عقد المكتب السياسي بجمعية الإرادة والتغيير الوطنية اجتماعاً طارئاً على خلفية التطورات المتلاحقة على الساحة المحلية، وبحث أبعاد حملة التهديد والتشنيع التي تتعرض لها الجمعية من القوى الرديكالية الظلامية التي تسعى إلى إعادة البحرين إلى عصور الظلام عبر تركيع الوطن والدستور والقانون وتشويه الوعي السياسي وإعاقة الثقافة الحقوقية والمدنية لصالح خلق حالة حصانة لشخصيات ثيوقراطية دينية بهدف الافلات من العقاب خلافاً لمقتضيات الدستور والقوانين المحلية والمعاهدات والأعراف الدولية، حسب بيان أصدرته الجمعية اليوم.
وقالت الجمعية إن المكتب تدارس حيثيات التحريض على الجمعية والتهديدات بالقتل التي تعرض لها المحامي الأستاذ أسامة الملا، أمين سر المجلس الاستشاري وعضو الدائرة القانونية، على خلفية البلاغات الجنائية وبلاغات الإدعاء بالحق المدني التي تقدم بها للنائب العام ممثلاً لمئات المواطنين من كافة التوجهات وعائلات الشهداء ضد عيسى أحمد قاسم، خطيب جامع الصادق في الدراز، وحملة التشهير التي تعرضت لها الدكتورة ريم الفايز، أمين عام الجمعية وعدد من الكوادر المحترمة.
واستهجن المكتب السياسي التهديد بالاغتيال واهدار الدماء التي يقوم بها أدعياء الدولة المدنية الزائفة، في الوقت الذي يدعي فيه البعض تعديل مسلكه العنفي إلى اللاعنف من خلال حملات إعلامية ترقيعية، وهم الذين تعلموا زراعة العنف بأيديهم وألسنتهم في معسكرات الإرهاب التي حصدت أرواح كل من يخالفها، فلاغرابة في أن يسقطوا ويخونوا ويهددوا من يخالفهم بالقتل، فهذا منهجهم، وإلا فمن قتل رفيق الحريري وجورج حاوي وسمير قصير وجبران التويني ووسام عيد ووسام الحسن لن يعلم تلاميذه في البحرين إلا قتل من يخالفهم.
لا نخشى الموت.. نقولها عالية مدوية، ودمائنا ليست أعز من دماء بريئة لمواطنين سفكوها وباركوا من سفكها ووقفوا بوقاحة يطالبون بالإفراج عن من قتلهم.

آن الأوان لأن يسمع من ارتفعت عقيرتهم ضد من مارس أبسط حقوقه باللجوء إلى القانون كلاماً صريحاً؛ نحن لا نؤمن بمرجعيات دينية، ولا نؤمن برمزية مستندة على قداسة دينية، ولا تهمنا أي فتوى تسعون جاهدين لاستصدارها من أي كان، ولا نرى أي ميزة لفرد على أي فرد آخر إلا بقدر ما يفرضه القانون أولاً من احترام الأفراد لبعضهم ثم بقدر ما يفرضه التعايش في ظل قيم المشاركة والاحترام المتبادل التي أهدرتموها يوم قبلتم الحياة في ظل اللاحترام واللاتقدير، شجعكم على ذلك تواطئكم المريب مع السلطة لأكثر من عقد من الزمان ما أنتج محاولاتكم جعل شخص فوق الدستور وفوق القانون، وإن كنتم بهذا التداعي للصراخ والعويل قد أخفتم ضعاف القلوب ممن جاملوكم أو رضخوا لابتزازكم سابقاً، فعلموا اليوم أنكم أمام جيل جديد لا ترعبه الجعجعة ولايخاف إلا الله، وليس لأحد سلطة عليه إلا بالقانون والدستور.