عواصم - (وكالات): ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية امس أن «بريطانيا تتجه لتأسيس وجود عسكري في الخليج لمواجهة التهديد الإيراني المتزايد».
ونقلت «ديلي تليغراف» عن مصدر حكومي قوله إن «بريطانيا تتجه لتأسيس وجود عسكري في الخليج بعد تخفيض عدد قواتها في أفغانستان، لمواجهة التهديد المتزايد من إيران».
وقالت الصحيفة إن «بريطانيا تقيّم حالياً إمكانية تعزيز قوة قوامها نحـــــــو 70 جنديــــــــاً تتمـركـــــــز حاليــــاً في الإمارات لخدمة مقاتلاتها أثناء قيامها بمهمات بين المملكة المتحدة وأفغانستان. وأضافت أن سلاح الجو الملكي البريطاني يدير حالياً منهجاً تدريبياً على القيادة المتقدمة مرتين سنوياً من قاعدة في الإمارات، بمشاركة 4 مقالات من طراز «تايفون» أو مقاتلات «تورنادو» إلى جانب 100 جندي إضافي.
ونسبت الصحيفة إلى المصدر قوله ان بريطانيا «تدرس خططاً للطوارئ في حال ازداد الوضع سوءاً مع إيران، ولهذا السبب تنظر إلى حلفائها في منطقة الخليج وتستطلع الطرق التي يمكن أن تستخدمها بعد وضع خططنا العملياتية».
وأضاف المصدر «لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن، ولكن من المنطقي أن يكون لدينا حليف استراتيجي في المنطقة، ولهذا السبب تتطلع بريطانيا للقيام بتعاون كبير مع الإماراتيين لأنها تبحث في تطوير العلاقات مع حليف من خارج منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»».
وذكر المصدر أن إيران «تحاول تطوير أسلحة نووية قالت إنها ستجعل منطقة الشرق الأوسط مكاناً أكثر خطورة وتزعزع استقرارها بصورة أكبر، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع وقوع ذلك».
وكانت تقارير صحفية كشفت الأسبوع الماضي أن بريطانيا تدرس نشر مقاتلات في الخليج مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة جرّاء اشتداد المواجهة مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقالت إن النشر المحتمل لمقاتلات بريطانية من طراز «يوروفايتر»، المعروفة أيضاً باسم «تايفون»، جاء في أعقاب محادثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الوجود البريطاني في المنطقة، وفي وقت تهدد فيه إسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية ضد إيران، وتشهد فيه معظم دول الشرق الأوسط اضطرابات جرّاء تبعات «الربيع العربي» والأزمة في سوريا.
من ناحية اخرى، بحث خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يقوم بزيارته الثانية الى المملكة العام الحالي الاوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية، بحسب مصدر رسمي. وافادت وكالة الانباء السعودية ان المحادثات شملت «مجمل الاحداث والمستجدات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا، كما جرى بحث آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات جميعها».
وحضر الاجتماع كبار المسؤولين من الامراء. ومن المقرر ان ينتقل كاميرون الى «دار الحكمة» للفتيات في جدة، حيث من المتوقع ان يجري نقاشا مع الطالبات. وكان كاميرون قام بزيارته الاولى الى المملكة منتصف يناير الماضي. ووصل امس الاول الى الامارات حيث اتفق مع القيادة الاماراتية على اقامة شراكة استراتيجية في الصناعة الدفاعية، خاصة في ما يتعلق بمقاتلات يوروفايتر تايفون.
واكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني ان جولة كاميرون في المنطقة هدفها خصوصا تعزيز فرص بيع دول الخليج مقاتلات من طراز تايفون يوروفايتر وبحث الازمات الاقليمية. وقد ابدت السعودية اهتماما بالتقدم بطلبية «مهمة» جديدة تضاف الى صفقة 72 طائرة تايفون أبرمتها الرياض سابقا، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني. ويوروفايتر تايفون مشروع مشترك بين المجموعة الدفاعية البريطانية «بي ايه اي سيستمز» وشركات المانية وايطالية واسبانية. وتأتي الزيارة بعد شهر من الضربة الموجعة التي تلقاها قطاع الصناعة الدفاعية في بريطانيا الذي تبلغ قيمة صادراته 5.4 مليار جنيه استرليني سنويا ويوظف 54 الف شخص، مع انهيار مشروع الاتحاد بين «بي ايه اي سيستمز» والعملاق الاوروبي «اي ايه دي اس».
وأضاف بيان مكتب كاميرون أن زيارة الإمارات والسعودية «مؤشر على التزام رئيس الوزراء بتعزيز العلاقات القديمة مع اثنين من شركاء بريطانيا الاكثر استراتيجية في الخليج». واوضح ان الصادرات البريطانية الى السعودية عــــام 2011 كانت بقيمة 2.6 مليار جنيه استرليني «4.6 مليار دولار»، بزيادة 3.4% مقارنة مع العام السابق. كما ان حجم المشاريع المشتركة بين 200 شركة من كلا البلدين يبلغ زهـــاء 11 مليار جنيه استرليني «17.6 مليار دولار». وتابع ان السعودية تستثمر بشكل «كبير» في البنى التحتية وخصوصا المشاريع الكبرى في قطاعات الطاقة والمياه والنقل بحيث «يبلغ حجمها 620 مليار جنيه استرليني «992 مليـــــــــــــــار دولار» خلال فترة 20 عاما».
واشار الى ان كاميرون سيقوم خلال زيارته بالترويج للصناعات الدفاعية البريطانية و»خصوصا الترويج لمقاتلة تايفون امام القادة الخليجيين». واكد مكتب رئيس الوزراء أن السعودية وبريطانيا «تتشاطران التزاماً مشتركاً إزاء الأمن والاستقرار وازاء التغلب على المخاطر التي نواجهها في المنطقة».
وكان كاميرون أعلن خلال لقائه عدداً من الطلاب الجامعيين في ابوظبي ضرورة «ابقاء العقوبات المفروضة على إيران». كما رأى انه «مع كل العنف والدمار الذي يحصل في سوريا، من الواضح ان بشار الاسد لا يمكن ان يبقى في السلطة، عليه ان يرحل». وقال أيضاً «أعتقد أن دعم حقوق الانسان وحق الشعوب في ان يكون لها كلمتها، أمر مهم»، لكنه استدرك مضيفاً انه ينبغي أيضاً «احترام التقاليد المختلفة وثقافات» الدول. وتحاول بريطانيا تعزيز مبيعاتها الدفاعية لمنطقة الخليج الغنية بالنفط والتي تعد من ابرز حلفائها، وسط ظروف اقليمية تتسم بالتوتر مع إيران فضلاً عن الاضطرابات الشديدة الناجمة عن الأزمة السورية. وفي وقت لاحق، قال رئيس الوزراء البريطاني أنه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الاسد من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا، وذلك في مقابلة مع قناة «العربية».
واوضح ان موافقته على منح الاسد خروجا آمنا لا تعني خروجا الى بريطانيا. وقال «بالتأكيد أنا لا أعرض عليه خطة للخروج الى بريطانيا، لكنه إذا أراد أن يرحل، يمكنه ذلك، ويمكن تأمين ذلك».