^ قد يَعجب بعضنا حين يسمع مثل تلك الحكايات الغريبة على مجتمعنا وثقافتنا، والبعض الآخر يراها أمراً طبيعياً لا غرابة فيه، لأن الأمور قد تغيّرت ولأن الزمان قد تبدل فلابد من مسايرة هذا التحول والتغير بكل ما فيه من خير وشر وكما تقول العرب “بعُجَره وبُجَره”. إخواني أخواتي: أضع بين أيدكم مأساة أُسرة تفرَّق شملها وانهدم بيتها ليس بسبب الخلافات ولا أنهم لا يصلح بعضهم لبعض، بل بسبب زائر غريب دخل في حياتهم حتى فقد الزوج زوجته، والزوجة زوجها، وفقد الأب أبناءه، عل تعلمون من هذا الزائر؟ الجواب المضحك المبكي إنه (الهاتف الخلوي). تقول المرأة: “كان زوجي يهتم بي وبالأولاد ويخصص من وقته الكثير لي ولأبنائه، وكثيراً ما كنا نجلس ونتكلم ويفضض بعضنا لبعض، ويشكو بعضنا لبعض كل همومه، فما أن دخل هذا الهاتف الخلوي حياتنا حتى تغيّر الرجل تغيراً كبيراً إلى درجة لم يعد يتكلم والهاتف في يده طوال الوقت حتى لو جلس على الطعام الهاتف بجواره، وعنده “مجموعات” على تويتر وأخرى على الفيس بوك وأخرى على الوتساب وهكذا يكون جالس بيننا وعينه في الهاتف ويده تداعب شاشته، بل يكون معي على فراش الزوجية والهاتف بجواره كلما رن رنة تحركت يده نحو الهاتف ليرى ما فيه”!! أقول: هذه مأساة حقيقية ربما يعيش كثير من الناس على وقعها يومياً فنقول لهذا الرجل وأمثاله هل أنت متزوج الهاتف أم متزوج المرأة؟ وليعلم الجميع أن الحقوق الزوجية لا تعني الطعام والشراب واللباس ومصرف الجيب. بل تعني كثيراً من الحقوق المعنوية والعاطفية التي لا تكتمل سعادة الإنسان إلا بها، ربنا لا يحاسبنا على هل عندي قروب على تويتر أو الفيس بوك أو غيرها ولكن يحاسبنا عن زوجاتنا وأولادنا.. وهل حفظنا الأمانة فيهم أم لا، ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”. فيجب ألا يكون الهاتف أغلى من الزوجة والأولاد، وليكن لهم وقت كي لا تتحول النعمة إلى نقمة ودمتم على طريق السعادة.