يعترف العراقيون بوجود شواذ بينهم، لكنهم أصيبوا بالصدمة الكبرى حين شاهدوا صور عريسين ذكرين في زفاف علني بالناصرية، تبرج أحدهما بوقاحه وارتدى فستانًا أبيض. الا أن ما أراحهم فهو تأكيد الشرطة أن العريسين يعسّلان في السجن.
واستغرب عددٌ من المواطنين الجرأة التي دفعت شابين الى اقامة حفل زفاف شاذ في مكان عام، في مدينة معروفة بتقاليدها العشائرية، مؤكدين ان الحرية والديموقراطية لا تجيزان لهما هذا السلوك المشين.
وكان احد المواقع الالكترونية في محافظة ذي قار نشر ما يأتي: «حدث غريب وعجيب اليوم في مدينة الناصرية... يندى له جبين الانسانية والحياء والخجل والعادات والتقاليد التي تربت عليها مدينة الناصرية الفيحاء، التي طالما عرفت بها على مر العصور، وبقيت هذه المدينة الغراء تحمل أنبل القيم والعادات والتقاليد، فضربت الامثال بهذه المدينة... بكل بقاع الارض».
واضاف الموقع: «نجد اليوم هذه المدينة وللاسف قد تسلل اليها الاسلوب الديموقراطي الغربي بكل وقاحة، متجاهلًا جميع الاعراف والتقاليد، من خلال بثه السموم الفكرية والمعلومات التي تحض بعض الشباب الجاهل على تقليد مثل هذه الممارسات، وهي زواج ذكر من ذكر».
ويروي الموقع عن شهود عيان القاء الشرطة في شارع الحبوبي القبض على الشابين، يرتدي أحدهما فستان زفاف ويتجمل كالنساء، بينما يرتدي الآخر بزة العرس المتعارف عليها، واحالتهما الى الدائرة المختصة. كما ينقل عن مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه في مديرية شرطة البلدة صحة الخبر.
الاستهجان عام بين أهالي الناصرية. يقول عبد الخضر نعمة لـ «ايلاف»: «ربما اصدق ما سمعت وما قرأت وما شاهدت من صور، وليس غريبا ان يحدث هذا، سواء في مدينة الناصرية أو الموصل أو البصرة أو أي مكان في العراق، وهناك ربما اسوأ من هذا، ولكن الذي صدمنا سلوكهما السيئ والمفضوح والجريء اذ لم تردعهما التقاليد الكريمة».
ويتبرأ نعمة من الشابين الشواذ جنسيا ويقول «لا اريد أن أقول انهما ليسا من المدينة، لكن الناصرية وأهلها منهما ومن فعلتهما براء، فنحن معرفون بالتزامنا الديني والاخلاقي، ونرفض مثل هذا السلوك جملة وتفصيلًا، وأنا أطالب بمعاقبتهما بأشد العقوبة ليكونا عبرة لغيرهما».
لا يظن أحمد سالم، من بغداد، أن العراق خالٍ من االشواذ جنسيا، «لكن الصورة التي ظهر فيها الشابان غريبة، أحدهما كأنه عروس في ليلة عرسها، في مكان عام في مدينة معروفة بتقاليدها العشائرية وناسها المثقفين».
ويؤكد سالم أنه لا يمكن ربط هذا السلوك «الشائن» بأهل الناصرية، ويطالب بمعاقبة االشواذ جنسيا عقوبة شديدة، ليكونا عبرة لغيرهما، فلا يستهين أحد بالقيم وكأنه يعيش في أوروبا.
ولا يجزم سالم ان أراد هذان شاذين جنسيا بفعلتهما هذه لفت انتباه منظمات حقوق الانسان العالمية من اجل الحصول على اللجوء الانساني في اميركا أو اي دولة اخرى، «فيمكنهما لفت النظر بوسائل أخرى، لا ترقى الى الشذوذ الجنسي التي أوصلتهما الى السجن».
ويعترف علي جابر، من النجف، أن العراق ليس المدينة الفاضلة، «لكن لا يمكن أن تحصل فيه مثل هذه االتصرفات الغريبة عن العادات والتقاليد الاسلامية، وما حصل ثمرة الثقافات الاجنبية الدخيلة علينا، التي لابد من نبذها وفضح القائمين بها لئلا تتكرر، فتكون سابقة يسهل تكرارها».
يتابع: «أهلًا بالحرية والديموقراطية، لكن ليس على حساب العرف الاجتماعي والتقاليد التي تربينا عليها».