعل أحلامه تذهب في مهب الريح، مشيراً إلى أن بعض العمال مصابون بضعف الوازع الديني.
واتفق معه، المواطن حسين محمد، مطالباً بفرض غرامات مالية على الكفيل الذي ينتحر عامله، موضحاً أن هذا الإجراء قد يجعل الكفلاء يحسنون ظروف العمال المعيشية، الأمر الذي يخفف معاناتهم.