هموم العمل المصرفي جمعنا في لقاء وحيد.. بين الأوراق والأرقام اختلفنا..بين النقابي والوطني اتفقنا، في ذات البعد في ذات البرج تبادلنا الهموم المصرفية والمطلبية.. كان ذلك في ذات صباح ربيعي من ربيع 2011م.. هل كان ربيعاً أم خريفاً؟!!! دارت الأيام والفصول والجرح مفتوح لا يندمل.. تداولت مواقع التواصل وتنادت بالأمس إلى بنك الدم لفصيلة نادرة بندرة سيمائها ونشرنا في التضامن النقابي دعوة للأعضاء والأصدقاء.. ولكن كنسمة الصباح الندية غادرتنا فجأة بشموخ وإباء الأمومة ولم يمهلها القدر يومين آخرين لتحتفل بعيد الأم وكمنبع للأمومة مع شمعتها الأولى إثر شمعة أخرى تهاوت معها في جوف القبر.. جمع غصت بهم مقبرة المنامة تنزف دمعها.. تتدافع في حس إنساني مرهف.. خليط من البشر بمشاعر موحدة، هكذا وحدتنا في موتها كما كانت تفعل في حياتها.. دموع في المآثي تذرف حباً لها ولفراقها.. نجمة أخرى هوت من سماء المصرفيين في سويعات الريح من سعفات النخيل الشامخات عبر نسمات الربيع، ودعت إلى مثواها خير وداع.. وردة أخرى نزعت رحيقها لتحتضن ثرى الوطن الغالي.. تلتفت حولك يعجز قلمك تنظر في الوجوه تقرأ في العيون لغة أخرى.. سيماءً كسيماء وجوههم رجال ونساء متوشحين بالسواد.. حيث حملت ريشتها مسافراً لتنام في رحلتها الأبدية نحو الخلود.. غادرتنا بهدوء الحمام تحمل رحيق الفراق حاملة ورد وشمع وفوانيس المحبة والطهارة إلى الروح المسكونة بحب الجميع.. للآمال الكبار والأحلام الجميلة حيث لا مكان فيه للعسف والتعدي سعت. للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها وذويها الصبر والسلوان مصحوبة بالأمنيات النقابية والإنسانية إلى جنة الخلد. خليل زينل رئيس نقابة المصرفيين