سالم سميرات أو "شبيه" ياسر عرفات بكل ما تتصوره بملابسه العسكرية وكوفيته الخاصة يتجول في سوق الخضر في رام الله، ويقف بين الحين والآخر وينادي زبائنه بلهجة فلسطينية شعبية، ويسوق للطماطم الناضجة والبطيخ، فيصيح بصوت عال "من أبوعمار اشترِ ادفع خمسة فقط لتأخذ بطيختين".
ويرفع سميرات يده ويفتح أصبعيه، كما كان يفعل أبوعمار في علامة على النصر، ويبتسم ابتسامة تملأ وجهه حتى تظهر الأسنان كلها، هي قصة الرجل الذي يشبه الرئيس الراحل أبو عمار، وهو بائع فواكه في الضفة الغربية في رام الله.
على الرغم من مرور ثماني سنوات على وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فإنه ما زال يعتبر واحداً من أبرز الشخصيات الرئيسية في إثارة الجدل في المجتمع الفلسطيني بحياته ومماته.
نشرت إذاعة "بي بي سي" الإخبارية تقريراً على موقعها، أعده أحد مراسيلها عند زيارته لرام الله في الضفة الغربية، وينقل التقرير حكاية شخص يشبه القائد الفلسطيني الراحل أبو عمار بشكل غريب، حيث يجتمع الفلسطينيون حوله في كل مناسبة.
ويقول جان دايسون في تقريره: "تخيّلوا لو كان أحدكم في سوق الخضر أو الفواكه ويريد شراء كمية من التفاح أو البطاطا أو البصل، وفي تلك اللحظة التي لم تفكروا فيها بشيء إلا في نوعية البضاعة التي تبحثون عن شرائها وعن صاحب البضاعة في الحانوت لا يمكن أن يخطر ببالكم أن تروا أبو عمار، القائد الفلسطيني الفذ، خاصة وأنتم في رام الله ماذا لو رأيتم أبو عمار ياسر عرفات ظهر بكل ملامحه وكوفيته وعقاله من خلف كومة الخوخ والتفاح، وأعطاكم سعر الفواكه، وناداكم مرحباً أنتم عند أبو عمار".
ويضيف دايسون "قبل أن تستخدم نظريات المؤامرة لتفسير قصة هذا الشخص عليَّ أن أقول إن ياسر عرفات هذا ليس ياسر عرفات الحقيقي، ولم يعد أبو عمار مرة أخرى للحياة بعد موته، وإّنما هو المواطن الفلسطيني سالم سميرات الذي يشبه الرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار بشكل لا يصدق. يسكن سميرات حالياً في الضفة الغربية، وأصبح كالنجم السينمائي المعروف بين الفلسطينين لقوه شبهه بالراحل أبوعمار.
فترى الفلسطينيين يلتفون حوله في كل المناسبات، ويتكلمون معه ويمزح معهم ولكنّني التقيت به في المكان الذي يعمل فيه، أي في سوق الخضر في رام الله.