كتبت - عايدة البلوشي:
تتحول «الخادمة» في المنزل إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تتفجر في أي وقت والضحية الأولى هم الأطفال والأبناء، وإن كانت الأخطار لا تقف عند هذا الحد بل تمتد إلى جميع أفراد الأسرة.
وشهدت البيوت البحرينية الكثير من القصص الواقعية التي تروي مأساتها مع الخادمة، فهناك بعض الجرائم متعلقة بالخادمات تشمل محاولة القتل بدس السم في الأكل، معاملة الأطفال بقساوة، والاعتداء عليهم.
وفي منتصف الشهر الماضي قررت نيابة المحافظة الشمالية حبس خادمة آسيوية أسبوعاً على ذمة التحقيق بعد أن أسندت لها تهمة الشروع في قتل مخدومتها بوضع سم مبيد حشري في زجاجة مخللات «آجار»، في حين بررت الخادمة جريمتها أن مخدومتها تسيء معاملتها. وتشير تفاصيل الحادثة إلى أن زوجة الكفيل طلبت من الخادمة جلب المخلل لتناوله مع وجبة الغداء، وعندما أحضرته ووضعته في فمها شعرت بطعم غريب، فشكت في الخادمة، فطلبتها وسألتها عما وضعته في المخلل فأكدت أنها لم تضع فيه أي شيء. وطلبت المجني عليها من الخادمة تناول «الآجار»، فرفضت وأصرت عليها فتناولت قطعة صغيرة وبصقتها، ما أكد شكوكها وقدمت بلاغاً لمركز الشرطة، ولم تكن هذه الحادثة والقصة الواقعية هي الأولى من نوعها.
القصة الأولى
تقول صاحبة المنزل: جلبت الخادمة بهدف الأعمال المنزلية المتعارف عليها من الغسل والكي والمساعدة في الطبخ ..إلخ، وكانت الخادمة للأمانة تقوم بكل الأمور المنزلية على أكمل وجه دون كلل أو ملل إلا أنها بعد فترة (9 أشهر) بدأت تتثاقل وتتأفف بسبب الأعمال المكلفة لها وفي كثير من الأحيان لا تتقنها جيداً رغم انها كانت تقوم بها قبل هذه الفترة على أكمل وجه، وكانت المحاسبة بالسؤال والتكرار التعليم .. كيف تنظف وكيف تغسل فقط دون الإجراءات الأخرى كقطع من الراتب أو معاملة قاسية أو منعها من أمور..، إلا أنها تمادت وتمادت بتصرفاتها لتقوم بسلوكيات غريبة لا يتقبلها العقل ولا الإنسانية، حيث تحمم ابنتي ذات (5 سنوات) بالماء الساخن وهي تصرخ وتصرخ دون أدنى رحمة، في أحد المرات رجعت من العمل باكراً في غير العادة، إذ رأيتها تحمم ابنتي وهي تصرخ وأثارني الاستغراب والدهشة لأن ابنتي سارة تحب الماء والاستحمام وتلعب أثناء السباحة وفلماذا تصرخ وتبكي بهذه الصورة؟! فدخلت الحمام ورأيتها تستخدم الماء الساخن، فالسؤال الموجه من سيأخذ حق ابنتي الطفلة البريئة ولماذا تقوم بذلك؟ وعندما حاولت الاستفسار والسؤال لماذا كل هذه المعاملة القاسية، أجابت بكل جرأة: لأن أعمال المنزل كثيرة ولا أستطيع إنجازها جميعها، رغم المنزل (الشقة) هي هي لم تتغير والأعمال المكلفة هي نفسها لم تزد ولم تنقص، سارعت بالإجابة «لكن أعمال منزل الخادمة «الفلانية « أقل بكثير من أعمال منزلك، فعرفت بأنها بدأت تقارن الأعمال المنزلية المكلفة بها في منزلي والأعمال التي كلفت بها خادمة أختي.
تواصل: حاولت بأن «أسايرها» إن صح التعبير حتى لا أخسر، فإن سفرتها قبل انتهاء السنتين خسرت وإن تمت سأكون في خوف ماذا ستعمل بابنتي الصغيرة، لذلك قللت الأعمال المكلفة بها كثيراً إلى الدرجة أن هناك بعض الأمور المنزلية أقوم بها بعد عودتي من العمل.
القصة الثانية
الخادمة والعار
تقول صاحبة المنزل: الخادمات مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا لأننا بحاجة إليهم رغم الجرائم والمشاكل التي نسمع ونعيش عنها، وعلى الصعيد الشخصي كثيراً ما واجهت مشاكل مع الخدم، فالأولى جلبتها بعد المولود الأول لتساعدني في المنزل إلا أنها بدأت تسرق ولم يكن لدي خيار آخر غير التسفير، بالفعل قمت بتسفيرها، أما الثانية اكتشفت بأن لديها هاتفاً وتتحدث مع الشباب وكانت تتقابل مع أحد الشباب الذي هو الآخر من نفس جنسيتها أمام المنزل وأثناء ذهابها إلى البرادة لشراء حاجة.
القصة الثالثة
إهمال الخادمة
تقف أم جاسم مكتوفة اليدين بين مطرقة العمل وسندان الخوف على أبنائها الذين تتركهم مع العاملة أثناء غيابها عنهم ساعات الصباح، فقصة أبنائها مع الخادمة تبدأ بالإهمال لتنتهي بالمرض، تركناها لتروي كما شاءت، فتقول، جلبت خادمة إلى المنزل لتكون عنصراً مساعداً في المنزل وتساعدني بالأعمال المنزلية دون الطبخ لأنني أفضل بأن أقوم بالطبخ بنفسي عدا مساعدتها في بعض الأحيان.
تردف: عاملتها أحس معاملة ليس تكريماً لها أو إنجازاً مني، بل هو الواجب الذي يتطلب مني بحسن الخلق والمعاملة كما حثنا رسولنا الكريم، لم أفرض عليها بأن تقوم منذ الصباح الباكر الخامسة، بل بنفسها كانت تتستيقظ من النوم الساعة السادسة وتباشر بالعمل دون أن تتناول الفطور أانا كنت أمنعها بذلك حيث كنت أقول لها تناولي الفطور ومن ثم البدء في العمل، وأيام العيد كنت أسارع لشراء الملابس الجديدة لها، وأجعلها تتناول من نفس الطعام الذي نتناوله.. ولكنها لم تعرف برد الجميل للأسف، مع الأيام تبدات تتغير من حيث الأعمال المنزلية التي تقوم بها ومعاملتها..، فمشكلتها الوحيدة لا تحب بأن يقوم أحد بتوجيهها وترفض النصح والإرشاد، إذ إنه من الطبيعي عندما تقوم بعمل شيء خطأ من واجبي بأن أقوم بتوجيهها إلا أنها كانت ترفض وبشدة، هكذا بدأت تهمل المنزل ولا ترتب وأعتقد السبب في ذلك يعود إلى التراخي مني حيث لم أشدد عليها من قبل، فكنت أترك ابنتي أثناء عملي معها، فطوال النهار لم تؤكلهم شي فيبقون بجوع إلى الساعة الواحدة ظهراً حتى موعد عودتي، استغربت لأنه الطعام كما هو وعند سؤالي تقول «نعم أكلتهما» في حين تقول الطفلة ذات خمس سنوات «ماما جوعانة» إلى أن عرفت بإهمالها حيث مرضت وأخذتها إلى طبيب وأخبرتني الدكتورة بأنها لم تأكل.
مشاكل الطرفين
ويعلق صاحب أحد مكاتب الخدم - فضل عدم ذكر اسمه - في الواقع موضوع الخدم موضوع خطير في مجتمعاتنا الخليجية والعربية وله أبعاد وآثار على الأسرة (الأطفال والمراهقين والشباب..) وأيضا ًعلى الخادمة، فمن ناحية الخادمة فقد تتحمل الخادمة فوق طاقتها (ضغوطات في المنزل والعمل) وهذه الضغوطات قد تصلها إلى مستوى ارتكاب الجرائم كما نسمع عنها وكان آخرها جريمة قامت بها خادمة بوضع (سم) لمخدومتها في الطعام، وأيضاً ضعف إيمانهن يكون أحد أسباب سلكهن مسلك الجرائم من اعتداءات وغيرها، وبطبيعة الحال هذه الجرائم وإن اختلفت درجة شدتها يكون لها تأثير سلبي على المجتمع والأسرة. يضيف: في المقابل هناك مشاكل وعراقيل تواجهها الخادمات خاصة مع جهلهن لحقوقهن، فمن أبرز تلك المشكلات: مشكلة الرواتب، حيث إن هناك أصحاب منازل لا يدفعون مرتب الخادمة بأشهر فتبقى الخادمة تخدم دون أدنى تقدير أو حتى الحصول على حقوقها، وأيضاً مشكلة المعاملة، حيث إن كثيراً من الناس لا تعامل الخادمة على أساس أنها إنسانة جاءت من أجل لقمة العيش تاركة أبناءها وأطفالها وأهلها، فالمعاملة القاسية تولد الجرائم التي تحدثنا عنها سابقاً، ومن المشاكل أيضاً عندما تريد الخادمة العودة إلى بلادها فيقف الكفيل لها بالمرصاد (ويماطل)، وفي بعض الحالات ومن أول يوم تصل الخادمة إلى المنزل كأنها تكون في سجن حيث تمنع من أمور كثيرة أبسطها التواصل مع أهلها عبر الهاتف وهذه الحالات وإن لم تصل إلى مستوى الظاهرة إلا أنها موجودة في واقعنا، وهو ما يتناقض مع قيم مجتمعنا الذي عرف برقي في التعامل والأخلاق، وكذلك هناك حالات تتعرض فيها الخادمة إلى الاعتداء الجنسي بالإضافة إلى الاعتداء اللفظي والجسدي من الضرب حيث إن الضرب يكون في الغالب من النساء وليس الرجال.
يردف: لذلك نقول القاعدة الأساسية هي المعاملة الحسنة والطيبة، ومع الحذر من الخادمات ويجب جلبهن بالطرق القانونية عن طريق مكاتب الخدم تجنباً لحدوث الكثير من المشكلات.
لكل فعل رد فعل
ويقول خليفة الجودر أمين السر بجمعية توليد الأيدي العاملة: في الواقع مشاكل الخدم في الوقت الراهن كثيرة وتنقسم القسمين الأول: يواجهها الكفيل مع الخادمة والثاني يواجهها مكتب الخدم مع المكتب المصدر. وعلى صعيد المشاكل التي يواجهها الكفيل الجرائم التي نسمع عنها وباءت موضوع أو فكرة جلب الخادمة تؤرق الأسرة، أما المشاكل التي تعيشها الخادمة في الوقت الراهن الضغط عليها من ناحية تراكم وكثرة المهام المكلفة بها، فتقوم هذه الإنسانة بالتنظيف والغسيل والطبخ وتربية الأبناء (تصبح متعددة الأدوار) وبطبيعة االحال تعيش تحت هذه الضغوطات رغم أن من المفترض الجيل الجديد يكون أكثر وعياً بأن الطاقة الاستيعابية أو التحملية إن صح التعبير للخادمة كإنسانة محدودة ولا تستطيع أن تتحمل فوق طاقتها إلا أن الأمهات أصبحن يحملن الخادمة فوق طاقتها بل أحيانا تصل الى مستوى بانها (الخادمة) تنهي جميع أعمال المنزل وحين زيارة صاحبة المنزل بيت والدتها أو اختها تأخذ الخادمة معها لتساعد الخدم الأخرى في بيت الأم أو الأخت.
يواصل الجودر: في السابق كانت الخادمة هي العنصر المساعد في المنزل أما اليوم أصبحت الخادمة هي الأساس والأم هي العنصر أو العامل المساعد أو في كثير من الأحيان تكون المشرفة تقوم بالإشراف على الخادمة وهو ما جعلت المشاكل تزيد بشكل خطير.
ومن جانبه يؤكد المحامي موسى البلوشي: في الواقع جرائم الخدم أو ما يسمى بالعمالة المنزلية كثيرة في الفترة الأخيرة، وتختلف تفاصيل كل حادثة ودرجة شدتها، ويبقى المتضرر هم الأطفال والأسرة، وفي الوقت نفسه يجب علينا النظر في الجانب الثاني وهو مشاكل المخدومة على الخادمة، فالخادمة هي الأخرى تواجه جملة من المشكلات في عملها، فمن هنا نستطيع القول إن هناك جرائم من الخدم وأيضاً هناك قسوة ومشاكل من صاحبة المنزل تجاه هذه الخادمة.
يضيف: لو نعود مرة أخرى إلى محور جرائم الخدم أو العاملة المنزلية، نجد بأن هناك أسباباً كثيرة تجعلها ترتكب هذه الجرائم ولكن ليس معنى هذا بأن تقوم هذه الخادمة بتك التصرفات اللإنسانية، بل نريد بأن نتحدث عن الأسباب، فأولها بأن الإجرام منتشر في مجتمعاتهم بشكل كبيرة لذا نجدها من أبسط موقف ترد بالإجرام، وأيضاً ضعف الإيمان لديهن، فالإنسان المسلم يرحم بالأطفال والناس ولا يتجرا بأن يفكر بالاجرام بينما من لا دين له من السهل جدا يقوم الاجرام، وكذلك هؤلاء الخدم كلما أحسنت معاملتهن أحسنوا إليك، فيجب أن تكون المعاملة انسانية، بأن لا نكلفها فوق طاقتها فكثير من الحالات نجد الخادمة لا تقوم بالأعمال المنزلية فحسب، بل تقوم بغسل السيارة وتربية الأبناء والطبخ، فمن هنا عندما تجد هذه الخادمة بأنها تكلف فوق طاقتها ووسعها تقوم بالإجرام حيث إن الإجرام موجود بداخلهم (جينات مجرمة بداخله) فالجريمة لديهم بالفطرة وأحياناً تكون مكتسبة، ونعود لنقول إننا لا نعمم فهناك من صاحبات منزل يقومن بأحسن معاملة لهذه الفئة (الخدم).
يواصل البلوشي: الجرائم في الحقيقة موجودة ولكنها في مملكة البحرين لم تصل إلى مستوى الظاهرة ومتنوعة من سرقة وضرب واعتداء..، إلا أن القانون البحريني يحمي كل شخص ويحاسب الجميع دون تفرقة سواء الخادم أو المخدومة.

كتبت - عايدة البلوشي:
تتحول «الخادمة» في المنزل إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تتفجر في أي وقت والضحية الأولى هم الأطفال والأبناء، وإن كانت الأخطار لا تقف عند هذا الحد بل تمتد إلى جميع أفراد الأسرة.
وشهدت البيوت البحرينية الكثير من القصص الواقعية التي تروي مأساتها مع الخادمة، فهناك بعض الجرائم متعلقة بالخادمات تشمل محاولة القتل بدس السم في الأكل، معاملة الأطفال بقساوة، والاعتداء عليهم.
وفي منتصف الشهر الماضي قررت نيابة المحافظة الشمالية حبس خادمة آسيوية أسبوعاً على ذمة التحقيق بعد أن أسندت لها تهمة الشروع في قتل مخدومتها بوضع سم مبيد حشري في زجاجة مخللات «آجار»، في حين بررت الخادمة جريمتها أن مخدومتها تسيء معاملتها. وتشير تفاصيل الحادثة إلى أن زوجة الكفيل طلبت من الخادمة جلب المخلل لتناوله مع وجبة الغداء، وعندما أحضرته ووضعته في فمها شعرت بطعم غريب، فشكت في الخادمة، فطلبتها وسألتها عما وضعته في المخلل فأكدت أنها لم تضع فيه أي شيء. وطلبت المجني عليها من الخادمة تناول «الآجار»، فرفضت وأصرت عليها فتناولت قطعة صغيرة وبصقتها، ما أكد شكوكها وقدمت بلاغاً لمركز الشرطة، ولم تكن هذه الحادثة والقصة الواقعية هي الأولى من نوعها.
القصة الأولى
تقول صاحبة المنزل: جلبت الخادمة بهدف الأعمال المنزلية المتعارف عليها من الغسل والكي والمساعدة في الطبخ ..إلخ، وكانت الخادمة للأمانة تقوم بكل الأمور المنزلية على أكمل وجه دون كلل أو ملل إلا أنها بعد فترة (9 أشهر) بدأت تتثاقل وتتأفف بسبب الأعمال المكلفة لها وفي كثير من الأحيان لا تتقنها جيداً رغم انها كانت تقوم بها قبل هذه الفترة على أكمل وجه، وكانت المحاسبة بالسؤال والتكرار التعليم .. كيف تنظف وكيف تغسل فقط دون الإجراءات الأخرى كقطع من الراتب أو معاملة قاسية أو منعها من أمور..، إلا أنها تمادت وتمادت بتصرفاتها لتقوم بسلوكيات غريبة لا يتقبلها العقل ولا الإنسانية، حيث تحمم ابنتي ذات (5 سنوات) بالماء الساخن وهي تصرخ وتصرخ دون أدنى رحمة، في أحد المرات رجعت من العمل باكراً في غير العادة، إذ رأيتها تحمم ابنتي وهي تصرخ وأثارني الاستغراب والدهشة لأن ابنتي سارة تحب الماء والاستحمام وتلعب أثناء السباحة وفلماذا تصرخ وتبكي بهذه الصورة؟! فدخلت الحمام ورأيتها تستخدم الماء الساخن، فالسؤال الموجه من سيأخذ حق ابنتي الطفلة البريئة ولماذا تقوم بذلك؟ وعندما حاولت الاستفسار والسؤال لماذا كل هذه المعاملة القاسية، أجابت بكل جرأة: لأن أعمال المنزل كثيرة ولا أستطيع إنجازها جميعها، رغم المنزل (الشقة) هي هي لم تتغير والأعمال المكلفة هي نفسها لم تزد ولم تنقص، سارعت بالإجابة «لكن أعمال منزل الخادمة «الفلانية « أقل بكثير من أعمال منزلك، فعرفت بأنها بدأت تقارن الأعمال المنزلية المكلفة بها في منزلي والأعمال التي كلفت بها خادمة أختي.
تواصل: حاولت بأن «أسايرها» إن صح التعبير حتى لا أخسر، فإن سفرتها قبل انتهاء السنتين خسرت وإن تمت سأكون في خوف ماذا ستعمل بابنتي الصغيرة، لذلك قللت الأعمال المكلفة بها كثيراً إلى الدرجة أن هناك بعض الأمور المنزلية أقوم بها بعد عودتي من العمل.
القصة الثانية
الخادمة والعار
تقول صاحبة المنزل: الخادمات مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا لأننا بحاجة إليهم رغم الجرائم والمشاكل التي نسمع ونعيش عنها، وعلى الصعيد الشخصي كثيراً ما واجهت مشاكل مع الخدم، فالأولى جلبتها بعد المولود الأول لتساعدني في المنزل إلا أنها بدأت تسرق ولم يكن لدي خيار آخر غير التسفير، بالفعل قمت بتسفيرها، أما الثانية اكتشفت بأن لديها هاتفاً وتتحدث مع الشباب وكانت تتقابل مع أحد الشباب الذي هو الآخر من نفس جنسيتها أمام المنزل وأثناء ذهابها إلى البرادة لشراء حاجة.
القصة الثالثة
إهمال الخادمة
تقف أم جاسم مكتوفة اليدين بين مطرقة العمل وسندان الخوف على أبنائها الذين تتركهم مع العاملة أثناء غيابها عنهم ساعات الصباح، فقصة أبنائها مع الخادمة تبدأ بالإهمال لتنتهي بالمرض، تركناها لتروي كما شاءت، فتقول، جلبت خادمة إلى المنزل لتكون عنصراً مساعداً في المنزل وتساعدني بالأعمال المنزلية دون الطبخ لأنني أفضل بأن أقوم بالطبخ بنفسي عدا مساعدتها في بعض الأحيان.
تردف: عاملتها أحس معاملة ليس تكريماً لها أو إنجازاً مني، بل هو الواجب الذي يتطلب مني بحسن الخلق والمعاملة كما حثنا رسولنا الكريم، لم أفرض عليها بأن تقوم منذ الصباح الباكر الخامسة، بل بنفسها كانت تتستيقظ من النوم الساعة السادسة وتباشر بالعمل دون أن تتناول الفطور أانا كنت أمنعها بذلك حيث كنت أقول لها تناولي الفطور ومن ثم البدء في العمل، وأيام العيد كنت أسارع لشراء الملابس الجديدة لها، وأجعلها تتناول من نفس الطعام الذي نتناوله.. ولكنها لم تعرف برد الجميل للأسف، مع الأيام تبدات تتغير من حيث الأعمال المنزلية التي تقوم بها ومعاملتها..، فمشكلتها الوحيدة لا تحب بأن يقوم أحد بتوجيهها وترفض النصح والإرشاد، إذ إنه من الطبيعي عندما تقوم بعمل شيء خطأ من واجبي بأن أقوم بتوجيهها إلا أنها كانت ترفض وبشدة، هكذا بدأت تهمل المنزل ولا ترتب وأعتقد السبب في ذلك يعود إلى التراخي مني حيث لم أشدد عليها من قبل، فكنت أترك ابنتي أثناء عملي معها، فطوال النهار لم تؤكلهم شي فيبقون بجوع إلى الساعة الواحدة ظهراً حتى موعد عودتي، استغربت لأنه الطعام كما هو وعند سؤالي تقول «نعم أكلتهما» في حين تقول الطفلة ذات خمس سنوات «ماما جوعانة» إلى أن عرفت بإهمالها حيث مرضت وأخذتها إلى طبيب وأخبرتني الدكتورة بأنها لم تأكل.
مشاكل الطرفين
ويعلق صاحب أحد مكاتب الخدم - فضل عدم ذكر اسمه - في الواقع موضوع الخدم موضوع خطير في مجتمعاتنا الخليجية والعربية وله أبعاد وآثار على الأسرة (الأطفال والمراهقين والشباب..) وأيضا ًعلى الخادمة، فمن ناحية الخادمة فقد تتحمل الخادمة فوق طاقتها (ضغوطات في المنزل والعمل) وهذه الضغوطات قد تصلها إلى مستوى ارتكاب الجرائم كما نسمع عنها وكان آخرها جريمة قامت بها خادمة بوضع (سم) لمخدومتها في الطعام، وأيضاً ضعف إيمانهن يكون أحد أسباب سلكهن مسلك الجرائم من اعتداءات وغيرها، وبطبيعة الحال هذه الجرائم وإن اختلفت درجة شدتها يكون لها تأثير سلبي على المجتمع والأسرة. يضيف: في المقابل هناك مشاكل وعراقيل تواجهها الخادمات خاصة مع جهلهن لحقوقهن، فمن أبرز تلك المشكلات: مشكلة الرواتب، حيث إن هناك أصحاب منازل لا يدفعون مرتب الخادمة بأشهر فتبقى الخادمة تخدم دون أدنى تقدير أو حتى الحصول على حقوقها، وأيضاً مشكلة المعاملة، حيث إن كثيراً من الناس لا تعامل الخادمة على أساس أنها إنسانة جاءت من أجل لقمة العيش تاركة أبناءها وأطفالها وأهلها، فالمعاملة القاسية تولد الجرائم التي تحدثنا عنها سابقاً، ومن المشاكل أيضاً عندما تريد الخادمة العودة إلى بلادها فيقف الكفيل لها بالمرصاد (ويماطل)، وفي بعض الحالات ومن أول يوم تصل الخادمة إلى المنزل كأنها تكون في سجن حيث تمنع من أمور كثيرة أبسطها التواصل مع أهلها عبر الهاتف وهذه الحالات وإن لم تصل إلى مستوى الظاهرة إلا أنها موجودة في واقعنا، وهو ما يتناقض مع قيم مجتمعنا الذي عرف برقي في التعامل والأخلاق، وكذلك هناك حالات تتعرض فيها الخادمة إلى الاعتداء الجنسي بالإضافة إلى الاعتداء اللفظي والجسدي من الضرب حيث إن الضرب يكون في الغالب من النساء وليس الرجال.
يردف: لذلك نقول القاعدة الأساسية هي المعاملة الحسنة والطيبة، ومع الحذر من الخادمات ويجب جلبهن بالطرق القانونية عن طريق مكاتب الخدم تجنباً لحدوث الكثير من المشكلات.
لكل فعل رد فعل
ويقول خليفة الجودر أمين السر بجمعية توليد الأيدي العاملة: في الواقع مشاكل الخدم في الوقت الراهن كثيرة وتنقسم القسمين الأول: يواجهها الكفيل مع الخادمة والثاني يواجهها مكتب الخدم مع المكتب المصدر. وعلى صعيد المشاكل التي يواجهها الكفيل الجرائم التي نسمع عنها وباءت موضوع أو فكرة جلب الخادمة تؤرق الأسرة، أما المشاكل التي تعيشها الخادمة في الوقت الراهن الضغط عليها من ناحية تراكم وكثرة المهام المكلفة بها، فتقوم هذه الإنسانة بالتنظيف والغسيل والطبخ وتربية الأبناء (تصبح متعددة الأدوار) وبطبيعة االحال تعيش تحت هذه الضغوطات رغم أن من المفترض الجيل الجديد يكون أكثر وعياً بأن الطاقة الاستيعابية أو التحملية إن صح التعبير للخادمة كإنسانة محدودة ولا تستطيع أن تتحمل فوق طاقتها إلا أن الأمهات أصبحن يحملن الخادمة فوق طاقتها بل أحيانا تصل الى مستوى بانها (الخادمة) تنهي جميع أعمال المنزل وحين زيارة صاحبة المنزل بيت والدتها أو اختها تأخذ الخادمة معها لتساعد الخدم الأخرى في بيت الأم أو الأخت.
يواصل الجودر: في السابق كانت الخادمة هي العنصر المساعد في المنزل أما اليوم أصبحت الخادمة هي الأساس والأم هي العنصر أو العامل المساعد أو في كثير من الأحيان تكون المشرفة تقوم بالإشراف على الخادمة وهو ما جعلت المشاكل تزيد بشكل خطير.
ومن جانبه يؤكد المحامي موسى البلوشي: في الواقع جرائم الخدم أو ما يسمى بالعمالة المنزلية كثيرة في الفترة الأخيرة، وتختلف تفاصيل كل حادثة ودرجة شدتها، ويبقى المتضرر هم الأطفال والأسرة، وفي الوقت نفسه يجب علينا النظر في الجانب الثاني وهو مشاكل المخدومة على الخادمة، فالخادمة هي الأخرى تواجه جملة من المشكلات في عملها، فمن هنا نستطيع القول إن هناك جرائم من الخدم وأيضاً هناك قسوة ومشاكل من صاحبة المنزل تجاه هذه الخادمة.
يضيف: لو نعود مرة أخرى إلى محور جرائم الخدم أو العاملة المنزلية، نجد بأن هناك أسباباً كثيرة تجعلها ترتكب هذه الجرائم ولكن ليس معنى هذا بأن تقوم هذه الخادمة بتك التصرفات اللإنسانية، بل نريد بأن نتحدث عن الأسباب، فأولها بأن الإجرام منتشر في مجتمعاتهم بشكل كبيرة لذا نجدها من أبسط موقف ترد بالإجرام، وأيضاً ضعف الإيمان لديهن، فالإنسان المسلم يرحم بالأطفال والناس ولا يتجرا بأن يفكر بالاجرام بينما من لا دين له من السهل جدا يقوم الاجرام، وكذلك هؤلاء الخدم كلما أحسنت معاملتهن أحسنوا إليك، فيجب أن تكون المعاملة انسانية، بأن لا نكلفها فوق طاقتها فكثير من الحالات نجد الخادمة لا تقوم بالأعمال المنزلية فحسب، بل تقوم بغسل السيارة وتربية الأبناء والطبخ، فمن هنا عندما تجد هذه الخادمة بأنها تكلف فوق طاقتها ووسعها تقوم بالإجرام حيث إن الإجرام موجود بداخلهم (جينات مجرمة بداخله) فالجريمة لديهم بالفطرة وأحياناً تكون مكتسبة، ونعود لنقول إننا لا نعمم فهناك من صاحبات منزل يقومن بأحسن معاملة لهذه الفئة (الخدم).
يواصل البلوشي: الجرائم في الحقيقة موجودة ولكنها في مملكة البحرين لم تصل إلى مستوى الظاهرة ومتنوعة من سرقة وضرب واعتداء..، إلا أن القانون البحريني يحمي كل شخص ويحاسب الجميع دون تفرقة سواء الخادم أو المخدومة.