أعلن باحثون من كلية طب وايل كورنيل في قطر عن نجاحهم بالتعاون مع وزارة البيئة القطرية في فكّ الشفرة الوراثية للمها العربي في إنجاز غير مسبوق سيكون له أكبر الأثر في حماية الرمز الوطني لدولة قطر من خطر الانقراض الذي يحيط به منذ عقود.
وذكرت وكالة الانباء القطرية اليوم الأحد ان الجهود البحثية استمرت على مدى أربعة أشهر كاملة في مختبر علم الجينوم في كلية طب وايل كورنيل في قطر.
وقالت الوكالة انه بفضل هذا الإنجاز سيكون باستطاعة برامج الاستيلاد بالأَسْر أن تختار المها العربي الأكثر تنوعاً من الناحية الجينية لتعزيز قدرته على البقاء، كما ستزداد فرص إعادة إطلاق المزيد من المها العربي في بيئته الطبيعية.
ونوَّه الدكتور جاويد شيخ، عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر، بأهمية الإنجاز الذي يُعَدُّ شاهداً على أهمية وقيمة الشراكة بين المؤسسات القطرية المختلفة وقال ان هذا الانجاز يعتبر ثمرة تعاون وثيق بين قسم البحوث في كلية طب وايل كورنيل في قطر من جهة، ومركز التقنية الحيوية بوزارة البيئة من جهة أخرى. فبتضافر جهودنا وبالاستعانة بالتقنية الفائقة حققنا سوياً إنجازاً سيكون له أثر ملموسٌ في صَوْن المها العربي من الانقراض. ويحقُّ لكلّ من أسهم بهذا الإنجاز أن يشعر اليوم بالفخر".
من جانبه قال الدكتور جويل مالك أستاذ مساعد في الطب الجيني ومدير عام مختبر علم الجينوم في كلية طب وايل كورنيل في قطر حيث أُجريت الدراسة، فقال إن نتائج الدراسة ستسهم في حماية المها العربي وتعزيز قدرته على البقاء بعد أن صنفه العلماء بين الحيوانات المهدَّدة بالانقراض.
واضاف ان البيانات التي لدينا تشكل اليوم حجر الزاوية لفهم أفضل وأشمل لتجمُّعات المها العربي في مواطنه الأصلية والتحدّيات الجينية التي تهدِّد بقاءه. لا بدّ أن نشيد هنا بالتزام وزارة البيئة القطرية، بالتعاون مع شركائها المعنيين، في تمويل البحوث الجينومية الرامية إلى تطبيق نتائج هذه الدراسة بما يدعم الجهود المبذولة لحماية المها العربي.
كما أشار الدكتور مالك إلى أن خمسينيات وستينيات القرن العشرين شهدت تراجعاً مقلقاً في أعداد المها العربي، إذ لم تتجاوز أعدادها حينئذٍ عدّة مئات، الأمر الذي ضيَّق الخناق على التنوع الجيني لحيوان المها العربي. إلاّ أن المعلومات التي توصَّل إليها الدكتور مالك وفريق الباحثين ستمكِّن مُربِّي المها العربي من التحقّق من تزاوج الذكور والإناث الأكثر اختلافاً من الناحية الجينية بما يحسِّن برامج الاستيلاد الحالية لإنتاج أنواع سليمة وأكثر مقاومة للأمراض".