كتب - خالد هجرس:أطلقت دائرة حقوق الإنسان بتجمع الوحدة الوطنية الحملة الخامسة بعنوان “حصار البديع - خط النار” مساء أول أمس بصندوق البديع الخيري، حيث حكى أهالي القرية “معاناتهم الإنسانية جراء قيام الإرهابيين من القرى المجاورة باستهدافهم وذويهم ومنازلهم ومساجدهم”، لافتين إلى أن “هدف الإرهابيين جر البلد إلى حرب أهلية إثر تفاعل ردة الفعل على هذه الاعتداءات التي تظهر فيها ملامح الطائفية والعنصرية البغيضتين”، بحسب ما بينه أحدهم.وأكد الأهالي أن “الاعتداءات التي تطالهم شبه يومية، وقد ضاقت نفوس الناس منها، إذ لا أمن ولا أمان في البديع”، مشددين على ضرورة “تواجد نقاط أمنية مكثفة في المنطقة، وفرض سلطة القانون على الإرهابيين، لأنه (من أمن العقوبة أساء الأدب)، وهم تجاوزوا في سوئهم وبغيهم كل حد”.وقالوا إن أكثر مجمع تعرض للضرر والاعتداءات في البديع مجمع 553 في المنطقة الشرقية من القرية، إذ إنه “يحوي قصصاً ومآسي لم نجد في سردها آذاناً صاغية ولا معيناً يوقف سلسلة الاعتداءات الآثمة ويفرض سيف القانون على الباغي”. ومن جانبه، أكد أحد سكان مجمع 553، محمد المرزوقي أن “الإرهابيين يتعمدون الاعتداء على أطفالنا أثناء لعبهم في الحديقة المجاورة لنا، حتى أن طفلاً أصيب بسهم في ظهره أثناء لعبه”، منوهاً إلى أن أهالي الأطفال باتوا يرقبون المحيط أثناء لعب أطفالهم في الحديقة ليستطيعوا “انتشالهم من بين أيدي الإرهابيين أثناء عدوانهم”، معلقاً “وكأننا في وضع يشبه تعامل الصهاينة العنصريين مع أطفال الفلسطينيين!”.وتابع “دأبت المجموعات الإرهابية بشكل يومي وفي جميع الأوقات على قصف منازل أهالي البديع وخصوصاً منازل المنطقة الشرقية منها، بالمولوتوف والأسياخ الحديدية”، مشدداً على أنهم يستخدمون قاذفات المسامير والسهام بل وحتى القنابل الموقوتة المصنعة محلياً والتي “أصابت شظايا إحداها أحد سكان القرية إصابةً مباشرةً مؤخراً”. وأشار المرزوقي إلى أن أهالي المنازل، المطلة على الشارع المؤدي إلى منطقة انطلاق الإرهابيين، “تصلهم تهديدات مستمرة بضرورة مغادرة منازلهم وإلا هُجروا منها قسراً”، لافتاً إلى أن أحد هذه المنازل تقطنه أرملة وحيدة والآخر يضم نسوة لا رجل في بيتهن “تعرضت أمهن إلى حرق نتيجة مولوتوف اخترق نافذة غرفة نومها، ولولا لطف الله ثم إسعاف بناتها لها، لكانت العواقب أكثر سوءاً”. وقالت أم عيسى وهي إحدى المتضررات من الأعمال الإرهابية “أسكن مع أمي في مجمع 553، حيث لا ننام بسبب الإرهاب وأعمال التخريب والتهديد الذي يطرق أبوابنا بعنف يجعلنا نعيش في حالة من القلق وترقب أي احتمال مخيف”. وذكرت أم عيسى أحد الاعتداءات التي لا تُنسى بقولها “في وقت متأخر من أحد الأيام تعرضنا إلى هجوم عنيف، فأقفلت الباب واتصلت بالشرطة التي حضرت بعد نصف ساعة، أي بعد أن أنجز الإرهابيون عملهم من تكسير النافذات والأبواب وإتلاف حديقة المنزل، والأكثر، إرهاب أمي التي تعاني من مرض الضغط”، مشددةً على أنه لولا حراك شباب البديع، من بعد لطف الله، لأكلت النار التي أشعلها الإرهابيون منزلهم ولألمت بها وأمها الإصابات وربما عوارض أعظم، لا سمح الله. ومن جانب آخر، عَرَّفَ خالد، أحد أهالي المجمع، نفسه بـ«أنا رجل بسيط الحال، أُطعم أسرتي من كشك صغير في حديقة المجمع، وهذا الوضع كان قبل أحداث 14 فبراير التي ما أن اندلعت حتى ضاع مصدر رزقي بسبب هجمات هؤلاء الإرهابيين علي”، مواصلاً “تَوَقُف مصدر رزقي سبب مأساةً حقيقيةً لأسرة كاملة، إذ صرت حينها مديوناً بما يتجاوز الألفين دينار لوزارة البلديات التي طالبتني بسداد متأخرات إيجار مساحة الكشك المتوقف أحواله بسبب بلطجة الإرهابيين”، مستدركاً “لولا أني أسكن في منزل والدتي لكانت أسرتي الآن تفترش الأرض وتلتحف السماء”. وعن حادثة أخرى قال خالد “خرجت في ليلة لأجلب دواء أمي المريضة، وكانت لدى زوجتي نية في مرافقتي، رفضتها دون سبب، وخيراً فعلت، إذ إنه قطع طريقي ثلة من هؤلاء الإرهابيين، فتجنبتهم وهم يطاردونني حتى بلغت مركز الشرطة حيث قدمت بلاغاً بالواقعة”. لم يكن ذلك الاعتداء الوحيد على خالد فعندما ذهب ليؤدي صلاة الفجر في المسجد القريب من مسكنه تلقفته الأيدي الآثمة وهو لائذ في كنف المسجد، وفي ذلك يبين “أكثر من مرة يهجم مجموعة من الإرهابيين على المسجد أثناء صلاة الفجر ليمنعوا الصلاة فيه، فهل هذه سلمية حراك؟، ومن الأساس، هل هذا فعل مسلم؟!”، لافتاً إلى أن الإرهابيين هاجموه وكسروا ساقه، فاستلف عكازاً من إحدى المحسنات، لأنه لا يملك ثمنه. يد خالد اليمنى مشوهة، وهي لها قصة أيضاً يبينها بـ«أصابتني حروق من الدرجة الأولى في يدي بينما كنت أساهم في إطفاء نار أججتها قنابل المولوتوف، إذ كان سعيرها يسري سريعاً في بيت إحدى جاراتي”، معاتباً “لم يسأل عنا أحد ولم نتلقَّ اتصالاً لا من مسؤول ولا من نائب، رغم أن هذه اليد التي أحرقتها قنابل المولوتوف هي ذاتها التي وقَّعَتْ على سيوف الولاء لآل خليفة”. وبدوره، قال أحد الشباب الذين تعرضوا إلى حادث اعتداء على يد الإرهابيين، وهو سعود الدوسري “رأيت ذات مرة مجموعة من هؤلاء الإرهابيين يشرعون في أعمالهم الآثمة، فناديت رجال الأمن الذين كانوا على مسافة من الحدث، وفي هذه الأثناء التفت الإرهابيون إلي واعتدوا علي لأني ناديت رجال الأمن، ما سبب إصابتي بجرح غزير في ساقي إثر سهم منقذف، وحروق بسيطة من المولوتوف”. قبل أن تنتهي تلك القصص المؤسفة، قال أحد أهالي البديع “لم ننقل لكم إلا جزءاً لا يُعد من مأساة الحقيقة، ومن يرد أن يعرف فعليه أن يمكث ليلةً معنا، لنريه عن أي بديع نتحدث وعن أي جريمة يطويها التعامي عن مثل هذه المعاناة لنساء وأطفال ورجال البديع”.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90