^ ميتشل بليفر: طهران تزود جماعات راديكالية بحرينية بالمال منذ الثمانينات
^ بعض الـــدول الأوروبية تجاهلت حقيقة دور إيران بأحداث البحرين
ربط المسؤول عن كرسي بيرك بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن د.أنتوني كوردسمان، أغلب التحديات الأمنية في الخليج العربي بإيران، وقال «رغم أن الخطاب الإعلامي الإيراني يرتكز على مفهوم مقاومة إسرائيل، إلا أن سياستها في الواقع تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية وتهدد أمن الخليج العربي».
ودعا لدى مشاركته بمؤتمر «الصراع والتنافس في منطقة الخليج العربي»، إلى تعاون القوى الفاعلة في المنطقة لحفظ أمن الخليج العربي ومنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
ورجّح كوردسمان ألا يكون أهم وأخطر مهدد أمني في الخليج عسكرياً فقط «بل إن للأحداث المحلية الداخلية تأثيراً لا يقل أهمية على الأمن الإقليمي، حيث يعتمد أمن الإقليم على الاستقرار الداخلي لدول الخليج»، داعياً العالم إلى دعم هذا الاستقرار.
وعرض رئيس تحرير مجلة سنترال يوروبيان للدراسات الدولية والأمنية د.ميتشل بيلفر، التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني والخليجي، موضحاً أنها ليست وليدة اللحظة بل تعود لتاريخ طويل وبرزت بصورة أوضح بعد الثورة الإسلامية في إيران.
ونبّه إلى أن إيران في خطابها المهيمن على الخليج ترتكز على ادعاءات تاريخية ضعيفة غير مقنعة، لافتاً إلى أن تدخلات إيران وتهديداتها للبحرين اتخذت أشكالاً عدة، منها محاولات لزعزعة الأوضاع الداخلية أو حتى التخطيط لتدخلات مباشرة، وتزويد جماعات راديكالية موالية لها بالمال ومختلف أنواع الدعم منذ ثمانينات القرن الماضي وصولاً إلى أحداث العام الماضي 2011.
وذكر أن إيران غيرت بعض تكتيكاتها في الخليج حيث تبنّت اللعب على الوتر الطائفي والتأليب المذهبي، منبهاً إلى أهمية الإصلاحات السياسية الاقتصادية التي تبنتها وأرستها البحرين.
وقال إنه كلما سارت البحرين نحو مزيد من الإصلاح عمدت بعض التيارات الراديكالية المرتبطة بإيران إلى تأزيم الأوضاع الداخلية، وضرب مثلاً لمظاهر العنف الذي شهدته البحرين على يد جماعات راديكالية إبّان الأزمة.
وأضاف أن بعض الدول الأوروبية تجاهلت الحقيقة وتغافلت الدور الإيراني الواضح في مجريات الأحداث بالبحرين.
من جانبه قال الكاتب والمفكر اللبناني رضوان السيد، إن استراتيجيات التفاوض المسالمة السابقة لدول الخليج لم تعد مجدية، «بل يجب تطوير استراتيجيات دفاعية ليس فقط في إطار التسلح، بل بفرض نفسها كندٍّ قوي لإجبار إيران على الدخول في مفاوضات وتبني وسائل دبلوماسية»، مذكِّراً أن الخطاب الإيراني يتبنى فكرة أن إيران تتعرض لتحدٍّ وجودي.
وخلص إلى أن لغة التصعيد الإيرانية تجاه الخليج العربي بلغت مرحلة خطرة، وأن تباين المصالح بين الطرفين برز في ظل الأحداث الأخيرة على الساحة العربية والإقليمية وربما يتجه لتصعيد خطير.
وركز رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والتشريعية د.أنور عشقي، على التحركات العسكرية في المنطقة، وقال إن الخليج يشكل مطمعاً لكثير من الدول أولها دول الجوار، لافتاً إلى دور النفط في اهتمام الدول الكبرى بالمنطقة.
ولفت إلى أن النظرة الأمريكية تنقسم بين وجهتي نظر، إحداهما ترى أن التغيير يجب أن يكون بالقوة الناعمة، والآخر يتبناه المحافظون الجدد في أمريكا ويقضي أن يكون التعامل والتغيير قائماً على القوة الصلبة، مشيراً إلى أنه بعد سقوط العراق لم يبق من تهديد للغرب إلا إيران. وأوضح أن طهران تتدخل في الدول المجاورة بحجة حماية أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة، وتستخدم تلك الحجة ذريعةً لفرض تدخلاتها في شؤون الدول.
وذكر عشقي أن دول المنطقة تراقب مجريات الأحداث خشية انفجار الموقف بين إيران وإسرائيل، ما حدا بدول التعاون الخليجي لاتخاذ دور وقائي دفاعي في المجال العسكري.
وتناول السفير جون كريج موضوع الدعم الخارجي لمنظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط، مشيراً إلى الدور المباشر للدول الاستعمارية في تأسيس تلك المنظمات خلال القرن العشرين وسعي هذه الدول للحفاظ على نفوذها من خلال تلك المنظمات.
ودعا كريج القوى الكبرى إلى رسم سياسات حديثة لمكافحة تهديدات المنظمات المتطرفة والحد من رغبة إيران في تحقيق الهيمنة الإقليمية.
وتحدث الباحث بمركز «دراسات» د.بشير زين العابدين، عن المخاطر السياسية والاجتماعية لمنح المنظمات المتطرفة الشرعية الدولية في منطقة الخليج العربي، والتأثيرات الأمنية الإقليمية والدولية المترتبة على هذه السياسات، لافتاً إلى فشل سياسة إدماج الميليشيات المسلحة خارج إطار الدول وعدم جدوى توظيفها في تحقيق الأمن والاستقرار، وكيف أسهمت في بروز بعض التجاذبات الطائفية في الخليج وتحول بعض المطالب الديمقراطية في الإقليم إلى مطالب طائفية.
وحذر من تأثير المنظمات الراديكالية في تأجيج الصراع الطائفي في الخليج العربي، لافتاً إلى نجاح عدد من تلك المنظمات المتطرفة في اختراق بعض منظمات المجتمع المدني في الغرب، واستقوائها ببرامج الحكومة الأمريكية لدعم الديمقراطية بهدف تحقيق أجنداتها في المنطقة. ولفت إلى دعوات المجموعات المتطرفة في البحرين وإلى نشاطها واختراقها لبعض المؤسسات الغربية المطالبة بمنحها الشرعية والاعتراف الدولي.
نظم المؤتمر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، ضمن اهتمامه برصد وتحليل القضايا الاستراتيجية الإقليمية والدولية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمحللين الاستراتيجيين على المستويين الإقليمي والعالمي.